“ما إن تحسنت حتى فقدناها”.. كوباني وعين عيسى بلا كهرباء
فتاح عيسى- كوباني
ما إن بدأ سكان كوباني يعايشون حالة تحسن الكهرباء، حتى فقدوها بشكل نهائي بعد قصف تركي استهدف محطات الكهرباء منتصف الشهر الجاري.
يتحسر مصطفى حجي بوزان (40 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، على وضع الكهرباء، “مؤخراً تحسن وضع الكهرباء كانت تصل للمدينة لنحو 14 ساعة وذلك من الساعة الواحدة ظهراً حتى الثالثة ليلاً، ولكن استهداف تركيا للمحطة وتدميرها أدى لحرمان سكان المنطقة من خدمة الكهرباء”.
ويتحدث “بوزان”، لنورث برس، معاناة السكان جراء غياب الكهرباء بشكل كامل عن المدينة وريفها، “فمعظم أمور الحياة مرتبطة بالكهرباء، ناهيك عن الصناعات التي تأثرت بغيابها أيضاً”
وقصفت تركيا 89 موقعاً، خلال النصف الأول من هذا الشهر, بـ 122 ضربة,62 منها عن طريق المسيرات و22 منها عن طريق الطيران الحربي.
وتركز القصف التركي على مواقع إنتاج وتحويل الكهرباء والوقود، ومراكز وحواجز لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وشمل 4 مواقع أمنية وعسكرية تابعة للقوات الحكومية.
تسبب القصف التركي على محطتي تحويل الكهرباء في مقاطعة الفرات، (تقسيم إداري يضم عين عيسى، صرين، تل أبيض، كوباني)، بحرمان سكان مدينة كوباني و360 قرية تابعة لها، إضافة إلى سكان بلدة عين عيسى و300 قرية بريفها من خدمة الكهرباء.
ولحظة الاستهداف التركي، شاهد عبد القادر بوزان سليمان، وهو حارس في محطة الكهرباء، القصف، إذ إنه كان يجلس في غرفته فسمع صوتاً وعندما خرج رأى القذيفة التي طالت مرآب السيارات بجانب المحطة.
صورة 1
تعليق الصورة: محطة كهرباء خارج الخدمة نتيجة قصف تركي لها خلال شهر كانون الثاني/ يناير عام 2024 – نورث برس
وأضاف “سليمان” لنورث برس، أنه خرج إلى الشارع ووقف قرب الباب الرئيسي لمحطة الكهرباء، حيث “استهدفت الطائرة المسيرة في المرة الثانية محولة الكهرباء الأولى في المحطة، ومع وصول سيارات الإطفاء للمحطة تم استهداف المحولة الثانية في المحطة”.
وأشارت عائشة ناصر وهي الرئاسة المشاركة لمكتب الطاقة في مقاطعة كوباني، أن القصف تسبب بخروج محطة تحويل الكهرباء في عين عيسى عن الخدمة.
وأضافت أن القصف استهدف محولة بقدرة عشرة ميغا واط، كانت تزود بلدة عين عيسى وريفها بخدمة الكهرباء، ما أدى لانقطاع الكهرباء عن البلدة و300 قرية في ريفها.
وذكرت “ناصر” أن سكان 660 قرية بريف كوباني وريف بلدة عين عيسى، حرموا من خدمة الكهرباء.
وقالت “ناصر” لنورث برس، أنه وبعد قصف تركيا لمحطة الكهرباء في عين عيسى، قصفت محطة الكهرباء في كوباني مرتين، حيث استهدفت محولتين، قدرة كل منها 30 ميغا واط، والتي كانت تغذي مدينة كوباني وريفها بالكهرباء.
وقدر مكتب الطاقة في (مقاطعة كوباني)، الخسائر التي تسبب بها القصف التركي على محطة كهرباء كوباني بأكثر من مليون ونصف المليون دولار.
وشددت “ناصر” على صعوبة إيجاد قطع تبديل للمحولات المتضررة، إضافة لصعوبة صيانتها في الوقت الحالي.
وقصفت الطائرات التركية بـ 7 غارات جوية، محطات الكهرباء في كوباني، عين عيسى، عامودا، تربه سبيه، القامشلي، الدرباسية، ما تسبب بخروجها عن الخدمة، وفق إحصائية للإدارة الذاتية أعلنتها.
وفيما يخص قطاع النفط شنّت تركيا 7 هجمات جوية على محطات النفط، حسب الإدارة العامة للنفط والمحروقات، استهدفت 5 مواقع وهي محطة سويدية، محطة عودة النفطية، محطة مصفاة طفلة، ومصفاة كري بري، إضافة إلى قصفها مستودعات لصيانة الحقول النفطية في الجزيرة السورية.