الطاقة والبنية التحتية.. تركيا تجدد قصفها على شمالي سوريا

غرفة الأخبار ـ نورث برس

استهدفت تركيا مجدداً، مصادر الطاقة والبنية التحتية، في شمال شرقي سوريا، وتسببت بقطع الكهرباء والماء عن مئات القرى والبلدات في المنطقة.

وصباح اليوم الاثنين، استهدفت تركيا بخمس ضربات مدينة رميلان النفطية، وطال قصف مماثل ثلاثة مواقع في القامشلي، ولم يتسنّ لنورث برس معرفة أي تفاصيل عن أضرار القصف.

وأمس الأحد، عاودت الطائرات المسيرة التركية قصف محطات كهربائية ومنشآت حيوية ونفطية، في مناطق بشمال شرقي سوريا.

وأحصت نورث برس حصيلة القصف خلال 24 ساعة، والذي أسفر عن خروج سبع محطات كهربائية في شمالي سوريا عن الخدمة.

واستهدف قصف تركي محطة مدينة كوباني لمرتين، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عنها وعن 400 قرية تتبع لها.

وقصفت طائرة تركية محطة تحويل الكهرباء في عين عيسى بريف الرقة ما أدى لانقطاع الكهرباء عنها و150 قرية تتبع لها.

وفي القامشلي تسبب القصف التركي على محطة الكهرباء بخروجها عن الخدمة وتضرر أكثر من 60 بالمئة من المدينة والريف الشرقي.

وتم استهداف محطة الكهرباء في عامودا، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة و٩٠ قرية.

خرجت أغلبية الآبار التي تزود مدينة عامودا وريفها، بالمياه عن الخدمة جراء القصف التركي على محطة تحويل الكهرباء بالمدينة.

وقال إبراهيم حسن، مسؤول دائرة المياه في عامودا،  لنورث برس، إن تسعة آبار من 16 بئراً في عامودا خرجت عن الخدمة جراء القصف التركي على محطة الكهرباء.

وفي تربه سبيه، أسفر استهداف محطة الكهرباء، عن انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة و١٩٠ قرية.

وقبلها تعرضت الدرباسية شمالي الحسكة لقصف تركي أيضاً تسبب بأضرار في محطتها الكهربائية وانقطاع التيار.

منشآت

استهدف قصف تركي، مساء أمس الأحد، محطة السويدية للغاز بريف ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، وأخرجتها عن الخدمة.

واستهدفت طائرات تركية حقل عودة النفطي، ومحطة أخرى في الجهة الجنوبية بالقرب من قرية كري بري في تربسبيه/ القحطانية بريف القامشلي، ما تسبب بخسائر مادية كبيرة.

وفي كوباني، استهدفت غارتان بمسيرتين، موقعين أحدهما ورشة تصليح سيارات بمدخل المدينة الجنوبي، والأخرى منشأة سابقة للإسمنت في قرية الجلبية جنوب كوباني.

وطال قصف تركي، مطحنة عبد الله درباس شرق قرية سنجق خليل على طريق عامودا – الحسكة.

إلى ذلك قال مراسل نورث برس في كوباني، إن “قصفاً تركياً استهدف مستودعاً لمؤسسة إكثار البذار التابعة لشركة تطوير المجتمع الزراعي في المدينة”، مضيفاً أن القصف تسبب بخسائر مادية في المكان.

واستهدفت تركيا مبنى اتحاد الفلاحين في الدرباسية، ومعمل إسفنج في قرية قنتر ومنزل لأحد السكان في قرية كربتلي غربي الدرباسية.

كما طال قصف مماثل، مستودعاً ضمن الأحياء السكنية عند دوار الباسل على الأطراف  الجنوبية لمدينة القامشلي بالقرب من المطار الخاضع لسيطرة الحكومة السورية.

حواجز

استهدف قصف تركي أيضاً حاجزاً لقوى الأمن الداخلي (الآسايش) في قرية خزنة الواقعة على الطريق الدولي M4 بريف القامشلي الجنوبي الشرقي.

