مسؤولون يحذرون من أضرار القصف التركي وعرقلته للجهود الدولية للحل في سوريا
غرفة الأخبار ـ نورث برس
حذر مسؤولون سياسيون في شمال شرقي سوريا، من أضرار وتداعيات القصف التركي المتواصل، وعرقلته للجهود الدولية للحل في سوريا، إضافة للتغيير الديمغرافي في المنطقة.
وليل السبت الماضي، استهدفت الطائرات الحربية التركية بعدة غارات جوية منشآت خدمية ونفطية بريفي القامشلي وديرك، شمال شرقي سوريا، ما تسبب بخروج عدد من آبار النفط وبعض المنشآت الحيوية ومعظم المنشآت الكهربائية عن الخدمة.
وانتقد مسؤول سياسي سرياني، تلك الضربات على منشآت خدمية وحيوية في شمال شرقي سوريا، قائلاً إنها (تركيا) تعرقل الجهود الدولية للحل في سوريا.
وقال سنحاريب برصوم، الرئيس المشارك لحزب الاتحاد السرياني، في تصريح لنورث برس، إن الاستهدافات التركية تجعل المنطقة غير مستقرة، وهو ما يخالف التوجهات الدولية بتثبيت الهدن في سوريا والتمهيد للحل السياسي.
ونهاية الشهر الفائت، قالت نظيره كوريه، الرئيسة المشاركة للحزب ذاته، إن التصعيد التركي المستمر يهدد الوجود المسيحي في سوريا.
واعتبر برصوم الضربات التركية “عدوان يستهدف المدنيين”، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الاعتداءات التركية.
والأحد الماضي، دعت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، الأمم المتحدة لرصد وتوثيق هجمات تركيا “غير المبررة” لمنشآت خدمية في مناطقها، وسط ظروف الحرب والحصار التي تمر بها في سوريا.
وأشارت الإدارة الذاتية إلى تأثير تلك الهجمات وتداعياتها على مجالات الخدمة والوضع الإنساني للسكان، محذرةً من تأثير سلبي وتداعيات على عموم المنطقة، وعرقلة جهود مكافحة الإرهاب وتعميق الأزمة على كافة الأصعدة والمجالات، وفقاً للبيان.
وقال أكرم سليمان، الرئيس المشارك لمكتب الطاقة في إقليم الجزيرة، إن محطة تحول ديرك، محطة تحويل تربسبيه، تل كوجر، تل حميس، تل علو، القامشلي الشمالية، القامشلي الجنوبية، محطة عامودا ومحطة الدرباسية، كلها خارجة عن الخدمة بسبب القصف التركي.
وأضاف أن هذه المحطات تغذي أكثر من نصف منطقة الجزيرة، وهي الآن بلا كهرباء.
ورفضت الإدارة الذاتية في بيانها الهجمات التركية، لما لها من دور بزيادة المعاناة الإنسانية والاقتصادية، وتقديمها الدعم المعنوي لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لتجميع قواه المنهارة وتنظيم نفسه.
وقال رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمد، إن غاية تركيا من هجماتها على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، هي تهجير سكان المنطقة وتغيير ديمغرافيتها.
وأضاف “محمد” لنورث برس، إن “الإدارة الذاتية الديمقراطية ومناطق شمال شرقي سوريا تواجه تحديات كثيرة ومن هذه التحديات السياسة التركية الاحتلالية حيال المنطقة والهجمات البربرية التي تشنها ضدها”.
وأوضح أن “تركيا تسعى من وراء هذه الهجمات لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة وخلق بلبلة وفتنة بين مكوناتها، وزعزعة ثقة هذه المكونات بالإدارة الذاتية ومشروع سوريا الديمقراطية”.
وأظهر تقرير سابق لقسم الرصد والتوثيق في نورث برس، أن تركيا نجحت في تخريب أجزاء كبيرة من القطاعات الأساسية أبرزها إنتاج المشتقات النفطية والغاز المنزلي وإمدادات الكهرباء والوصول للمياه الآمنة، وذلك خلال تصعيد هجماتها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
التقرير أضاف أن الضربات والأضرار التي تم توثيقها، جعلت البنية التحتية متهاوية ويصعب إعادة تأهيلها, وعلى السلطات التركية تحمل نتائج عملياتها، وعلى المجتمع الدولي عدم إفساح الفرص لها كي تعلن صراحة عن تهديد وتنفيذ ضربات تطيح بخدمات أساسية لملايين السكان في الشمال والشمال الشرقي من سوريا.