آردو جويد – حلب
تضرر علاء حشاش (32 عاماً)، وهو من سكان حي المواصلات القديمة، شرقي حلب، بفقدانه مصدر رزقه وتكبده خسائر مادية فادحة، من حملة إزالة السوق في حي الشعار، مؤخراً.
دورية القطاع صادرت نحو 12 لـ 16 كيلو من البطاطا و15 كيلو من البندورة وقاموا بتكسير أربع قطع من الجبس والبطيخ ومصادرة ميزان إلكتروني بقيمة 400 ألف ليرة سورية وبضائع بقيمة 180 ألف ليرة، يعمل عليها “حشاش”.
وبحرقة وحزن يصف “حشاش” وضعه أنه ليس تاجراً، بل يعمل عاملاً لدى أحد التاجر بالدين لتأمين لقمة عيش أسرته المكونة من أربعة أطفال وأنه يحتاج يومياً مبلغاً يقارب 500 ألف ليرة سورية، للتمكن من سداد الديون ضمن سوق الهال وتلبية احتياجات العائلة الملحة.
ويعمل مجلس المدينة في حلب على إزالة كافة الاشغالات العامة من الأسواق منذ نهاية شهر نيسان / أبريل الماضي في مركز المدينة والأسواق الشعبية ضمن الأحياء منها سوق التلل وحي الأشرفية وسوق الإكرامية والاشغالات على المتحلق الجنوبي.
باب جنين.. قصة المعاناة المستمرة
تعود حملات الترحيل التعسفية لأصحاب البسطات إلى الواجهة مرة أخرى، حيث يجد الكثير أنفسهم مهددين بفقدان مصدر رزقهم. ومن بين المناطق التي تتعرض لتلك الحملات سوق باب جنين في مركز المدينة، ويعتبر نقطة تجمع للعديد من البسطات والتجار الصغار الذين يكافحون يومياً لكسب لقمة العيش وتأمين احتياجات عائلاتهم.
عدنان معراوي (55 عاماً)، وهو اسم مستعار، لأحد سكان حي صلاح الدين جنوب المدينة، ويعمل موظفاً في مديرية التربية بحلب في الحلقة الثانية، إلا أن الراتب لا يساوي شيئاً مع تكاليف المعيشة، لذلك المدرس في سوق باب جنين منذ خمس سنوات.
وكان الرجل الخمسيني يعمل على تقديم المشروبات الساخنة ضمن سوق باب جنين، حتى قامت البلدية في مصادرة ماكينة صنع القهوة مع الطاولة التي يعتمد عليها بالعمل مع أسطوانة غاز وتحويلهم إلى فرع الجمارك في الخامس والعشرين من شهر نيسان / أبريل الماضي، لعدم وجود بيان جمركي، مع العلم أنه يحمل بيان ترسيم من الفرقة الرابعة في إدخال الماكينة منذ خمس أعوام.
وتعكس معاناة إزالة السوق، الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه العديد من المشغلين بالسوق في الوقت الحالي. بالنظر إلى الظروف القاسية ونسبة البطالة المرتفعة، فإن العديد من الأسر يجدون أنفسهم في مواجهة صعوبات متزايدة في توفير احتياجاتهم الأساسية وتحمل الأعباء المالية.
ويضيف الأستاذ، لنورث برس: “لقد طلبوا مني الرحيل والابتعاد عن مكان وجود الماكينة كي لا تقوم الشرطة باعتقالي وتحويلي إلى الجمارك بتهمة حيازة قطعة مهربة وغير مجمركة وأتحمل أعباء الضرر أضعافاً مضاعفة”.
وبلهجة تهكمية قال الأستاذ: “مع الوضع المأساوي كنت أتامل تحركاً عاجلاً من الجهات المعنية لإحياء الأسر المتضررة من الزلزال مثلي وتقديم الدعم والمساعدة اللازمة لهم. ويجب أن تتوجه الأنظار إلى الأفراد الذين يعملون بجد واجتهاد ولا يجدون سبلاً لتوفير متطلبات حياتهم اليومية”.
ويعمل عيسى دنون (25 عاماً)، وهو من سكان حي الجلوم بحلب القديمة، في بيع الملابس في سوق التلل الشعبي، يقول: “عناصر البلدية كل أسبوع لهم 50 ألف خرجيه بالرضا بالغصب حتى يمروا بسلام”.
ومن لا يدفع، يمنع من العمل وتصادر البضائع ويعامل معاملة مجرم حرب، والدورية تتغير بشكل أسبوعي، “بحسب من بده دعم من الشعب لأنه نحن عم ندعم موظفين الحكومة للبقاء على قيد الحياة”، يقول “دنون”.