678 شخصاً بين قتيل ومصاب في سوريا خلال حزيران 2023

المقدمة

شهدت سوريا خلال حزيران/يونيو زيادة بمقدار 19% في نسبة ضحايا الانتهاكات بالبلاد, وبالمثل الاعتداءات التي حدثت بحق المدنيين والتي ارتفعت بنسبة 29%, أما التصعيد بين أطراف النزاع ارتفع بنسبة 90%, وعلى صعيد نشاط تنظيم “داعش” ارتفع بنسبة 45%, وذلك بالاعتماد على تحليل البيانات التي سجلها قسم الرصد والتوثيق في نورث برس ومقارنتها مع أيار/مايو الماضي.

يتطرق التقرير الشهري لقسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس، لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثيقها وتسجيلها خلال حزيران/يونيو, بالاعتماد على معلومات حصل عليها القسم من شبكة مصادر ميدانية في مختلف المناطق السورية.

ويتضمن التقرير حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان من قتل واعتقالات تعسفية على يد أطراف النزاع, وإحصائية بأعداد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب مخلفات الحرب، التي تتقصد بعض الجهات زرعها في أطراف مناطق سيطرتها بغرض حماية نفسها من هجمات معادية، ولكنها تتسبب بسقوط عشرات الضحايا المدنيين شهرياً.

بالإضافة إلى القصف العشوائي، من قبل القوات المسيطرة بحسب مناطق توزعها، وتداعياته وأضراره على المدنيين والممتلكات العامة, وكذلك نشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”, وغيرها من القضايا التي تمسُّ حقوق السوريين وتتسبب بزعزعة أمنهم واستقرارهم.

ضحايا الانتهاكات في سوريا

سجل قسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس خلال حزيران/يونيو, مقتل وإصابة 678 شخصاً بين مدني وعسكري، حيث قضى منهم 272 وأصيب406, من خلال استهدافهم بشكل مباشر أومن القصف العشوائي غير المشروع أو بسبب حوادث التعذيب والتعنيف وغيرها من ضروب المعاملة اللاإنسانية. جميع المدنيين قتلوا بأساليب خارج نطاق القضاء على يد أطراف النزاع أو على يد مسلحين مجهولين, بسبب الفلتان الأمني وتعدد القوى المسيطرة في البلاد.

توزعت الحصيلة العامة للضحايا على الشكل التالي:

بلغ عدد الضحايا المدنيين 450 شخصاً, قضى منهم 142 بينهم 24 طفلاً و16سيدة، وأصيب منهم 308 بينهم 27 طفلاً و25 سيدة, وأعلى نسبة للضحايا المدنيين توزعت بالشكل التالي, حيث سجلت مدينة حلب وريفها أكبر عدد للضحايا بلغ  147 شخصاً تليها مدينة إدلب 118 شخصاً, ودير الزور 46 شخصاً, ثم درعا 34 شخصاً, وحماة 18 شخصاً.

أما بالنسبة للضحايا العسكريين، قتل 130 عنصراً وأصيب 98 آخرون, توزع العدد بين القوى المسيطرة الأربع في سوريا، منهم 60 قتيلاً و53 مصاباً في صفوف القوات الحكومية, ومن فصائل المعارضة الموالية لتركيا قتل 7 عناصر وأصيب 10 آخرون, أما من عناصر هيئة تحرير الشام فقد سجل مقتل 29عنصراً وإصابة 10آخرين, بالإضافة لمقتل 17 وإصابة 13 شخصاً من جنسيات غير سورية، وقضى 17 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 12 آخرون.

تراجعت نسبة ضحايا مخلفات الحرب إلى 14% مقارنة مع شهر أيار/ مايو الماضي, حيث بلغ عددهم 36 شخصاً, قضى منهم 5 أطفال وأصيب 9 آخرون, كما أصيبت 3 سيدات, وقضى 2 رجل وأصيب 3, أما العسكرين فقد قضى 10 منهم وأصيب 4 آخرون.

بالنسبة للقصف شهدت مناطق “خفض التصعيد” في سوريا تصاعدًا عسكريًا وأعمال قصف غير مشروعة واشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية وهيئة تحرير الشام، وبين القوات الحكومية والفصائل المعارضة الموالية لتركيا, إذ قصف 96 موقعاً من المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق خلال الشهر، حيث استهدفت هيئة تحرير الشام 83 موقعاً بـ 102 ضربة، وإسرائيل 1 موقع بـ 3 ضربات, وفصائل المعارضة استهدفت 10 مواقع بـ 20 ضربة, راح ضحية القصف 16 شخصاً وأصيب 26 آخرون.

وتعرض 215 موقعاً في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” للقصف, حيث استهدفت حكومة دمشق 190 موقعاً بـ 563 ضربة, وروسيا قصفت 25موقعاً بـ 60 ضربة وقضى في هذه الضربات 46 شخصاً وأصيب 90 آخرون.

أما فصائل المعارضة الموالية لتركيا, قصفت 5 مواقع لها بـ 13 ضربة, 2 من المواقع لم تعرف الجهة المسؤولة عن استهدافها, 1 موقع استهدفته الحكومة و2 استهدفتهم القوات الروسية, راح ضحية هذه الهجمات 5 أشخاص مدنيين منهم سيدتان وطفلة.

بالنسبة للقصف التركي, استهدفت القوات التركية 64 موقعاً في الشمال السوري بـ 131 ضربة 15 منها مسيرات, وتسببت بمقتل وإصابة 56 شخصاً, 19 منهم مدنيين بينهم 4 سيدات و2أطفال, و16 من قوات سوريا الديمقراطية و17 من القوات الحكومية, بالإضافة إلى 4 جنود روس.

وعلى صعيد الاعتقالات والإخفاء القسري, سجل القسم اعتقال 285 شخصاً في سوريا على يد أطراف النزاع, والنسبة الأكبر من المعتقلين تعسفياً في مناطق هيئة تحرير الشام والتي بلغت 40%  حيث اعتقلت 116 شخصاً بينهم 21 طفلاً منهم 17 اعتقلتهم أثناء محاولتهم العبور إلى مناطق الحكومة لتقديم امتحانات الشهادة الثانوية والإعدادية, و8 سيدات وناشط.

أما القوات الحكومية اعتقلت 21 شخصاً بينهم سيدة و2 طفل بتهم مختلفة، معظم الأشخاص الذين تم اعتقالهم لم يذكر سبب اعتقالهم وتم اقتيادهم إلى جهات مجهولة, واعتقلت الفصائل الموالية لإيران شخصاً, أما فصائل المعارضة اعتقلت 57 شخصاً بينهم 4 سيدات من ضمنهم أشخاص مرحلين قسراً من تركيا وآخرون بتهمة الانتماء للإدارة الذاتية، بينما لم يعرف سبب اعتقال الكثير منهم.

والقوات التركية المتمثلة بعناصر الاستخبارات و”الجندرما” اعتقلت 66 شخصاً, 22 منهم تم اعتقالهم من قبل الاستخبارات، 21 منهم استلمتهم من فصائل المعارضة ونقلتهم إلى الأراضي التركية بشكل غير مشروع, أما الـ44 الآخرون منهم 6 سيدات وطفلة اعتقلتهم “الجندرما” أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية وتم تسليمهم لاحقاً لفصائل المعارضة, كما اعتقل في مناطق الإدارة الذاتية 24 شخصاً 10 منهم بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”.

نشاط تنظيم “داعش”

ارتفعت وتيرة هجمات تنظيم “داعش” في سوريا بالمقارنة مع أيار الماضي، بنسبة 45%, حيث بلغ عددها, 16 هجمة، تبنى التنظيم 10 منها, 7 من الهجمات استُهدفت فيها قوات سوريا الديمقراطية, 2 قوات حكومة دمشق, و1 ضد الفصائل الموالية لإيران, و6 ضد مدنيين, وتوزعت الهجمات على: ( 8 في دير الزور,3 في الحسكة و2 في كل من الرقة وحمص، 1 في حماة).

وبلغ عدد ضحايا نشاط التنظيم في سوريا, 38  شخصاً، قضى منهم 27 شخصاً، وأصيب 11 آخرون، سواء من خلال استهدافهم بشكل مباشر أو عن طريق زرعهم للأجسام المتفجرة والألغام.

وفي تفاصيل الإحصائية، بلغ عدد ضحايا الهجمات المباشرة 32 شخصاً منهم 24 فقدوا حياتهم والـ8 الآخرون أصيبوا، بينما تسببت الألغام ومخلفات الحرب التي يزرعها التنظيم بمقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين.

كما بلغت حصيلة المدنيين فقط من الحصيلة المسجلة، 9 قتلى و3 إصابات, أما العسكريين بلغت حصيلتهم، 12 قتيلاً 6 مصابين ضمن صفوف “قسد”، كما قتل 5 من عناصر الفصائل الموالية لإيران, بينما قتل شخص وأصيب 2 في صفوف القوات الحكومية.

بلغت حصيلة الحملات الأمنية ضد التنظيم 4 حملات نفذتها “قسد”, 2 منها بدعم من التحالف الدولي, واعتقل خلال الحملات 10 أشخاص متهمين بالانتماء للتنظيم.

