855 شخصاً بين قتيل ومصاب في سوريا خلال آب 2023

شهدت سوريا خلال آب/أغسطس ارتفاعاً بمقدار 29% في نسبة ضحايا الانتهاكات بالبلاد, وارتفعت الاعتداءات التي ارتكبت بحق المدنيين بنسبة  طفيفة تقدر بـ 1%, أما التصعيد بين أطراف النزاع ارتفع بنسبة 85%, وعلى صعيد نشاط تنظيم “داعش” ازداد بنسبة 91%, وذلك بالاعتماد على تحليل البيانات التي سجلها قسم الرصد والتوثيق في نورث برس ومقارنتها مع تموز/يوليو الماضي.

يتطرق التقرير الشهري لقسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس، لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثيقها وتسجيلها خلال آب/أغسطس, بالاعتماد على معلومات حصل عليها القسم من شبكة مصادر ميدانية في مختلف المناطق السورية.

ويتضمن التقرير حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان من قتل واعتقالات تعسفية على يد أطراف النزاع, وإحصائية بأعداد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب مخلفات الحرب، التي تتقصد بعض الجهات زرعها في أطراف مناطق سيطرتها بغرض حماية نفسها من هجمات معادية، ولكنها تتسبب بسقوط عشرات الضحايا المدنيين شهرياً.

بالإضافة إلى القصف العشوائي، من قبل القوات المسيطرة بحسب مناطق توزعها، وتداعياته وأضراره على المدنيين والممتلكات العامة, وكذلك نشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”, وغيرها من القضايا التي تمسُّ حقوق السوريين وتتسبب بزعزعة أمنهم واستقرارهم.

ضحايا الانتهاكات في سوريا

سجل قسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس خلال آب/أغسطس, مقتل وإصابة 855 شخصاً بين مدني وعسكري، حيث قضى منهم 427 وأصيب 428, من خلال استهدافهم بشكل مباشر أو بقصف عشوائي غير مشروع أو بسبب حوادث التعذيب والتعنيف وغيرها من ضروب المعاملة اللاإنسانية. جميع المدنيين قتلوا بأساليب خارج نطاق القضاء على يد أطراف النزاع أو على يد مسلحين مجهولين, بسبب الفلتان الأمني وتعدد القوى المسيطرة في البلاد.

الحصيلة العامة للضحايا توزعت على الشكل التالي:

بلغ عدد الضحايا المدنيين 395شخصاً, قضى منهم 124 بينهم 31 طفلاً و11سيدة، وأصيب منهم 271 بينهم 38 طفلاً و26 سيدة, وأعلى نسبة للضحايا المدنيين توزعت على الشكل التالي: (سجلت مدينة إدلب وريفها أكبر عدد للضحايا بلغ  102  شخصاً, تليها مدينة دير الزور 70 شخصاً, وريف حلب الشمالي 59 شخصاً ثم الحسكة 46 شخصاً, والرقة 35 شخصاً, ومدينة حلب 31 شخصاً, ودرعا 17شخصاً, ثم حمص 13 شخصاً, و مدينة حماة 6 أشخاص, و5 في كل من القامشلي ورأس العين, ودمشق 4 أشخاص, و1 في كل من اللاذقية والسويداء).

أما بالنسبة للضحايا العسكريين بلغ عددهم 460 عسكرياً، قتل 303 عنصراً وأصيب 157آخرون, توزع العدد بين القوى الأربع المسيطرة في سوريا، (منهم 170 قتيلاً و80مصاباً في صفوف القوات الحكومية, ومن فصائل المعارضة الموالية لتركيا قتل 12 عنصراً وأصيب 14آخرون, أما من عناصر هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً، قتل 42 عناصر وأصيب 46 آخرين, بالإضافة لمقتل 8 وإصابة 3 عنصراً من جنسيات غير سورية، وقضى 37عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 14 آخرون).

