القوات التركية تواصل قطع المياه عن الحسكة وريفها للأسبوع الثاني
الحسكة – جيندار عبدالقادر/ دلسوز يوسف – نورث برس
تعاني مدينة الحسكة منذ الـ 24 من شباط الفائت، انقطاعاً لمياه الشرب نتيجة إيقاف القوات التركية تشغيل محطة علوك في ريف مدينة سري كانيه، وطرد العاملين فيها منذ ذلك الحين، ما تسبب بحرمان نحو مليون شخص من مياه الشرب.
وكانت محطة علوك تغذي سكان عدة مناطق في شمال وشرق سوريا، قبل أن يسيطر عليها الجيش التركي وفصائل المعارضة التابعة له، بعد العملية العسكرية التي أطلق عليها "نبع السلام" أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2019، والتي تسببت بتشريد نحو /300/ ألف مدني من منطقتي سري كانيه وتل أبيض/كري سبي وأريافهما.
"معاناة بالغة"
إيقاف ضخ المياه إلى الحسكة و الأرياف التابعة لها، خلق معاناة كبيرة للسكان، ويصف عبدالخالق ابراهيم (52 عاماً) من سكان حي العزيزية لــ "نورث برس"، الوضع في المدينة بأنه "سيء للغاية" فمنذ اسبوع والمياه مقطوعة، وهو ما يضطره لجلبها من قرية "تل عرفان" بواسطة سيارته.
وإلى جانب مشكلة المياه يعاني السكان من انقطاع الكهرباء ما يزيد في تفاقم معاناة عبدالخالق وغيره من أبناء الحي، خصوصاً بعد تعطل مولدة الاشتراك الخاصة في حارتهم منذ نحو 15 يوماً، إضافة إلى أن عدد ساعات تغذية الكهرباء "النظامية" انخفضت مؤخراً.
"وضع الكهرباء والمياه كلاهما سيء، أقوم بتأمين حاجتي بواسطة سيارتي الخاصة، ولكن من لا يملك سيارة، سيعاني أكثر في تأمينها".
وفي مبادرة منها للمساعدة في تخفيف معاناة سكان المدينة، وضعت قوات سوريا الديمقراطية نهاية الاسبوع الماضي العديد من صهاريج المياه الموجودة في قطعاتها العسكرية في الخدمة، بالتنسيق مع لجنة البلديات والبيئة في منطقة الحسكة، وذلك بهدف توزيع مياه الشرب على الأحياء، من آبار المياه في الريف الشمالي للمدينة.
وقال محمود دادا رئيس "كومين الشهيد زانا فاطمي" بحي تل حجر إن انقطاع المياه وتوقفها من المصدر تسبب بمعاناة كبيرة في الحي، موضحاً أن توزيع مياه الشرب على الأهالي من خلال صهاريج تابعة للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، لا يفي بالغرض.
"استغلال"
وقال دادا أيضاً إنهم يضطرون إلى شراء المياه من صهاريج خاصة، أو من بعض الآبار الموجودة في منازل المدينة لاستعمالات أخرى، لافتاً إلى استغلال بعض أصحاب الصهاريج حاجة الأهالي من خلال ملء خزان 5 براميل بمبلغ يصل لنحو 3 آلاف ليرة (ما يعادل 3 دولار تقريباً).
وسبق أن قُطعت المياه عن المدينة بعد توقف المحطة إبان الهجوم التركي على المنطقة، ضمن عملية "نبع السلام" وتسبب العمليات العسكرية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2019، بإلحاق أضرار بالمحطة وتغذيتها الكهربائية.
عودة جزئية.. وتشغيل متقطع
من جانبها أوضحت الرئيس المشارك لمديرية المياه في الحسكة سوزدار أحمد لـ "نورث برس"، "منذ 24 من شباط تم ايقاف محطة علوك من قبل جيش الاحتلال التركي وطرد العاملين فيها، ولليوم السابع على التوالي المحطة خارج الخدمة".
وقالت المسؤولة، إن عناصر الفصائل التابعة لتركيا، المسيطرين على المحطة يقومون أحياناً بتشغيل المحطة، إذ يتبين ذلك من خلال الضغط الذي تتحمله محطة الكهرباء في مدينة الدرباسية، التي تعتبر مصدر تزويد المحطة بالتيار الكهربائي.
وأشارت" أحمد" إلى أنهم لا يستطيعون تأكيد ما يتم تداوله حول تشغيل المحطة لأنها خارج السيطرة، إذ يتم تشغيلها في بعض الأحيان لساعات ومن ثم إطفاءها، وبالتالي الحل الوحيد حتى الآن هو توزيع المياه على سكان مدينة الحسكة من خلال الصهاريج الموجودة لدى مديرية المياه بالإضافة إلى المساعدة التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية و بعض المنظمات الدولية.
"15 لتر لكل شخص"
ويحصل كل شخص في العائلة وفق "أحمد" من خلال المجالس المحلية والكومينات على كمية تقدر بـ 15 لتر، بسبب قلة كمية المياه الصالحة للشرب، والتي يتم جلبها من آبار "تل أذان" بريف تل براك شمال غرب الحسكة.
ولفتت المسؤولة إلى أن القوات الروسية التي تعمل على التنسيق مع الجيش التركي، كانت قد حصلت على تأكيدات من أجل عودة العمال إلى المحطة، و"لكن الأتراك قاموا بطردهم لدى محاولتهم العودة إليها مؤخراً".
"ابتزاز تركي"
وكشفت أحمد أن الجانب التركي طالب بتغذية بلدة مبروكة التي تقع تحت سيطرتهم بالكهرباء، من أجل تشغيل المحطة وإطلاق المياه مجدداً، "إلا أنهم لم يفوا بوعودهم رغم حصولهم على الكهرباء.
وكان مصدر من دائرة المياه ببلدة تل تمر قد أكد أمس السبت، استئناف مياه الشرب التي تضخها محطة علوك بريف سري كانيه ، ووصولها إلى البلدة وريفها ، وأن الضخ مستمر باتجاه مدينة الحسكة. لكن الأزمة لا تزال مستمرة في أحياء المدينة.
في السياق ذاته نقلت وكالة سانا التي تديرها الحكومة السورية، الأحد، عن مدير عام دائرة المياه التابعة للحكومة في الحسكة محمود العكلة تأكيده "استمرار مشكلة قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة" مبيناً أن عملية الضخ التي جرت فجر الأحد إلى حي النشوة توقفت بعد ساعتين بسبب عدم السماح لعاملي المؤسسة بالدخول إلى المحطة وتشغيلها لضمان استمرارية الضخ".