مشافي القامشلي في حالة عجز.. غياب الكهرباء وقلة المحروقات يؤثران على القطاع الصحي

نالين علي ـ القامشلي

يحذر طبيب ومدير مشفى بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا, من عجز المشافي عن تقديم الخدمات للمرضى نتيجة فقدان المحروقات, إثر استهداف تركيا الأخير لحقول النفط.

وانعكس القصف التركي الأخير على البنية التحتية والمرافق الخدمية والطاقة وحقول النفط في الشمال السوري، سلباً “وبشكل كبير”، على القطاع الصحي، بحسب فرات المقدسي مدير مشفى السلام بمدينة القامشلي.

واستهدف قصف تركي، منتصف الشهر الماضي، محطة السويدية للغاز بريف مدينة ديرك/ المالكية شمال شرقي القامشلي، وخرجت المحطة التي تغذي المنطقة بالغاز والكهرباء عن الخدمة.

غياب الكهرباء، أثر على القطاع الصحي والمشافي في القامشلي، يقول “المقدسي”، لنورث برس: “نعتمد الآن بشكل أساسي على المولدات, وهذه أيضا يجب أن تعمل على مدار الـ 24 ساعة”.

ويضيف: “في السابق كانت الكهرباء النظامية تساعد قليلاً لإعطاء راحة للمولدة، لكن الآن وسط انعدامها سيترتب علينا آثار سلبية”.

ويشدد مدير المشفى، على أن المشافي مع استمرار الانقطاع الكهربائي، “ستبدأ تعاني من الناحية المادية والتقنية، فالمولدات بحاجة لكميات كبيرة من المحروقات مع غياب الكهرباء، وتأمين المازوت يشكل صعوبة”.

ومنذ بداية العام الجاري تشهد مناطق شمال شرقي سوريا، حالة من عدم الاستقرار بسبب استهداف تركيا 89 موقعاً، خلال النصف الأول من هذا الشهر, بـ 122 ضربة,62 منها عن طريق المسيرات و22 منها عن طريق الطيران الحربي.

وتركز القصف التركي على مواقع إنتاج وتحويل الكهرباء والوقود، ومراكز وحواجز لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وشمل 4 مواقع أمنية وعسكرية تابعة للقوات الحكومية.

وفي مشفى السلام، مولدتان، وأخرى احتياطية، وبسبب تشغيلهما لساعات طويلة “سنضطر لصيانتها وتبديل بعض القطع، لكن لا يمكننا أن نجازف في ذلك كثيراً”.

ويتساءل “المقدسي”: ماذا نفعل لو حدث خلل في المولدة أثناء إجراء عملية جراحية لمريض؟ قد يحدث الأسوأ في حال عدم إيجاد حل سريع لهذه المشكلة”.

ويضيف: “هذا الشهر سندفع أضعافاً مضاعفة في حال اعتمدنا فقط على المولدات وشراء المحروقات, وستدخل المشافي  في حالة عجز”.

ويشدد مدير المشفى، على ضرورة إيجاد دعم للمشافي والمراكز الصحية بشكل أكبر، وتأمين المحروقات لها، تحسباً لحدوث أي طارئ أو استهداف جديد للمنطقة”.

ويشير إلى أنه على الجهات المسؤولة وضع القطاع الصحي في المرتبة الأولى في سلم الأولويات، “لنتمكن من تقديم خدماتنا بأكمل وجه, وتأمين كهرباء نظامية للمشافي والقطاع الصحي بشكل عام, والمولدات لن تكون بديلة عن الكهرباء النظامية, هي فقط احتياط “.

وأوضحت مأثر العباس الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة, بأن القطاع الصحي تأثر بشكل كبير نتيجة فقدان المحروقات, والسبب يعود لاستهداف تركيا لحقول النفط.

وأضافت لنورث برس: “قطاع الصحة كان له الضرر الأكبر بسبب القصف التركي. يوجد لدينا 26 سيارة إسعاف تحت الخدمة, تابعة لمشافينا, أصبح هنالك نقص في توريد المحروقات لتلك السيارات وهذا يعرضنا للضرر”.

وشددت المسؤولة على أن استهداف تركيا لمنشآت الطاقة أيضاً، وانقطاع الكهرباء النظامية، “اثر بشكل كبير على عمل المشافي. كما نعرف المشافي تعمل على مدار الـ 24 ساعة لا يمكنها أن تبقى بلا كهرباء, والآن جميعها معدومة من الكهرباء النظامية, ما شكل خللاً في نظام عملها في الوقت الراهن”.

وتعتمد المشافي في الوقت الراهن على المولدات الخاصة لتزويدها بالكهرباء، لكن هناك أقسام ضمن المشفى بحاجة للكهرباء بشكل مستمر كالحواضن وغرف العناية والعمليات, وبالتالي فإن المولدات بحاجة لكميات كبيرة يومياً من المحروقات”.

تحرير: معاذ المحمد