المراكز الثقافية الإيرانية في حلب وسيلة إعداد “جيش المستقبل”

آردو جويد ـ حلب

تعتبر المراكز الثقافية الإيرانية، مدينة حلب أهم المدن في سوريا، من الناحية الاستراتيجية، وتحظى بأهمية كبيرة من خطط إيران للسيطرة على معظم عادات سكانها وتحويلها فيما بعد إلى “مستعمرة فارسية”.

يصف وسام خياطة (24 عاماً)، وهو اسم مستعار لمدرس ضمن القسم التعليمي في مزار الحسين بحي جب الجلبي بحلب، العمل في القسم بـ”المريح والمسؤولين عنه يقدمون كل المساعدة للطلاب وبأسعار مخفضة جداً”.

ويضيف “خياطة” لنورث برس: “القسم وجد إقبالاً كبيراً جداً من الطلاب، في مرحلة أصبحت فيها أسعار التسجيل في المعاهد والدورات مرتفعة للغاية والأجور الرمزية التي يتقاضونها جداً مخفضة”.

وتوفر تلك المراكز عملاً للخرجين الجدد بعد عناء الدراسة الجامعية وعدم توفر فرص عمل تناسب الجامعيين في الحكومة.

ويحصل المدرسون في هذه المراكز على أجور تتخطى 800 ألف ليرة سورية في أوقات عصيبة للأعمال الحرة وزيادة في البطالة، كما يتكلف المركز في سداد الفرق بين أجور التسجيل ومستحقات المدرسين.

ويتألف القسم التعليمي من قاعات لتعليم اللغات: “الفارسية – العربية – الألمانية – الفرنسية والإنكليزية، وقاعات للحواسب ومخابر علمية للتدريب”.

ويعمل الغزو الثقافي الإيراني عبر تبني الأطفال اليتامى ومنحهم الكفالة والرعاية، “بغية استخدامهم في بناء جيش طائفي يخضع للجيش الإيراني، مثل الجيش الذي تم تشكيله في باكستان وأفغانستان وسيكون له مستقبل في احتلال الفكر ضمن المدن السورية”، بحسب مراقبين.

وتكثف إيران الجهود وتصرف الملايين على الأطفال الذين هم بحاجة الى رعاية في المناطق الفقيرة، وبالتالي سيكوِن الجيش المؤسس من أبناء هذه المدينة والشباب، “ليس سوى خطوة أولى في مشروع بناء جيوش سريعة الحركة في معظم مناطق سوريا، وذلك بهدف تحقيق أهداف وتنفيذ المخطط الإيران العسكرية والسياسية من خلال التشيع في المنطقة”.

وفي منطقة جب الجلبي يوجد مزار شيعي فيه مسجد أطلقت عليه إيران اسم “النقطة”، يقام فيه الأذان لكل الصلوات الإسلامية بخلاف 15 دقيقة عن كل صلاة في المدينة وبالأسلوب الشيعي.

وقال رؤوف العلي، وهو اسم مستعار لمحام متخصص في الشؤون السياسية الدولية، لنورث برس، إن وجود فئات الشباب في المراكز الإيراني ضمن المزار “حركة تشجيعية على تسميع الأطفال واليافعين للأذان دون سواه في هذه الفترة العمرية”.

وأضاف “العلي”: “يعمل الإيرانيون على احتواء هذه المدن تحت قبضتهم، مما يسمح لهم بقطع الطريق بين تركيا والدول العربية، ويفتح طريقاً جديداً لمشروعهم الفارسي، الذي يهدف إلى الوصول إلى البحر المتوسط”.

وقال علاء لامع وهو باحث في التاريخ ومهتم في الأثار الحلبية، لنورث برس، إن القوات الإيرانية تعمل على تغيير معالم أثرية في حلب وتدميرها لصالح وجودها في المستقبل.

وأضاف “لامع”، إيران “استغلت التجذير الديني لها في تحقيق أهدافها، سواء على المدى القصير أو البعيد، ولتحقيق ذلك يعمل الإيرانيون على إقامة ندوات دينية ومسرحيات تحمل طابعاً طائفياً عن معاناة الحسين وعملية مقتله تحت اسم الشمس تشرق من حلب”.

تحرير: تيسير محمد