نفخ الزجاج.. تراث سوري في قائمة اليونيسكو
الرقة – نورث برس
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” أمس الثلاثاء، حرفة نفخ الزجاج التقليدي كعنصر تراثي جديد باسم سوريا على قائمة الصون العاجل ضمن قوائم التراث الثقافي الإنساني.
وأعلنت المنظمة على موقعها الإلكتروني أنه تم إدراج نفخ الزجاج السوري التقليدي في عام 2023 على قائمة التراث الثقافي اللامادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.
ويعني الإدراج في قائمة الصون العاجل، وفق “يونسكو، أن ديمومة العنصر وسلامته معرضة للخطر وأنه يجب وضع تدابير لإدامة ممارسته ونقله من قبل الجماعات المعنية.
وتشكل حرفة نفخ الزجاج السوري مصدر رزق للحرفيين، وتسهم في خلق شعور بالاستمرارية والانتماء، كما أنها ترتبط بالفضاءات الاجتماعية والروحية والتاريخية.
وازدهرت حرفة نفخ الزجاج في العصر الإسلامي وخاصة في دمشق، واستمرت يدوياً لتنتشر في معظم المناطق، وأصبحت خلال العقد الماضي مهددة بالاندثار.
ويواجه حرفيو هذه المهنة عدة صعوبات، بسبب ما تعرضت له هذه الحرفة، حيث تتمثل أبرز أشكال الصعوبات، بتأمين حوامل الطاقة من كهرباء ومازوت، التي تعتمد عليها الحرفة في تشغيل الأفران المخصصة لها والتي بدورها تؤثر في ديمومة عمل هذه الأفران التي تتطلب أن تبقى مشغّلة على مدار الساعة.
وسابقاً، أدرجت “يونسكو” العديد من الملفات السورية لعناصر التراث اللامادي بهدف صونها من قبل المنظمة والمنظمات الدولية العاملة والمهتمة بالإرث الثقافي، مثل مسرح خيال الظل والوردة الشامية والقدود الحلبية على القائمة التمثيلية لمنظمة “يونيسكو”.
وقالت “يونسكو” في موقعها في وصف حرفة نفخ الزجاج التراثية، إنها حرفة لصنع أشكال زجاجية باستخدام قطع من مخلفات الزجاج، لإنشاء قطعة جديدة.
يجري وضع قطع من الزجاج داخل فرن من الطوب مصنوع يدوياً حتى تذوب، ثم يلف الحرفي الزجاج المنصهر حول قضيب معدني مجوّف، ليبدأ بنفخ الزجاج عبرها، باستخدام ملقط معدني لتشكيله بالشكل المطلوب، مثل كوب أو مزهرية أو مصباح أو زخرفة.
وتستخدم الأصباغ المسحوقة لتلوين الزجاج أثناء ذوبانه أو لتزيينه بمجرد تبريده وتصلبه، ويتميز الزجاج الدمشقي المنفوخ بألوان خاصة تزينه منها الأبيض والأزرق والأخضر والقرمزي، بالإضافة إلى الزخارف المطلية بالذهب.
وفي الماضي، ظلت هذه الحرفة ضمن عائلات محددة، حيث كان الأب ينقل أسرار الصنعة إلى أولاده، واليوم يتم نقل المعرفة والمهارات لمن يرغب في تعلم الحرفة من خلال الممارسة العملية والتدريب في ورش العمل.
وتعود أصول هذه الحرفة إلى كنعانيي الساحل السوري “الفينيقيين” الذين عملوا على نقلها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، وفقاً لتقارير إعلامية.