غرفة الأخبار ـ نورث برس
لم تكن حملات التمشيط التي أطلقتها قوات الحكومة السورية وفصائل موالية لإيران، لملاحقة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في البادية السورية، كافية للقضاء على عناصر التنظيم المتواجدين هناك.
ورغم أنها استخدمت طيراناً حربياً ومروحياً، إلا أنها أخفقت في هدفها لعدة أسباب، ذكرها أحد المقاتلين في صفوف الفصائل الإيراني، دون ذكر اسمه.
ومن تلك الأسباب بحسب ما أوضح المصدر لنورث برس، أن حملات التمشيط لا تستهدف مناطق البادية كافة، بل تقتصر على الطرقات التي تستخدمها الفصائل والقوات الحكومية لتنقلها ونقل إمداداتها، والمناطق القريبة من نقاطها ومقراتها.
بالإضافة “لوجود جواسيس ضمن الفصائل الموالية لإيران والقوات الحكومية تسرب معلومات لعناصر التنظيم أثناء حملات التمشيط، ليقوم الأخير بسحب عناصره نحو الحدود الإدارية للبادية بين حمص ودير الزور، حيث تمتاز تلك المنطقة بوعورتها وبعدها عن المراكز والطرقات الحكومية”، حسبما أشار المصدر.
وتمتاز البادية السورية بمساحتها الواسعة وتضاريسها المتنوعة، إضافة لموقعها الجغرافي الممتاز الذي يربط بين محافظتي حمص إلى دير الزور مروراً بتدمر والسخنة، لتمتد ضمن الأراضي العراقية بمساحة شاسعة. وكل تلك العوامل جعلت البادية السورية ملاذاً أمناً لعناصر التنظيم.
وهي بالدرجة الأولى، بمثابة المخبئ الكبير الآمن لـ”داعش”، ففي حال فرض التنظيم سيطرته على البادية، “فإنه يستطيع التنقل بين أكثر من خمسة محافظات سورية كديرالزور والرقة وحمص وتدمر وحماة، إضافة لإمداد عناصره بالأسلحة والذخائر القادمة من الصحراء العراقية، حيث التواجد الأكبر للتنظيم هناك، بحسب تقارير صحفية.
وتقتصر تحركات الفصائل الموالية لإيران والقوات الحكومية، في المناطق القريبة من مقراتها أو على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، وبحسب المصدر، “إذا انحرفت تلك القوى عن المسار ودخلت نحو عمق البادية، فغالباً لا تخرج، لأن خفافيش داعش تسيطر على تلك المناطق بالكامل، ولها أعين حراسة في جميع الاتجاهات”.
وبداية العام الحالي، فقدت ثلاث دوريات للفصائل الموالية لإيران في البادية السورية، ليعثر فيما بعد على بعض عناصرها مقتولين، والبعض الآخر لا يزال مجهول المصير.
اقرأ أيضاً:
ونهاية الشهر الماضي، قُتل وجُرح عناصر من قوات الحكومة، جراء هجوم من مجهولين يرجح أنهم من خلايا تنظيم “داعش” في بادية الرقة وحمص.
وفي الشهر ذاته، تعرض فصيل لواء القدس، التابع لإيران، لهجوم أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، واستهدف الهجوم سيارة عسكرية بمنطقة الشعرة في جبال العمور ببادية حمص الشرقية وسط البلاد.
وخلال حملة تمشيط للقوات الحكومية، في كانون الثاني/ يناير العام الجاري، قضى عناصر التنظيم على دورية كاملة للدفاع الوطني في تلك البادية.
ونادراً ما تصرح الحكومة السورية أو الفصائل الموالية لإيران، عن اعتقالها أو قتلها لعناصر من التنظيم في البادية، ما يشير لتواجد ملحوظ لعناصر “داعش”.
ونهاية العام الماضي، أصدر التنظيم عبر وكالة أعماق الالكترونية المقربة منه، إصداراً مرئياً لعناصره في البادية وبحوزتهم أسلحة متنوعة ومتطورة إضافة لسيارات رباعية الدفع ودراجات نارية، كل ذلك ضمن فصائل تتنقل وتتحرك في البادية بأريحية.
وبحسب عمليات التنظيم في البادية، فإن تواجده يمتد في مناطقها كافة، وأكثر عملياته تتركز في بادية حمص الشرقية، وبادية دير الزور.
وما يسهل على التنظيم عملياته في البادية، هو دراية عناصر بتضاريسها الصحراوية، كما يعتمد في عمليات هجومه على نصب كمائن واستنزاف “العدو”، إضافة لهجومه المباغت على المقرات في البادية ويستهدف النقاط الأضعف والأقل حراسة، بحسب مصدر في قوات الحكومة.