وقُتل عنصران وأصيب 4 آخرون من عناصر مفرزة للأمن العسكري التابعة للحكومة السورية، جراء استهداف مسيرة تركية للمفرزة الواقعة في قرية ذبانة جنوب القامشلي.

واستهدفت طائرة مسيّرة تركية، نقطة تفتيش لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، في بلدة عين عيسى شمال الرقة.

وأصيبت أم وطفلاها، بقصف تركي استهدف بلدة الدرباسية شمال الحسكة، ونُقل المصابون إلى مشفى “خبات” في الدرباسية.

إدانات ومطالبات

أدانت الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة، الهجمات التركية على شمالي سوريا، داعيةً القوى الفاعلة في سوريا والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات “رادعة” لمنع ما وصفته بـ “الجرائم” التركية.

وقالت الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة في بيان، إن القصف التركي أخرج مؤسسات لها عن تقديم خدماتها لعموم المنطقة في مجالات الطاقة والمياه والزراعة.

واعتبرت أن القصف من الممارسات “العدوانية” ويشكل خرقاً لكافة القوانين والمواثيق الدولية، ويسهم بتقويض جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، مشيرة إلى أن تركيا استثمرت الأحداث والصراعات الإقليمية والدولية وصمت المجتمع الدولي.

وقالت الإدارة الذاتية في مدينة كوباني شمالي سوريا، إن “تركيا تحاول من خلال هذه الهجمات القضاء على سبل ووسائل العيش للسكان، وتدمير مؤسسات الإدارة الذاتية التي تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المناطق؛ وتسعى إلى بث الرعب والخوف  وإنعاش تنظيم داعش”.

وكشف البيان أن تركيا قامت باستهداف محطتي كهرباء في عين عيسى التي تزوّد أكثر من مئتي ألف نسمة بالطاقة، وكذلك حاجز لقوى الأمن الداخلي في البلدة، بالإضافة لمكتب تنظيم الدور التابع لمديرية النقل ومعمل لافارج لإنتاج الإسمنت ومزرعة لتربية الحيوانات في قرية الشيخ جوبان بريف كوباني ولا تزال تلك الهجمات مستمرة.

ودعت الإدارة الذاتية، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى “القيام بمسؤولياتها لوقف الهجمات التركية وفتح تحقيق بتلك الجرائم المرتكبة بحق سكان مناطق شمال وشرقي سوريا”.

كما دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، المؤسسات الحقوقية والأممية والإنسانية لإدراك مخاطر التصعيد والهجمات التركية وتداعياتها على الوضع الإنساني والأمني، وجهود “مكافحة الإرهاب” في المنطقة.

وحمّل نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية بدران جيا كرد، الإدارة الأميركية وروسيا الاتحادية المسؤولية المباشرة عن الهجمات التركية في المنطقة.

وشدد جيا كرد في تغريدة له عبر منص (اكس)، على أنه يجب على كل من أميركيا وروسيا الضغط على الجانب التركي لوقف العدوان وعدم تِكراراه، وعلى أن قواتهم تلتزم بحق الرد على الهجمات المعادية في المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها.

وطالب في منشوره أميركا وروسيا بتقديم هذا الملف إلى مجلس الأمن واتخاذ القرار بحق الجهة المنتهكة لقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن بشأن سوريا الذي يتضمنه قرار ٢٢٥٤.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، إن الهجمات التركية على مناطق شمال وشرقي سوريا تُعتبر جرائم حرب صريحة ومتعمدة.

وأوضحت “قسد” أن هدف هذه الهجمات هو إحداث ضرر كبير بحياة السكان وتخويفهم والتسبب بالمعاناة في حياتهم اليومية.

وأشارت إلى أنها سترد بموجب حق الدفاع عن النفس المشروع على هذه الهجمات التركية التي تستهدف مناطقها.

تحرير: معاذ المحمد