زادت نسبة ضحايا مخلفات الحرب عن الشهر الفائت بمقدار 13%, حيث بلغ عددهم 50 شخصاً, قتل منهم 12 طفل وأصيب 11 آخرون, وقضت 3 سيدة, كما قضى 2 رجل وأصيب 8 آخرين, بينما العسكريون قتل 7 وأصيب 7 آخرون.

بالنسبة للقصف شهدت مناطق “خفض التصعيد” في سوريا ارتفاعاً بنسبة 85% نتيجة التصعيد العسكري وأعمال القصف غير المشروعة والاشتباكات المستمرة, بين القوات الحكومية وهيئة تحرير الشام، وبين الأولى وفصائل المعارضة الموالية لتركيا, إذ قصف 98 موقعاً، بـ 110 ضربة مناطق خاضعة لسيطرة حكومة دمشق خلال الشهر، حيث استهدفت هيئة تحرير الشام 93 موقعاً بـ 100 ضربة، وإسرائيل 3 مواقع بـ 8 ضربات, فيما استهدفت القوات الحكومية 2 مواقع بـ 2 ضربة في درعا تزامناً مع خروج السكان باحتجاجات لتحسين الواقع الاقتصادي المتردي.

وراح ضحية القصف على هذه المناطق 104 أشخاص، قتل 51 وأصيب 53 آخرين.

وتعرض 234 موقعاً، لـ 293 ضربة في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام للقصف, حيث استهدفت حكومة دمشق 218 موقعاً بـ 235 ضربة, وروسيا قصفت 16 موقعاً بـ 58 ضربة وراح ضحية هذه الضربات 138 شخصاً،  قتل 57 وأصيب 81 آخرون.

أما فصائل المعارضة الموالية لتركيا, قصفت 15 موقعاً لها بـ 20 ضربة, 14 موقعاً بـ 19 ضربة استهدفتها الحكومة، 1 موقع بـ 1 ضربة خلال استهدفتها قوات سوريا الديمقراطية، وراح ضحية الضربات على هذه المناطق 1 قتل وأصيب 5.

بالنسبة للقصف التركي, استهدفت القوات التركية 49 موقعاً في الشمال السوري بـ 63 ضربة، 16 منها عبر طائرات مسيرة, تسببت بمقتل وإصابة 126 شخصاً.

على صعيد الاعتقالات والإخفاء القسري, انخفضت نسبة الاعتقالات بمقدار 7 % مقارنةً مع تموز/ يوليو الماضي, إذ سجل القسم اعتقال 688 شخصاً في سوريا على يد أطراف النزاع, ورصد أعلى نسبة للمعتقلين تعسفياً في مناطق هيئة تحرير الشام، والتي بلغت 27% من مجموع الاعتقالات, حيث اعتقلت 195 شخصاً بينهم 4 أطفال و9 نساء و2 ناشط، من أبرز التهم الموجهة العمالة والتجسس لجهات أخرى، والبعض بتهمة التورط بتنفيذ عمليات اغتيال ضد عناصرها، وآخرين اعتقلتهم بعد استلامهم من حرس الحدود التركي “الجندرمة”.

أما في مناطق حكومة دمشق، اعتقل 130 شخصاً بينهم 1 امرأة و5 ناشطين إعلاميين، من المجموع، كما اعتقلت القوات الروسية شخصاً بتهمة تصوير مواقع عسكرية لهم, واحتجزت المجموعات المحلية  6 من القوات الحكومية رداً على اعتقال شخص منهم.

والأشخاص الـ 128 الذين تم اعتقالاهم من قبل القوات الحكومية معظمهم لم تصدر مذكرة اعتقال بحقهم وتم احتجازهم تعسفياً، بينهم منتقدين ومعارضين سياسيين لحكومة دمشق، بالإضافة إلى تهم أخرى مختلفة، كما أنه لم يذكر في معظم الحالات سبب الاعتقال والجهة التي تم اقتيادهم إليها.

