من أبرز المستفيدين من انسحاب أميركي محتمل من سوريا والعراق؟

غرفة الأخبار – نورث برس

يرى محللون أن أي انسحاب أميركي من سوريا والعراق سيكون له آثار “كارثية” على البلدين وسيستفاد كلاً من طهران وتركيا من هذا الانسحاب بالإضافة لعودة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ونهاية كانون الأول/ ديسمبر الفائت، قالت فيكتوريا نولاند، القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي، إن الولايات المتحدة لا تخطط لسحب قواتها العسكرية من سوريا.

بينما في العراق، بدأت في السابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر العام الفائت، الجولة الأولى للحوار الثنائي بين واشنطن وبغداد، لإنهاء مهمة التحالف الدولي على الأراضي العراقية.

ورغم عدم وجود أي بوادر تلوح في الأفق حول أي انسحاب  أميركي قريب من سوريا والعراق إلا أنه في نهاية المطاف سيكون هناك انسحاب، وفقاً لمحليين.

وشكّل موضوع انسحاب أميركي من سوريا والعراق تساؤلات جمة حول تأثيراته إذا ما حصل.

“خطر قائم”

يقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي، أثير الشرع، في تصريح لنورث برس، إن الوضع في سوريا يختلف عن العراق، “في سوريا الإرهاب لايزال موجوداً ويشكل خطراً وأي انسحاب أميركي سيكون له آثار سلبية كبيرة”.

بالمقابل يرى محللون أن وجود القوات الأميركية يلعب  دوراً حيوياً في استقرار المنطقة التي يتم فيها احتجاز حوالي 10,000 مقاتل من التنظيم المدربين على المعارك في ما لا يقل عن 20 سجناً مؤقتاً وحوالي 50,000 امرأة وطفل مرتبطين بهم يتم احتجازهم في مخيمات مؤمنة في شمال وشرق سوريا.

والخميس الفائت، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف،  من عودة ظهور التنظيم في سوريا والعراق، وقال إنه لايزال يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين.

“ترصد تركي وإيراني”

ويرى المحلل والمعارض السوري، عصام زيتون، أن تركيا وإيران سيستفادون بالدرجة الأولى من أي انسحاب أميركي من سوريا.

مُضيفاً أنه خلال وجود القواعد الأميركية في سوريا قامت تركيا وايران “بتغيير ديمغرافي واحتلال مناطق وجرائم بحق الشعب السوري بكل أطيافه”، فماذا سيحدث إذا غادرت القوات الأميركية؟.

ويُشير زيتون المقيم في المانيا، لنورث برس،  إلى أن “تركيا وإيران لديهما أهداف توسعية في سوريا والعراق بعكس الوجود الروسي والأميركي في المنطقة”. 

ويرى المحلل السياسي، أثير الشرع، أن التوازن الإقليمي لن يتأثر في حال انسحبت القوات الأميركية وتم تعويضها بقوات حفظ سلام دولية.

“تحمل العواقب”

يقول الشرع إن الجانب الأميركي يقول إن وجود القوات في العراق جاء بدعوة من رؤساء الحكومات السابقة وفي حال طالبت الحكومة الحالية بشكل رسمي بالانسحاب فسوف ننسحب على أن يتحملوا ما سيحصل.

ويستبعد احتمالية عودة تنظيم “داعش” في العراق، لأن جاهزية القوات المسلحة العراقية بما فيها الحشد الشعبي تقف عائقاً أمام نشاطه، بحسب رأيه.

لافتاً إلى أن القادة الكرد في العراق، لا يودون أي انسحاب أميركي، “الكرد يخشون بطش الفصائل وطالبوا بقوة ببقاء القوات الأميركية لتوفير الحماية لهم”.

والخميس الفائت، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في ندوة على هامش زيارة رسمية إلى هولند، إن “الحكومة طلبت من التحالف الدولي لمحاربة “داعش”  إنهاء مهمته في العراق، في ظل جاهزية وكفاءة الأجهزة الأمنية العراقية.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجه