استهداف ممنهج.. ماذا قصفت تركيا في تصعيدها الأخير على شمال شرقي سوريا؟   

غرفة الأخبار ـ نورث برس

تسببت تركيا خلال استهدافها لشمال شرقي سوريا، مؤخراً، بدمار في البنية التحتية والمنشآت الحيوية والخدمية للمنطقة، ما ألحق أضراراً كِبيرة يظهر أثرها بشكل واضح على حياة السكان.

والأسبوع الماضي، شنت تركيا عملية عسكرية، استهدفت شمالي سوريا بغارات جوية وقصف مدفعي، أسفر عن تضرر ودمار في مشافٍ ومراكز صحية، ومنشآت خدمية وحيوية.

وبلغت حصيلة الاستهدافات التركية، بحسب ما سجله قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، استهداف 121موقعاً بعدد ضربات 179 ضربة في شمال شرقي سوريا.

ووثقت نورث برس من خلال فيديوهات وصور، بعض المنشآت الحيوية والخدمية التي طالها القصف التركي.ي

واستهدفت تركيا مشافٍ، كان منها مشفى غسيل الكلى ومعمل الأوكسجين، في القامشلي، بالإضافة لمركز مشتى نور الصحي في كوباني.

وقبل أيام، أعلنت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في مدينة القامشلي، خروج مشفى غسيل الكلى ومعمل أوكسجين الذي يغذي مشافٍ في المدينة وريفها عن الخدمة كلياً، نتيجة القصف التركي.

وتظهر صور ومقاطع فيديو، لنورث برس، حجم الدمار الذي لحق بالمشفى والمعمل، من حطام داخل الأقسام وانفجارات في أسطوانات الأوكسجين.

عدة صور

وفي وقت سابق، قالت الرئيسة المشاركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة مآثر العباس في تصريح لنورث برس، إن “معمل الأوكسجين ومشفى غسيل الكلى يعتبران من أهم المراكز التي تقدم الخدمات الصحية بشكل يومي على مدار الساعة لسكان المنطقة”.

وأشارت إلى أن مرضى غسيل الكلى، سيواجهون معاناة كبيرة كونه يعد المركز الوحيد الذي يقدم هذه الخدمات في المنطقة، بينما باتت محطة الأوكسجين غير قادرة على تلبية حاجة المرضى من الأوكسجين ولا يوجد مراكز بديلة عن هذين المركزين في الوقت الراهن.

وأوضحت أن مركز غسيل الكلى كان يستقبل يومياً من (60 – 70) مريضاً بينما كانت محطة الأوكسجين تغطي أغلب المشافي وحاجات المرضى من الأوكسجين وتم تدمير هذين النقطتين بشكل كامل.

واستهدفت تركيا، مركز مشته نور الطبي في كوباني، وأخرجته عن الخدمة، وكان يقدم خدماته الطبية في عدة أقسام بالشراكة بين هيئة الصحة في إقليم الفرات ومنظمة أطباء العالم ( MDM ) وجمعية الفقراء والصحة في ألمانيا، بالمجان.

وأظهرت فيديوهات نورث برس، حجم الدمار الذي لحق بأقسام المركز الخمسة الرئيسية، إضافة لسيارات الإسعاف التي تعطلت والأدوية التي تم إتلافها أو احتراقها.

وبعد الاستهداف، قال الرئيس المشارك لهيئة الصحة في كوباني شمالي سوريا، أحمد محمود، لنورث برس، إن تكلفة الأضرار الناجمة عن قصف مركز مشته نور الطبي تقدر بمئتي ألف دولار أميركي.

وأشار “محمود” إلى أن “المركز كان يقدم خدماته لنحو 500 شخص في جميع أقسامه يومياً، وأن أكثر من مائة وعشرة آلاف مريض استفادوا من خدمات المركز خلال عام واحد، ومن ضمنهم المستفيدين من قسم الدعم النفسي”.

واستهدفت الغارات التركية، منشأة صناعية في حي علايا بمحيط السجن الذي يحوي عناصر لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في القامشلي، ومطبعة سيماف ومنشأة إسمنتية على الحزام الشمالي، وصوامع الحبوب، وقرية سيكركا، ومعمل خياطة، ومحطة القطار، ومجبل للإسمنت بقرية شورك، ومطحنة في القامشلي وريفها.

ومن الفيديوهات التي سجلتها نورث برس، كانت لمطبعة سيماف، للطباعة والنشر، وأظهرت دماراً كبيراً داخل المطبعة وخارجها، بما فيها المعدات وآلات الطباعة والورق وغيرها من المواد والمتطلبات الموجودة في المطبعة.

وتسبب القصف التركي بفقدان الشابة “بيريفان زبير” لحياتها باستهداف مطبعة سيماف، وفقدان شابين آخرين لحياتهما عرف منهما شاب باسم “ريناس”.

كما استهدفت في عامودا صالة كرم للأفراح، ومعمل روهلات علو للزيتون، والطريق الواصل بين مدينة عامودا الحسكة، بالإضافة لقرية محركان في القحطانية/ تربسبيه، ومرآب للسيارات في كوباني.

وتسبب استهداف صالة كرم، بدمار داخل الصالة، بحسب ما أظهرته مقاطع الفيديو والصور.

وكان معمل روهلات علو للزيتون في عامودا، يوفر الزيت للمنطقة، في إطار السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة وتصدير الفائض للخارج.

وبسبب القصف التركي تضرر المعمل. وتوقف عن الإنتاج حتى تتم صيانة الآلات التي تعطلت، كما أظهرت مقاطع الفيديو التي سجلتها نورث برس.

كما تسبب القصف أيضاً بتوقف 100 عامل تقريباً ضمن المعمل عن العمل، وبالتالي حرمان عائلاتهم من النفقات والمصاريف الشهرية التي كانوا يتقاضونها.

وفي ريف القامشلي، تم استهداف مطحنة ومحلج للقطن، في قرية أم الفرسان، وذلك خلال فترة العمل، ما تسبب بإصابة عاملين وفقدان إحدى العاملات حياتها.

ووثق فيديو لنورث برس، حجم الضرر الذي لحق بالمحلج، وقدره أحد المسؤولين عن المحلج بأكثر من 10 آلاف دولار، إضافة لخسارة العمال عملهم حتى يتم صيانة الأضرار التي تسبب بها القصف التركي.

واستهدف القصف التركي، منشأة مدنية للعصائر الطبيعية والغازية، ما تسبب بضرر كبير وثقته نورث برس عبر فيديو، وقدرت المواد التالفة بمبلغ 200 ألف دولار، بحسب أحد الإداريين في المنشأة المدنية.

كما تم قصف معمل للقش في القامشلي، ما تسبب باحتراق القش إضافة للآلات ومولدات الكهرباء، وأسقف التوتيات داخل المعمل وخارجه، بحسب ما وثقت نورث برس عبر الفيديو والصور.

وفي مقطع فيديو آخر، تظهر نيران مندلعة في محطتي عودا وسعيدة النفطيتين في ريف القامشلي، بعد تعرضهما لقصف جوي تركي، إضافة للدمار حول المحطتين.

وتتواصل التهديدات التركية في استهداف البنى التحتية والمنشآت الخدمية في شمال شرقي سوريا، رغم الوعود الأمريكية بإنهاء تلك التهديدات والتعديات بحسب ما قاله الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية.

تحرير: معاذ المحمد