ظروف قاسية في المخيمات العشوائية بريف الرقة

تضررت عائلات نازحة في مخيم اليوناني العشوائي بريف الرقة شمالي سوريا، خلال هطول الأمطار بداية كانون الأول/ ديسمبر الحالي، بسبب عدم استبدال الخيم المهترئة وضعف الاستجابة الإنسانية للمنظمات الدولية ومؤسسات الإدارة الذاتية.

الواقع ليس مغايراً كثيراً في 53 مخيماً عشوائياً في أرياف الرقة، تضم أكثر من 14 ألف عائلة نازحة من مناطق سورية مختلفة.

 ولم يجد فرج الحسين (40 عاماً)، منذ العام 2018، مأوى لعائلته سوى خيمة في مخيم اليوناني تحتاج هي الأخرى لتغيير فهي لا تحمي من المطر وبرد الشتاء هذه الأيام.

 يقول، لنورث برس، إنه لا يستلم مساعدات غذائية سوى مرة واحدة نهاية العام،  ويشتكي من نقص مخصصات الخبز وعدم استلام وقود التدفئة حتى الآن.

احتياجات أساسية

وقال مكتب المخيمات التابعة للإدارة الذاتية في الرقة إنه قام بتوجيه منظمة لاستهداف العائلات المتضررة في مخيم اليوناني، لكن احتواء احتياجات المخيمات العشوائية يحتاج لطاقات تمويلية وجهود وبرنامج زمني غير قصير.

ويضم مخيم اليوناني العشوائي 244 عائلة نازحة، بينما يصل العدد الإجمالي في المخيمات العشوائية بمنطقة الكسرات على ضفة نهر الفرات اليمنى قبالة مدينة الرقة إلى 1000 عائلة نازحة من مناطق سوريا متفرقة.

ويسكن محمد الجراد (45 عاماً)، وهو نازح من ريف دير الزور ، في مخيم المقص العشوائي.

يقول إن الخيام القديمة لم تعد تحمي الأطفال والنساء من الرياح الباردة ولا الأمطار، وإن بعض العائلات لا تملك حتى أغطية مع تأخر توزيع مخصصات العائلات من مازوت التدفئة.

ويباع الليتر الواحد من المازوت في السوق السوداء ثمانية آلاف ليرة سورية، وهو ما لن يتمكن النازحون من تحمّل تكلفته، بحسب الجراد.

وحددت الإدارة الذاتية كمية 300 ليتر بسعر 325 ليرة سورية لليتر الواحد كمخصصات للتدفئة لكل عائلة، إلا أن التوزيع تأخر هذا العام رغم بدء الشتاء.

ويشير الجراد إلى عدم كفاية مخصصات الخبز التي يقدرها حالياً برغيفين ونصف للشخص الواحد، معتبراً أنها لا تكفي لوجبة الغداء وحدها.

استجابة محدودة

غياب توزيع المواد الغذائية وعدم توفر مراكز الرعاية الصحية المجانية، هي هموم أخرى على لسان النازحين في مخيمات اليوناني والمقص وكسرة محمد علي وسهلة البنات القريبة من بعضها.

ولدى الإدارة الذاتية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية مشروع يهدف لجمع المخيمات العشوائية في مخيمات تكون أكثر تنظيماً، في خطة لتسهيل تقديم الدعم للنازحين فيها.

ويعاني النازحون في المخيمات العشوائية من ظروف معيشية واقتصادية صعبة، ويعمل رجال ونساء منهم في مشاريع زراعية  وصناعية بأجور يومية محدودة.

وقال مدير مكتب المخيمات في مجلس الرقة المدني، محمد البكري، لنورث برس، إنهم شارفوا على الانتهاء من تجهيز بطاقات مخصصة لاستلام وقود التدفئة ومخصصات الخبز بسعر مخفّض.

وأضاف أنهم ناشدوا المنظمات الدولية عبر مراسلات رسمية وعبر الإعلان لتقديم دعم فيما يخص الأغذية و الرعاية الصحية لهذه المخيمات،لكن يقتصر العمل حالياً على ثلاث منظمات تقدم دعماً محدوداً.

ويتفق المسؤول المحلي عن المخيمات مع النازحين حول واقع الخيام المهترئة والتي لم يجرِ استبدالها منذ ثلاثة أعوام.

وتعلل الجهات الإغاثية الدولية عدم استجابتها بالحروب في أوكرانيا والسودان وقطاع غزة، بحسب البكري الذي لفت إلى أن النازحين هنا ما يزالون بحاجة للعون لأنهم لم يتمكنوا بعد من العودة لمنازلهم.

تحرير: حكيم أحمد