العملية التركية تتسبب بتراجع القطاع الزراعي بنسبة /80%/ في تل تمر ومخاوف من خسارة المحصول.

تل تمر – دلسوز يوسف – NPA

 

على بعد كيلومترات قليلة من خط التماس بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، يحرث المزارعون في ريف مدينة تل تمر، أراضيهم لزراعتها بالقمح، متخوفين من استئناف المعارك، وخسارة مرودهم الوحيد الذي ينتظرونه طوال العام، والذي يعتبر العصب الرئيسي وشريان الحياة لسكان المنطقة.

 

المزارع علي الخضر يقول لـ "نورث برس"، أنه مع بدء الموسم الزراعي يود زراعة أرضه لكنه يتخوف من الحرب، التي سيخسر على إثرها محصوله.

 

وتابع الخضر "مردودنا المعيشي طوال العام يعتمد على الزراعة وليس لنا سواه، نحن مهتمون بالزراعة، ولكن لا نعلم في أي لحظة قد تندلع الاشتباكات في المنطقة مجدداً، وننزح ونخسر كل شيء".

 

وشدد على أنهم يطالبون بـ"ضمان من القوى الدولية على الأرض لاستقرار المنطقة، لتجنب خسارة أتعاب شقاء عام كامل، وللبقاء في أرضهم وعدم النزوح".

 

ولا يخلو العام الزراعي من صعوبات جمّة تواجه المزارعين، نظراً لغلاء أسعار المواد والمستلزمات، في ظل هبوط الليرة السورية أمام الدولار، إلى جانب صعوبة تأمين اليد العاملة خوفاً من الاستهداف، بحسب ما قاله المزارع عبد الباقي كوتي.

 

وأوضح عبدالباقي كوتي، أن العام الفائت التهمت النيران معظم محاصيله الزراعية فيما يواجهون غلاء الاسعار وأهمها مادة المازوت في العام الحالي، مؤكداً أن هذه العوائل تؤثر عليهم كثيراً وتحد من الزراعة بالشكل المطلوب كما السنوات السابقة.

 

وفي ظل هذه الصعوبات التي أدت لتراجع الموسم الزراعي في المنطقة، تقول الادارية في قسم الزراعة ببلدة تل تمر أفين أحمد: أن "الوضع الزراعي هذا العام سيء جداً، العام المنصرم قمنا بترخيص قرابة /650/ رخصة زراعية لكن هذا العام لحد الآن قمنا بترخيص /64/ رخصة زراعية فقط".

 

وتوضح قائلة: "هذا يعني تراجعاً بنسبة 80% ما يؤكد مدى تأثير الحرب على تراجع القطاع الزراعي في المنطقة".

 

وبينّت، أن خط سري كانيه / رأس العين خرج عن السيطرة بالكامل، ولم تتم الزراعة فيها نهائياً هذا العام بسبب الاشتباكات.

 

وعن خطواتهم للتشجيع على الزراعة للموسم الحالي، قالت أحمد "حاولنا التشجيع بقدر المستطاع من خلال توزيع البذار والسماد مجاناً على متضرري النيران العام الفائت، وسنعمل ما بوسعنا لمساعدة المزارعين لإنقاذ الموسم الزراعي".

 

جدير بالذكر أن الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كشفت في وقت سابق عن الأضرار الاقتصادية نتيجة توغل الجيش التركي والفصائل المسلحة المدعومة منها إلى منطقتي سري كانيه / رأس العين وتل أبيض، وقدرت كمية القمح والشعير الذي تم نهبه من صومعات الحبوب بأكثر من /75/ ألف طن، فضلاً عن البذار والقطن والماشية والأفران.