ما أسباب الهجوم التركي على شمالي سوريا وما خيارات الإدارة الذاتية لمواجهته؟

غرفة الأخبار – نورث برس

يتحدث محللون وحقوقيون عن أهداف الهجوم التركي على شمالي، والدور المطلوب من دمشق القيام به كونها عضو في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، بينما يتحدث سياسي عن مصالح مع تركيا تقف عائقاً أمام إدانة هجماتها، داعياً إلى عمل دبلوماسي “مكثف” في أروقة السياسية بواشنطن.

ويقول وليد جولي وهو باحث من القامشلي، لنورث برس، إن استهداف تركيا للمواقع الحيوية في شمال وشرق سوريا، يهدف لإحداث تغيير ديموغرافي “واسع النطاق”، والضغط على الولايات المتحدة للتخلي عن سوريا، وذلك بهدف إبقاء الملف السوري محصوراً بمحور أستانا ( تركيا – روسيا – إيران).

 ومنذ الجمعة الفائت، استهدفت تركيا بحوالي 100 ضربة منشآت حيوية وخدمية ومناطق مأهولة بالسكان المدنيين في المنطقة.

 وأشار جولي، وهو مدير مكتب العلاقات في مركز “الفرات” للدراسات، إلى أن تركيا تودُ تغيير قواعد الحرب ضد الكرد، واعتبار شمال وشرقي سوريا الخاصرة الرخوة لدى “حزب العمال الكردستاني”، للرد على عملياتها الدفاعية، سواء في “كردستان تركيا”، أو في إقليم كردستان العراق.

وأضاف: “منظور الدولة التركية، كل كردي يعتبر عضو في حزب العمال، حتى المختلفين معه، و حزب العمال مجرد ذريعة لا أكثر”.

وتتهم تركيا الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية حليفة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”  بصلتها “بحزب العمال الكردستاني” وهذا ما تنفيه  الإدارة وقوات” قسد”.

وشبّه جولي الوضع في شمالي سوريا بـ ” إن لم يكن الوضع الحالي في المنطقة بمثابة غزة ثانية، فمن الممكن أن نسميها وبتوصيف أدق أسوةً بغزة”.

وحول تدويل الانتهاكات التركية لفت جولي إلى أن الإدارة الذاتية بحاجة إلى التركيز على إظهار المظلومية عبر قيامها بتوثيق الانتهاكات، والتحرك الدبلوماسي الفعال،  وضرورة الإبقاء على الثقة القائمة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.

من جانبه يرى، بسام إسحاق،  وهو عضو ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، إنه من الصعب النجاح بتدويل قضية القصف التركي وتدمير البنية التحتية على مستوى الأمم المتحدة بسبب “ارتباط معظم أعضاء مجلس الأمن الدائمين بمصالح حيوية مع تركيا”.

ويدعو السياسي الإدارة الذاتية للاستمرار في تسليط الضوء في واشنطن على الانتهاكات التركية وضرورة وقفها لما لها من تأثير سلبي ومباشر على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة سواء على مستوى محاربة الإرهاب أو مصالحها  الجيوسياسة في الشرق الأوسط.

 بينما يقول الحقوقي السوري، حسين نعسو، لنورث برس، إن القصف التركي ينتهك السيادة السورية، وتدويل القصف يقع على عاتق الحكومة في دمشق، مشيراً إلى “نية ضمنية لدى النظام السوري لإضعاف وابتزاز الإدارة الذاتية”.

ووفقاً لـنعسو، فإن حماية المدنيين وإيقاف الهجمات التركية على شمالي سوريا، مسؤولية دمشق، خاصة وأنها عضو في الأمم المتحدة وعليها تقديم شكوى خاصة عن القصف التركي.

إعداد: عبدالسلام خوجة – تحرير: عكيد مشمش