متجر مفرق في منبج يطلق مبادرة لتقديم حليب الأطفال بأسعار الجملة

منبج- صدام الحسن- نورث برس

 

أطلق متجر لبيع أغذية ومستلزمات الأطفال في مدينة منبج، شمالي سوريا، منذ منتصف الشهر الجاري، مبادرة لبيع حليب الأطفال، لمدة خمسة أشهر بسعر الجملة، إلى جانب توزيع علب مجانية، وسط تدهور الأوضاع المعيشية وانخفاض القدرة الشرائية للسكان في عموم المناطق السورية.

 

وقال خالد اليوسف (19 عاماً)، من سكان مدينة منبج، وهو أب لطفل يبلغ من العمر سبعة أشهر، إنه أخذ قبل يومين علبة حليب لطفله مجاناً من مركز "حليب بيبي ون"، مشيراً إلى أنه كان يشتري العلبة بسعر /5.300/ ليرة سورية من السوق قبل الانهيار الأخير في قيمة الليرة السورية، " لكن سعرها يصل حالياً إلى /7000/ ليرة".

 

وأضاف "اليوسف" أن ضعف إمكاناته المالية دفعه للتوجه إلى المركز لأخذ الحليب، ولفت إلى أهمية المبادرات "الخيرية" لمساعدة ذوي الدخل المتدني والمحدود وتأمين جزء من احتياجاتهم اليومية البسيطة خلال ظروفهم الصعبة.

 

وقالت أمينة الصالح (50 عاماً)، لـ"نورث برس"، إن العائلة اضطرت بعد ارتفاع أسعار حليب الأطفال، إلى إعطاء حليب أبقار لحفيدتها البالغة من العمر خمسة أشهر، "ما سبب لها العديد من المشاكل الصحية كونها صغيرة، ولا قدرة لنا على شراء علبة الحليب كل عدة أيام".

 

ولفتت "الصالح" إلى أنها أخذت علبة حليب مجاناً من مركز "حليب بيبي ون"، وهو ما ساعد العائلة في تأمين غذاء الطفلة خلال هذه الأيام.

 

وارتفعت أسعار كافة المواد الغذائية والاستهلاكية والألبسة والأدوية وإيجار المنازل وغيرها خلال الأسابيع الماضية، نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار، حيث وصل سعر الصرف في مدينة منبج يوم أمس الأحد إلى /2500/ ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد.

 

وقال صاحب المبادرة حسين زكريا (37عاماً)، لـ"نورث برس"، إنه أطلق مبادرة بيع حليب الأطفال بسعر الجملة بعد توجه أحد السكان إلى متجره لشراء الحليب لطفله " و كان لا يملك ثمن الحليب".

 

وبدأ المركز ببيع حليب الأطفال بسعر الجملة للسكان، "لكن تبرعات من وكالات توزيع أصناف حليب الأطفال، بالإضافة إلى تبرعات مالية من مغتربين في الخارج، قدرت بـ/325/ ألف ليرة سورية، وفرت بعض العلب المجانية لمن لا يملكون ثمن شراء حاجة أطفالهم من الحليب حتى بسعر الجملة، " اشتريت بمبلغ التبرعات /50/ علبة حليب، أقوم بتوزيعها مجاناً على السكان".

 

 وأضاف "زكريا" أنه في حال انتهت علب الحليب المقدمة من وكالات الحليب، فإنه سيعود لبيعها بسعر الجملة، حيث يتراوح سعر العلبة الواحدة في المركز /6500/ للعمر دون السنة، في حين تباع للعمر فوق السنة بـ/14/ ألف ليرة سورية، حسب قوله.

 

ويقوم المركز ببيع ما يقارب \50\ علبة حليب يومياً بسعر الجملة، "أثق بكلام الشخص ولا أطلب إبراز وثائق أو أي شيء آخر لإثبات عدم قدرته على تأمين الحليب لطفله".

 

وكانت مدينة منبج قد شهدت خلال فترة حظر التجول منذ منتصف آذار/ مارس الماضي وحتى أواخر أيار/ مايو الفائت، عدة مبادرات إنسانية تضمنت تقديم خدمات تمريضية وتأمين أدوية مجانية والقيام بحملات توعوية.

 

يقول زكريا إن من واجب أصحاب رؤوس الأموال من سكان منبج إطلاق مبادراتهم الشخصية بحسب إمكاناتهم، "فالأوضاع المعيشية التي تمر بها المدينة بحاجة إلى تكاتف الجميع لاجتيازها"، على حد تعبيره.

 

وشهدت مناطق شمال شرقي سوريا العديد من المبادرات الفردية، التي حاول أصحابها تقديم المساعدة لعوائل ذات دخل محدود، خاصة خلال فترة حظر التجول وتوقف الحركة الاقتصادية نتيجة لذلك.

 

 ورغم ما تنشره مثل هذه المبادرات من روح التكافل بين الناس، إلا أنها لا يمكن أن تكون، وفق نشطاء وصحفيين من المنطقة، بديلاً يمكنه معالجة تدهور الواقع المعيشي في المنطقة، التي تضم عشرات الآلاف من النازحين وسط شح المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية.

 

 وكان إغلاق معبر تل كوجر/ اليعربية، منذ نهاية العام الفائت، أمام وصول المساعدات الإنسانية الأممية إلى شمال شرقي سوريا، بسبب فيتو مزدوج لروسيا والصين، قد فاقم من التحديات التي تواجه المنطقة، وفق منظمات مدنية.