الاقتتال الداخلي يتصدر المشهد في مناطق المعارضة السورية.. ما دور تركيا؟

غرفة الأخبار- نورث برس

يتصدر الاقتتال الداخلي المشهد العام في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، ما يعكس مدى تدهور الحالة الأمنية في تلك المناطق، وبالتالي تداعياته على المشهدين السياسي والإنساني.

وآخر تلك الاشتباكات، كانت في أيلول/ سبتمبر، ما بين فصائل بـ “الجيش الوطني” وفصائل موالية لـ”هيئة تحرير الشام”، إذ كان الهدف من النزاع تقاسم السيطرة على معبر الحمران جنوبي جرابلس بريف حلب الشرقي.

واستمرت الاشتباكات نحو 20 يوماً، وأسفرت عن قتلى وجرحى ناهيك عن الأطراف المتناحرة لينتهي كل ذلك بسيطرة تحرير الشام على المعبر بموافقة تركية.

ويعد معبر الحمران استراتيجياً ومن أهم موارد المنطقة، إذ يربط بين شمال شرقي حلب ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

أقرأ أيضا:

ويشدد سياسيون ومتابعون للشأن السوري، على أن لتركيا “الدور الأكبر” في كل ما ذكر آنفاً، بفضل سيطرتها على المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، إذ إن الأخيرة تكون “مؤتمرة بأوامرها وأداتها في تنفيذ أجندتها بسوريا”.

فرق تسد

ويحدد عبد الرحمن عيسى، وهو سياسي سوري، أهم أسباب حالة الاقتتال بين الفصائل في ثلاثة، يتقدمها “وقوف أنقرة وراءها” ساعية في ذلك إلى تحقيق مبدأ “فرق تسد”.

فيما حصر “عيسى” السبب الثاني بـ”وجود يد وأذرع للنظام السوري، وأخص بالذكر المخابرات السورية فلها وجود على الأرض، وتعمل عن طريق عناصر لها على تصفية المجموعات في بعضها البعض”.

ويجد في أخذ تلك الفصائل “طابع الارتزاق وقطع الطريق وتحولها إلى عصابات سرقة ونهب لممتلكات السكان في مناطق سيطرتها” سبب آخر في حالات الاقتتال فيما بينها.

أقرأ أيضا:

أجندة خارجية

وتحدثت العديد من التقارير الصحفية عن فشل المعارضة السورية (الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة) في فرض سيطرتها على الفصائل المسلحة وإدارتها عبر وزارة دفاعها في الحكومة “المؤقتة”.

وترى الدكتورة رهف الدغلي، وهي استاذة علوم سياسية في جامعة لانكستر البريطانية، أن الاقتتال بين الفصائل ليس له “خصوصية سورية”.
ولا يتعدى دور الائتلاف دور المنسق بين ما يطلبه الفاعل الخارجي وما يمكنه التأثير على بعض الفصائل التي لها علاقات مقربة مع هذا الفاعل (تركيا)، بحسب الدغلي.
وعن دور الائتلاف تقول الاستاذة في العلوم السياسية إنه “لا يملك القدرة ليصبح مرجعية مؤسساتية ذات شرعية وقبولية لدى الفصائل وذلك لأسباب تتعلق بفقدان الفاعلية والارتهان لقرارات الخارج”.

بينما يرى “عيسى” أن تركيا لا ترغب أن يكون للائتلاف المعارض، أي سيطرة على تلك الفصائل، “لتبقى هي المسيطر الوحيد، وعلى كليهما”، لينعكس ذلك على “دورها المشلول في إحراز أي تقدم في الملف السياسي، وبالتالي إثبات فشلها سياسياً“.

ويقول: “لو أرادت المخابرات التركية أن تكون هذه المجموعات تحت إمرة القوى السياسية، لحققت ذلك خلال 24 ساعة”.

إعداد وتحرير: مالين محمد