هيومن رايتس ووتش: القصف التركي على شمالي سوريا قطع المياه والكهرباء عن الملايين
القامشلي – نورث برس
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الخميس، إن القصف التركي على شمالي سوريا، أدى لانقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص.
وقصفت الطائرات التركية بداية الشهر الجاري منشآت نفطية وكهربائية ومائية، تسببت بفقدان عشرات السكان وعناصر قوى الأمن الداخلي لحياتهم، وشل البنية التحتية لإجبار السكان على مغادرة المنطقة، وفق بيان صادر عن الإدارة الذاتية عقب الهجمات.
وقال آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه “عبر استهداف البنية التحتية الحيوية في أنحاء شمال شرق سوريا، بما يشمل محطات الطاقة والمياه، تجاهلت تركيا التزامها بضمان ألا تؤدي عملياتها العسكرية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية البائسة بالفعل في المنطقة”.
وأضاف أن “الناس في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها الذين يواجهون أصلاً أزمة مياه حادة على مدى السنوات الأربع الماضية، يتحملون الآن وطأة القصف والدمار المتزايدين، مما يفاقم معاناتهم للحصول على إمدادات المياه الأساسية”.
وتقطع تركيا مياه محطة علوك بين الفترة والأخرى، عن مدينة الحسكة وريفها منذ سيطرتها على المحطة الواقعة في ريف مدينة سري كانيه/ رأس العين، في خريف 2019، وذلك رغم التدخل المستمر من المنظمات الدولية.
وقالت هيئة الإدارة المحلية لهيومن رايتس، إنه “بسبب هذه الانقطاعات، تضطر المجتمعات المحلية التي تعتمد عادة على المحطة بدل ذلك إلى الاعتماد إلى حد كبير على المياه التي تنقلها صهاريج خاصة وغير منظمة، وتكون المياه باهظة الثمن بالإضافة إلى كونها غالباً رديئة الجودة وغير خاضعة للاختبارات”. بالإضافة إلى تدهور أوضاع الصرف الصحي وتفشي الأمراض المنقولة بالمياه، بما في ذلك تفشي الكوليرا في سبتمبر/أيلول 2022.
وقبل القصف التركي، قدّرت الأمم المتحدة أن ثلثي مرافق معالجة المياه في البلاد ، ونصف محطات الضخ، وثلث أبراج المياه تضررت خلال الأعمال العدائية منذ 2011، مما فاقم أزمة المياه الحادة في جميع أنحاء سوريا بالإضافة إلى الجفاف ونقص الطاقة.
لم تكن ضربات تشرين الأول 2023 هي المرة الأولى التي يبدو فيها أن تركيا تستهدف البنية التحتية المدنية عمداً. الغارات الجوية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 ألحقت أيضاً أضراراً بالمناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية الحيوية، وفق ما جاء في تقرير هيومن رايتس.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه “بموجب قوانين الحرب، يتعين على تركيا والأطراف الأخرى في النزاع المسلح عدم مهاجمة أو تدمير أو إزالة أو تعطيل الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، بما في ذلك توزيع المياه والصرف الصحي”.
وشددت على أنه “ينبغي لتركيا ضمان عمل محطة مياه علوك بكامل قدرتها دون انقطاع مقصود في ضخ المياه، وتمكّن فرق الإصلاح والصيانة المؤهلة من الوصول الآمن المنتظم إلى المحطة”.