دير الزور.. “الثوري الإيراني” يحوّل منازل مدنيين لنقاط عسكرية
ماهر مصطفى – نورث برس
تعتري حسين مخاوف من تدمير منزله، الواقع على ضفاف نهر الفرات، تحت التهديد من الحرس الثوري الإيراني، لذا أُجبر على تركه والإقامة بمنزل أحد أقاربه.
في البداية كان يظن حسين المنصور (47 عاماً)، وهو من سكان بلدة القورية، شرقي دير الزور، شرقي سوريا، أن الضغوطات التي مورست عليه بسبب موقع منزله، لذا توقع أن يتحول لاستراحة لعائلات عناصر الثوري الإيراني.
لكن بعد خروجه بأيام، علم الرجل أن منصة إطلاق صواريخ استقرت في منزله، رفقة عناصر إيرانيين.
تمارس الفصائل الإيرانية ضغوطات على سكان بدير الزور، للتخلي عن منازلهم والاستيلاء عليها، وفي أحيان تستولي على منازل بالقوة تحت تهديد السلاح وتلفيق التهم لمن يعارض، وفق روايات سكان في مناطق تسيطر عليها الفصائل الإيرانية.
يستغل الحرس الثوري الإيراني ظروف السكان الاقتصادية الصعبة لإجبارهم على ترك منازلهم، لتحويلها لنقاط عسكري، في ظل غياب سلطة فعلية للقوات الحكومية مدنياً وعسكرياً.
يقول “المنصور” لنورث برس، إن التهديدات التي تعرض لها كانت بداية لأخرى طالت جيرانه، “حتى أصبح الحي يكاد خالياً من السكان”.
ويطالب “المنصور”، الجهات المسؤولة والمنظمات الحقوقية، بوقف وإدانة انتهاكات إيران المتمثلة في الاستيلاء على منازل المدنيين، لتحويلها إلى مقرات عسكرية.
ومنذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، استولى الحرس الثوري الإيراني على خمسة منازل لمدنيين بريف دير الزور الشرقي، ليرتفع عدد المنازل المستولى عليها منذ بداية العام الجاري إلى أكثر من 150 منزلاً، حُولت غالبيتها إلى مقرات وثكنات عسكرية.
كذلك ترك أحمد الحمد، وهو اسم مستعار لأحد سكان حي الطيبة، بأطراف بلدة الميادين شرقي دير الزور، منزله بسبب مضايقات واستفزازات من جيرانه، وهم عناصر في الحرس الثوري الإيراني.
تعددت أشكال المضايقات التي تعرّض لها الرجل من إلقاء تهم الإرهاب والادعاءات الباطلة والتحرش بفتيات ونساء في عائلته، ما أجبره على ترك المنزل ومغادرة الحي.
بعد مغادرته بعشرة أيام تحوّل المنزل لمستودع أسلحة، حاول المطالبة به والاعتراض، إلا أنه اعتُقل ليومين، أُخلي سبيله بتعهد خطي بعدم المطالبة والاقتراب من الحي، وفق قوله لنورث برس.
يشير “الحمد” إلى أن العشرات من أصحاب منازل استولت عليها الفصائل الإيرانية، غادروا مناطقهم وهاجروا “لا حول لهم ولا قوة”.
يقول ناشطون في مناطق غربي الفرات، حيث تسيطر القوات الحكومية والفصائل الإيرانية والموالية لها، تواصلت معهم نورث برس، إن سكاناً بريف دير الزور الشرقي نزحوا من الأحياء التي ينشر فيها الفصيل نقاطاً لاستهداف مناطق شرقي الفرات.
وتثير الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، و”الثوري الإيراني” الذي يتعمد نشر النقاط ضمن الأحياء السكنية، حالة من الهلع لدى السكان.
فيما يقول هايل الحيدر، وهو سكان بلدة القورية شرقي دير الزور، إن غالبية سكان البلدة نزحوا إلى مناطق ريف دير الزور الغربي، وآخرون إلى مدينتي الرقة والحسكة، نتيجة إنشاء الحرس الثوري نقاطاً عسكرية داخل الأحياء في منازل مدنيين استولى عليها.
ويضيف أن “الثوري الإيراني” استولى على أكثر من خمسة منازل في البلدة، جميعها قريبة من ضفاف الفرات، وأنشأ فيها منصات إطلاق صواريخ، لاستهداف مناطق شرقي الفرات، حيث تسيطر “قسد”.