أما فصائل المعارضة، اعتقلت 191 شخصاً بينهم 10 نساء و9 أطفال و1 ناشط، معظمهم بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، بينما عدد منهم تم اعتقالهم بعد أن تم ترحيلهم من الأراضي التركية، كما اعتقلت أشخاص رفضوا المشاركة بالاحتجاجات التي خرجت عقب فرض الخزانة الأميركية ضد فصيلين موالين لتركيا، وآخرين لم تعرف أسباب اعتقالهم، ولا يزال مصير العديد منهم مجهولاً, كما أنه في مناطق الإدارة الذاتية اعتقل 38 شخصاً, 28 منهم متهمين بالانتماء لتنظيم “داعش”.

والقوات التركية المتمثلة بعناصر الاستخبارات وحرس الحدود “الجندرمة”, اعتقلت 134 شخصاً، 98 شخصاً اعتقلوا من قبل حرس الحدود التركي “الجندرمة” أثناء محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية، بينهم 4 سيدات و2طفل، أما من قبل الاستخبارات التركية تم اعتقال 36 شخصاً معظمهم لم تعرف أسباب اعتقالهم وآخرين بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، من بينهم 5 سيدات و2طفل، و8 من جنسيات غير سورية ( فلسطيني، إيراني، أفغاني، عراقي، مغربي، بلجيكي، فرنسي، روسي) استلمتهم من هيئة تحرير الشام.

نشاط تنظيم “داعش”

ارتفعت وتيرة هجمات تنظيم “داعش” في سوريا مقارنة مع تموز/ يوليو الماضي، بنسبة 90%, حيث بلغ عددها, 21 هجمة، تبنى التنظيم 12 منها, 10 من الهجمات استُهدفت فيها قوات سوريا الديمقراطية, 8 قوات حكومة دمشق, و1 ضد الفصائل الموالية لإيران, و2 ضد مدنيين, وتوزعت الهجمات على: ( 8 في دير الزور, 4 في كل من الحسكة والرقة وحمص و1 في حماة).

وبلغ عدد ضحايا نشاط التنظيم في سوريا, 116 شخصاً، قضى منهم 76، وأصيب 40 آخرون، سواء من خلال استهدافهم بشكل مباشر أو عن طريق زرع أجسام متفجرة وألغام.

وفي تفاصيل الإحصائية، بلغت حصيلة الضحايا المدنيين من الحصيلة المسجلة 13 قتيلاً بينهم 6 أطفال ، و7 إصابة بينهم سيدة, أما العسكريين قتل منهم 63 وأصيب 33 آخرون.

بلغت حصيلة العمليات الأمنية ضد التنظيم 12 عملية اعتقل خلالها 26 شخصاً من المتهمين بالانتماء لتنظيم “داعش” وقتل 16 آخرين, إذ نفذت قوات سوريا الديمقراطية 10 عمليات منها 9 نفذت بالتعاون مع التحالف الدولي بينها 1 إنزال جوي, واعتقل خلالها 24 شخصاً متهمين بالانتماء للتنظيم وقتل 5 أشخاص, كما ونفذت مجموعات محلية مسلحة في درعا عملية واحدة اعتقل خلالها 2 شخص وقتل اثنان آخران, وكذلك حكومة دمشق نفذت عملية واحدة قتل فيها 9 أشخاص.

انتهاكات فصائل “الجيش الوطني” والقوات التركية في سوريا

تسببت فصائل المعارضة الموالية لتركيا خلال آب/ أغسطس, بإصابة 17 مدني بينهم 1 سيدة و2 طفل, ونفذت الفصائل 14 حالة استيلاء على ممتلكات المدنيين في عفرين بريف حلب الشمالي، كما سجل القسم 7 حالات إتاوات, فرضت من قبل فصيل “العمشات” والشرطة العسكرية وواحدة فرضها كل من “فرقة الحمزات” وصقور الشمال على سكان عفرين وواحدة من قبل جيش الشرقية على سكان جنديرس, كما وثق القسم حالة حفر وتنقيب في تلة أثرية بريف عفرين, كما قطعت الفصائل في عفرين 243 شجرة مثمرة وحرجية.

