خلال تصعيدها.. تركيا نجحت في تخريب قطاعات خدمية أساسية

نورث برس

قصفت الطائرات الحربية التركية، مساء أمس السبت،  بعدة غارات جوية منشآت خدمية ونفطية بريفي القامشلي وديريك شمال شرقي سوريا.

وقال مراسل نورث برس نقلاً عن مصدر أمني: إن الطائرات التركية استهدفت حقل عودة والمصرف الزراعي في تربسبيه/ القحطانية بريف القامشلي.

وأعلن مكتب الطاقة في إقليم الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية، صباح الأحد، خروج معظم المنشآت الكهربائية، بما فيها محطات التحويل ومنشأة غاز السويدية بريف ديرك، عن الخدمة بسبب القصف التركي.

وكان تقرير لقسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس، قد أظهر أن تركيا نجحت في تخريب أجزاء كبيرة من القطاعات الأساسية أبرزها إنتاج المشتقات النفطية والغاز المنزلي وإمدادات الكهرباء والوصول للمياه الآمنة، وذلك خلال تصعيد هجماتها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

التقرير أضاف أن الضربات والأضرار التي تم توثيقها، جعلت البنية التحتية متهاوية ويصعب إعادة تأهيلها, وعلى السلطات التركية تحمل نتائج عملياتها، وعلى المجتمع الدولي عدم إفساح الفرص لها كي تعلن صراحة عن تهديد وتنفيذ ضربات تطيح بخدمات أساسية لملايين السكان في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، بحسب تقرير القسم.

وقال بيان لوزارة الدفاع التركية إن غاراتها دمرت 29 هدفاً في سوريا والعراق.

وزعم البيان أن الأهداف شملت مخابئ وملاجئ قتالية، رغم أنه لم ينفِ استهداف منشآت نفطية ومستودعات.

وخلال تشرين الأول/ نوفمبر، قصفت تركيا 37 موقعاً للبنى التحتية, و253 موقعاً سكنياً، و41 موقعاً عسكرياً، مايعني أن نسبة 88% من المواقع المستهدفة هي أعيان مدنية ولا وجود عسكري ضمنها، بحسب تقرير قسم الرصد.

وتبدو تركيا مصممة على إضعاف مناطق الشمال السوري وتدمير الخدمات التي يمكن أن تقدمها الإدارة الذاتية للسكان، دون أدنى مراعاة لحياة المدنيين الذين قُتلوا أو أصيبوا، ولا سبل الحياة لملايين السوريين من السكان الأصليين والنازحين في هذه المنطقة.

وتشير الأرقام والصور والبيانات أن حجم الخسائر التي طالت قطاع الطاقة خلال التصعيد في الربع الأخير من هذا العام كبيرة جداً، لا سيما وأن المنطقة تعاني أصلاً من إمكانات محدودة.

وبلغت حصيلة خسائر قطاع الطاقة المتمثل بـ المحطات النفطية والكهربائية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى ما يفوق الـ 1 مليار و270 مليون دولار أميركي, ولم تتوقف الخسائر التي لحقت بقطاع الطاقة على الخسائر المادية فقط, إذ أنها تسببت بتوقف محطات المياه التي تعتمد على الكهرباء التي تنتجها هذه المحطات.

 وتسببت الأضرار بتوقف ضخ المياه النظيفة في المدن والبلدات لأكثر من خمسة أيام بسبب فقدان الكهرباء والوقود التي يعتمد عليها عمل محطات المياه, واستمرت هذه التداعيات إذ وصلت فترة انقطاع الكهرباء العامة عن المدن والقرى إلى 22 ساعة قطع مقابل ساعتين وصل, قبل أن تنقطع تماماً منذ امس السبت.

 وتسبب نقص الوقود، مؤخراً، بتوقف جزئي لمولدات الكهرباء الخاصة في أحياء مدن المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية.

ودعت الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا، الأحد، الأمم المتحدة لرصد وتوثيق هجمات تركيا “غير المبررة” لمنشآت خدمية في مناطقها، وسط ظروف الحرب والحصار التي تمر بها في سوريا.

وزعم بيان الدفاع التركية اتخاذ احتياطات لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين والأصول الثقافية والبيئة، وهو ما دحضته شهادات ذوي الضحايا المدنيين في تصعيد تشرين الأول/ أكتوبر.

وكانت مختصة في مجال البيئة قد أشارت إلى مخاطر طويلة الأمد على البيئة والإنسان، بسبب احتراق ما يقارب 621 ألف و175 ألف برميل نفط، وانبعاث كميات كبيرة من غاز ثنائي أوكسيد الكربون والميثان وتلوث الهواء بالغازات والعناصر المعدنية السامة مثل كبريتيد الهدروجين والنتروجين والزئبق والزرنيخ.

 وعدا ذلك، تأثرت جهود تأمين كميات الوقود للتدفئة والأعمال الزراعية، إذ توقفت تلك الخدمات بشكل متكرر أو تأخر تأمينها في مناطق الإدارة الذاتية ما بين تشرين الأول/ أكتوبر وتشير تصريحات المسؤولين المحليين استمرارها خلال الشتاء الحالي.

تحرير: حكيم أحمد