القصف التركي على شمالي سوريا قيّد العملية التعليمية
دلسوز يوسف ـ القامشلي
عاود طلاب مدرسة ‘‘الشهيدة ريحان’’ الإعدادية القريبة من الحدود التركية، في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، استكمال تعليمهم بعد تغيب لأكثر من أسبوع، بسبب قصف تركي طال مركزاً للكهرباء، لا يبعُد سوى 100 متر عنهم.
وفي صف مدرسي يضم مجموعة من الطلاب، يستذكر سيدار خليل وهو مدير المدرسة، لحظات القصف الذي جرى بالقرب من مدرستهم، وقال: ‘‘الحمدلله أن القصف كان بعد أوقات الدوام الرسمي للمدارس’’.
وأضاف لنورث برس: ‘‘تلك الهجمات أثرت سلباً على سير العملية التربوية، كما شكلت مخاوف لدى السكان الذين توقفوا عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة لأكثر من أسبوع’’.
وشنت القوات التركية في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، هجمات مكثفة استهدفت البنية التحتية والمنشآت الحيوية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بينها محطة تحويل الكهرباء الواقعة على الحزام الشمالي بالقامشلي، القريبة من مدرسة ‘‘الشهيدة ريحان’’، والتي خرجت عن الخدمة كلياً.
وقدرت قيمة الأضرار لهذه المنشآت أكثر من مليار دولار، بحسب محمد إبراهيم، مدير حقول النفط في رميلان، لـنورث برس.
وأثرت الاستهدافات التركية على آلاف الطلاب إذ توقفوا عن متابعة تعليمهم بسبب القصف الذي طال عشرات المناطق القريبة من المراكز التعليمية، وفق بيان الإدارة الذاتية في وقت سابق.
وكان يتحضر الطلبة في مدرسة “الشهيدة ريحان” على غرار غيرها من مدارس الإدارة الذاتية، لامتحانات دورية إلا أن ‘‘خليل’’ أشار أن القصف التركي، تسبب بتغيب الطلبة عن دروسهم.
ورغم افتتاح المدارس أبوابها بشكل رسمي منذ أيام، إلا أن السكان لازالوا قلقين على أطفالهم ولا سيما الذين يرتادون المدارس القريبة من الشريط الحدودي.
ويقول عبدالمالك جلبي، وهو من سكان حي الزيتونية بالقامشلي، والتي لا تبعد سوى أمتار قليلة من الحدود التركية، أنه عندما يحدث القصف لا يستطيعون الخروج من منازلهم، وتابع متسائلاً: ‘‘فكيف سنرسل أطفالنا إلى المدارس؟
ويضيف السبعيني الذي يعمل كبائع متجول، أن ‘‘الخوف يسيطر على الجميع كباراً وصغاراً، لكن بالأخص الأطفال، عندما تدوي أصوات قوية يصرخون، ومن الخوف لا يرتادون المدارس كون مناطقنا قريبة من الحدود’’.
ويوضح أن غياب أولادهم عن المدارس يؤثر على تعليمهم ويخشون من الذهاب مجدداً.
وتسبب القصف التركي بتعليق الدوام المدرسي في 31 مدرسة واقعة على الشريط الحدودي في إقليم الجزيرة، بحسب مسؤولين في هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية، لـنورث برس.
ويقول مصطفى فرحان، الرئيس المشارك لهيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، إن القصف التركي أجبرهم على إيقاف العملية التعليمية لقرب هذه المدارس من المنشآت الاقتصادية التي تعرضت لاستهدافات.
ويضيف لنورث برس: ‘‘تدريجياً عاد الطلبة إلى المدارس، بنسبة 80%، لكن لا زالت المخاوف مستمرة لدى الأهالي خشية من تعرض المنطقة إلى هجمات أخرى، نظراً لانقطاع 4200 طالب عن التعليم خلال فترة القصف’’.
ويقول: ‘‘بشكل مباشر تعرضت 4 مدارس لأضرار في النوافذ والأبواب بالمنطقة، وحالياً نعمل على ترميمها حتى تتم العودة الكاملة للطلبة والاستمرار في سير العملية التعليمية’’.