وتستمر القوات التركية بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في سوريا من خلال قصفها العشوائي على مناطق شمال شرقي سوريا واستهدافها المباشر لطالبي اللجوء, حيث تسببت بمقتل وإصابة 126 شخصاً، حيث قتل 15شخصاً بينهم 7 عسكريين و1 امرأة  و2طفل، وأصيب 111  شخصاً بينهم 14عسكري و 13 نساء و 3 أطفال.

وتسببت استهدافات “الجندرمة” المباشرة بالرصاص لطالبي اللجوء أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية, بمقتل 3 أشخاص وإصابة 38 آخرين بينهم 11 امرأة منهن واحدة عراقية الجنسية, كما تسببت من خلال اعتداءاتها بالضرب بإصابة 42 شخصاً بينهم  طفل.

أما قصف القوات التركية للشمال السوري، تسبب بمقتل 12 شخصاً وإصابة 32 آخرين, إذ بلغ عدد الضحايا المدنيين 4 قتلى منهم 1 امرأة و2 طفل, و18 مصاباً منهم 2 امرأة و2 طفل, بينما من قوات سوريا الديمقراطية قضى 5 وأصيب 3, ومن القوات الحكومية قضى 2 وأصيب 11 آخرين.

التحركات الدولية والإقليمية فيما يخص الشأن السوري

صدر خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، عدد من التقارير الحقوقية والبيانات والقرارات السياسية والإنسانية بما يتعلق بالشأن السوري, كما أجريت عدة اجتماعات أممية ودولية، وحدث تغيير في المواقف والقرارات تجاه البلاد.

في 8 آب/أغسطس، ألغت وزارة الخزانة الأمريكية تجميد العقوبات على حكومة دمشق، والتي علقتها بشكل مؤقت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، في شباط/ فبراير الماضي, وعلى إثر القرار لم يعد الأفراد والشركات الأجنبية قادرين على تقديم دعم مباشر لحكومة دمشق في جهود إغاثة الزلازل، إلا بتصريح محدد من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (أوفاك).

وفي 17 من آب/ أغسطس، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فصيلي “العمشات”، و”الحمزات”، وثلاثة قياديين ضمن تلك الفصائل لارتكابهم جرائم جسيمة لحقوق الإنسان في شمالي سوريا، مثل الاعتقال والاختطاف والابتزاز المادي والاستيلاء على الممتلكات والتعذيب وغيرها من ضروب المعاملة اللاإنسانية.

وفي 29 آب/أغسطس, سلمت الإدارة الذاتية 94 امرأة وطفل من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من مخيمات شمال شرقي سوريا إلى دولة قيرغيزستان.

أما مجلس الأمن الدولي عقد ثلاث اجتماعات بشأن سوريا أحدهم حول الوضع السياسي في 23 آب/ أغسطس وحذر خلاله مبعوث الأمم المتحدة المعني بسوريا غير بيدرسون من عواقب جمود العملية السياسية في سوريا والتي تتسبب بتدهور الوضع في البلاد, وأكد أن التحرك على مسار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 هو السبيل الوحيد الكفيل بالبدء في معالجة الأزمات الكثيرة التي تعاني منها سوريا, وفي اجتماعٍ آخر حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا والذي عقد بتاريخ 8 من الشهر ذاته, وأكد خلال نائب الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، أديديجي إيبو أن جهود الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعقد الجولة الخامسة والعشرين من المشاورات بين فريق التقييم والسلطات السورية لم تحرز أي تقدم بعد, خلال الاجتماع ذاته توصلت الأمم المتحدة مع حكومة دمشق إلى اتفاقية لإيصال المساعدات عبر معبر بابا الهوى خلال ستة أشهر أخرى.

وفي السياق ذاته قالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها بتاريخ 22 آب/ أغسطس إن عشرات الآلاف من النازحين في المخيمات والملاجئ المكتظة في شمال شرقي سوريا لا يتلقون مساعدات مستمرة أو كافية، مما يؤثر سلباً على حقوقهم الأساسية, وأكدت أنه ثمة حاجة ملحة لتأمين أماكن مناسبة للطقس، وصرف صحي كافٍ، ووصول ملائم إلى الغذاء ومياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية والتعليم.