قصف إسرائيلي ومطارات خارج الخدمة.. هل بإمكان دمشق مطالبة طهران بالانسحاب؟
غرفة الأخبار – نورث برس
لا يمر أسبوع دون أن تقصف إسرائيل مطارات أو نقاطاً يتواجد فيها قوات موالية لإيران، وذلك منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث اشتدت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في فلسطين.
وفجر أمس الجمعة، قصف الجيش الإسرائيلي بطائرات حربية من أجواء الجولان عدة نقاط في محيط العاصمة دمشق.
والسبت الماضي، كشف مصدر من قوات الحكومة السورية، لنورث برس، مقتل سبعة عناصر من حزب الله اللبناني وأربعة عناصر في القوات الحكومية، إثر قصف إسرائيلي على نقاط عسكرية تابعة للقوات السورية وحزب الله اللبناني بريف مدينة حمص الشرقي، وسط سوريا.
علاقة وشراكة
قال الباحث السياسي أنس الشواخ، لنورث برس، إن “مستوى العلاقة والشراكة والتنسيق بين النظام السوري وإيران يجعل من المستحيل أن تطلب دمشق من طهران سحب قواتها وميليشياتها من مناطق سيطرتها”.
وما يجعل من الطلب “مستحيلاً”، بحسب الباحث السياسي، هو: “العلاقة التاريخية والاستراتيجية فعقود الاستثمار وخطوط الائتمان التي وقعها الجانبان خلال السنوات الماضية والتي تمتد لعشرات السنوات وحجم انتشار الميليشيات الإيرانية وسيطرتها على أجزاء كبيرة من مؤسسات النظام والقرار فيها”.
وأوضح “الشواخ” أنه “في هذا الوضع فإن الأصح القول إنّ النظام السوري لا يستطيع مطالبة إيران بالانسحاب من مناطق سيطرته”.
كما أن إيران ترى وجودها في سوريا “ضرورة استراتيجية لاستمرار مشروع محورها الممتد من طهران إلى بيروت، ومن المستبعد أن تستجيب لأي دعوة للتفريط بالمكاسب التي حققتها في سوريا خلال سنوات الصراع”، بحسب الباحث.
ضبط الوجود
وبين الباحث السياسي، أن إسرائيل ليس لديها مشكلة في الوجود الإيراني في سوريا بحد ذاته، لكن هي تعمل على ضبط هذا الوجود ومراقبته بالشراكة مع روسيا والولايات المتحدة.
وأضاف: “وهذا الضبط يركّز على منع أو تقويض انتشار هذه الميليشيات في المناطق الجنوبية والحرص على عدم نقل أسلحة نوعية إلى هذه الميليشيات خشية أن يتم استخدامها ضد إسرائيل”.
وذكر أن “هذا ما يفسر تركّز معظم الضربات الإسرائيلية على المطارات والمنافذ الحدودية البرية التي قد تستخدم لنقل هذه الأسلحة”.
والشهر الماضي، أوقفت الضربات الجوية الإسرائيلية مطاري حلب ودمشق، مما حال دون معاودة استمرار هبوط الطيران القادم للقوات الإيرانية لإمداد القوة العسكرية في المدن السورية، بحسب تقارير صحفية.
والثلاثاء الماضي، قال ضابط في القوات الحكومية، لنورث برس، إن طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية الإيرانية وصلت إلى مطار تدمر وسط سوريا وعلى متنها شخصيات ضمن القيادة الإيرانية العاملة في سوريا.
وقبلها بأيام، قال مصدر مسؤول في القوات الحكومية، لنورث برس، إن القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني استعادت نشاطها في مدينة تدمر الأثرية من خلال “استخدام المطار العسكري الذي سلمته لقوات فاغنر” الروسية مطلع شهر آذار/مارس من عام 2021.
وشدد الباحث السياسي على أنه “من الواضح أن إسرائيل مستمرة في عمليات مراقبة وضبط الوجود الإيراني في سوريا وهذا مرتبط بطبيعة الحال باستمرار انتشار الميليشيات الإيرانية هناك ما لم تلتزم الأخيرة بقواعد الاشتباك التي ترسمها إسرائيل”.