انتهاكات فصائل المعارضة والجيش التركي في سوريا

تسببت فصائل المعارضة الموالية لتركيا خلال حزيران /يونيو, بمقتل 7 عسكريين وإصابة 73 آخرين بينهم سيدتان و10 عسكريين, ونفذت الفصائل 2 حالة استيلاء على ممتلكات المدنيين في تل أبيض وريف حلب الشمالي، و4 حالات سرقة عوضاً عن 9 حالات فرض إتاوة على السكان القاطنين في مناطق سيطرتها, كما قطعت الفصائل في عفرين 775 شجرة مثمرة وحرجية.

وتستمر القوات التركية بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في سوريا من خلال قصفها العشوائي على مناطق شمال شرقي سوريا واستهدافها المباشر لطالبي اللجوء, حيث تسببت بمقتل وإصابة 131 شخصاً بينهم 11 سيدة و11طفلاً.

حيث أن استهدافات “الجندرما” المباشرة بالرصاص لطالبي اللجوء أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية , تسببت بقتل رجلين وإصابة 15 آخرين بينهم 2طفل و2 سيدة, كما تسببت من خلال اعتداءاتها بالضرب بإصابة 58 شخصاً بينهم 7 أطفال و5 سيدات, أما القصف غير المشروع للقوات التركية تسبب بمقتل 29 شخصاً وإصابة 27 آخرين.

التحركات الدولية والإقليمية فيما يخص الشأن السوري

صدر خلال شهر حزيران/ يونيو المنصرم، عدد من التقارير الحقوقية والسياسية, ومن البيانات والقرارات بما يتعلق بالشأن السوري,  كما أجريت عدة اجتماعات أممية ودولية، وتغييراً في المواقف والقرارات اتجاه البلاد.

بدخول الحرب السوريا عامها الثالث عشر, والتي خلفت مئات آلاف الضحايا والمفقودين, تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 حزيران, قراراً بإنشاء مؤسسة دولية جديدة لاستجلاء مصير المفقودين في سوريا وأماكن وجودهم وتقديم الدعم للضحايا وأسرهم, ودعت الجمعية العامة الدول وكل أطراف النزاع في سوريا إلى التعاون الكامل مع المؤسسة الجديدة, وصوتت 83 دولة لصالح قرار إنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين في سوريا و11 دولة صوتت ضده وامتنعت 62 دولة عن التصويت.

وفي 14 و15 حزيران عقد مؤتمر بروكسل السابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة, وتضمن  في يومه الأول حواراً يضم المجتمع المدني من سوريا وخارجها، وصانعي القرار، والشركاء التنفيذيين، حيث تناول سوريا والمنطقة، فضلاً عن التحديات الإنسانية وتلك المرتبطة بالقدرة على الصمود التي تواجهها سوريا والمنطقة, وأيضاً تعبئة المجتمع الدولي لدعم حل سياسي شامل وموثوق للنزاع السوري يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254, بالإضافة للقضايا الإنسانية الحرجة والمسائل الأساسية المرتبطة بالقدرة على الصمود التي تؤثر على السوريين في سوريا والدول المجاورة.

في 20 و21 حزيران, انعقدت الجولة العشرون من محادثات “أستانا” حول التسوية السورية بمشاركة ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية والمعارضة، وكذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن, وفي بيانها الختامي استعرضت بالتفصيل الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتم الاتفاق على بذل المزيد من الجهود لضمان تطبيع مستدام للوضع بما في ذلك الوضع الإنساني, وتمت الإشارة في المباحثات إلى طبيعة مشاورات نواب وزراء خارجية (روسيا – تركيا – سوريا – إيران) والتي تم خلالها إعداد خارطة طريق لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا بالتنسيق مع عمل وزارات الدفاع  للدول الأربعة, وفيما يخص شمال شرقي سوريا، ذكر البيان الختامي أنه تمت مناقشة الوضع وتم الاتفاق على أن “تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في هذه المنطقة لا يمكن إلا من خلال الحفاظ على سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية”.

وعلى صعيد الوضع الإنساني المستمر في تأزم, أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة  في 13 حزيران تخفيض المساعدات المقدمة إلى 2.5 مليون من 5.5 مليون شخص يعتمدون على الوكالة لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية.

وفي 29 حزيران كشفت وزارة الخارجية الأميركية، عن استراتيجية واشنطن لمكافحة الكبتاغون في سوريا، وتتضمن أربعة محاور شارك بوضعها وزارة الدفاع ووزارة الخزانة وإدارة مكافحة المخدرات وتحقيقات الأمن الداخلي ومكتب مدير المخابرات الوطنية ومكتب السياسة الوطنية لمكافحة المخدرات, وذلك بهدف “تعطيل وإضعاف الشبكات التي تدعم البنية التحتية للمخدرات لنظام الأسد، وبناء قدرات مكافحة المخدرات في البلدان الشريكة من خلال التدريب لأجهزة إنفاذ القانون في البلدان التي تتلقى أو تعبر منها كميات كبيرة من كبتاغون الأسد”.