استهداف قيادي في “داعش”.. التحالف الدولي يواصل ملاحقة قيادات التنظيم في سوريا
غرفة الأخبار – نورث برس
منذ إعلان القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2019، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، قياديي التنظيم. وتشنّ بين حين وآخر غارات وعمليات دهم و إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في سوريا.
وفجر أمس الاثنين، استهدفت طائرة هليكوبتر أميركية، قياديًا بارزًا ومخططاً لـ “داعش”، في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي الشمالي على الحدود التركية، بحسب متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية في بيان، مساء أمس الاثنين، مقتل قائد بارز في “داعش” بسوريا، وهو “عبد الهادي محمود الحاج علي”، كما أنه مخطط لعمليات التنظيم ومسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا”.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية على أنه لم يُقتل أو يُصاب أي مدني في العملية.
وقالت مصادر محلية لنورث برس، إن عملية الإنزال تمت في قرية السويدة بريف جرابلس، استهدفت منزل “معن أبو ضياء” الذي كان قيادياً سابقاً في تنظيم “داعش”، وبعد هروبه من منبج عندما انهار التنظيم انتسب إلى ما يسمى بفصيل “صقور الشمال” ضمن الجيش الوطني الموالي لتركيا.
وتحدثت مصادر أخرى أن معاونه “إبراهيم شيخ موسى” الملقب بـ “دلهم” وأخاه “أبو علي” وشخص ثالث اسمه “محمد السلطان” وهو من أخوال “معن أبو ضياء”، قتلوا أيضاً في العملية.
والأحد الفائت، قالت مصادر محلية لنورث برس، إن طيران التحالف الدولي هبط في قاعدة “خراب عشك” بريف كوباني الجنوبي، والتي كانت أكبر قاعدة له في سوريا قبل أن ينسحب منها خريف 2019.
وفي 12 نيسان/ أبريل الجاري، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أن القوات الأميركية ألقت القبض على مسؤول في تنظيم “داعش” واثنين من مساعديه خلال غارة ليلية بطائرة هليكوبتر في شرقي سوريا.
وأصدر بيان عن القيادة المركزية الأميركية، أن اعتقال حذيفة اليمني، “مساعد الهجوم” لـ “داعش” ورفاقه، سيعطل قدرة التنظيم على التآمر وتنفيذ العمليات.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية ، جو بوتشينو ، إن “العمليات ضد داعش مهمة لأمن المنطقة واستقرارها”، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديداً للمنطقة وما وراءها، حيث يحتفظ التنظيم بالقدرة على القيام بعمليات في العراق وسوريا برغبة في الضرب خارج منطقة الشرق الأوسط، ولا تزال أيديولوجيته الدنيئة تشكل تهديداً، وعمليات مثل هذه تؤكد من جديد التزامنا بالهزيمة الدائمة لداعش”.
كان القبض على اليمني الأحدث في سلسلة العمليات الأخيرة في سوريا، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 900 جندي يحاولون منع عودة “داعش”.
وتُبقي الولايات المتحدة تركيزها على هزيمة “داعش” في سوريا والعراق كجزء من حملة مستمرة لمنع التنظيم الإرهابي من النمو مرة أخرى.
ونجحت القوات الأميركية في تصفية واعتقال قادة في عمليات عدة، قتل في أبرزها زعيما تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/أكتوبر 2019، ثم أبو إبراهيم القرشي في شباط/فبراير الماضي في محافظة إدلب، ومقتل زعيم “داعش” ماهر العقيل، في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية، في منطقة عفرين شمال غربي سوريا.
وفي الرابع من نيسان/ أبريل الجاري، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أنها نفذت ضربة أحادية في سوريا، أسفرت عن مقتل خالد عيد أحمد الجبوري، أحد كبار قادة تنظيم “داعش”.
وقال مايكل كوريلا من القيادة المركزية الأمريكية في بيان، “كان عيد أحمد الجبوري، مسؤولاً عن التخطيط لهجمات داعش في أوروبا وطور الهيكل القيادي للتنظيم”.
لكن مع ذلك لايزال التنظيم يشكل تهديداً، ويُحذر من تناميه غير المحدود، نظراً لنشاطه المستمر في سوريا والعراق، فضلاً عن انتشاره الواسع في أفريقيا وكذلك وسط آسيا، رغم حدوث تطورات كثيرة في جهود محاربة “داعش”، بما في ذلك القضاء على رؤوس التنظيم معظمهم كانوا قد تحصنوا في مناطق شمال غربي سوريا.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي، حصيلة عملياتها ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق خلال شباط/ فبراير 2023، وقالت إنها نفّذت مع التحالف الدولي وشركاء آخرين 48 عملية ضد التنظيم، أسفرت عن مقتل 22 عنصراً، واعتقال 25 آخرين.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية في بيان نشرته على تويتر، “أن هذه العمليات تظهر التزامنا بالهزيمة الدائمة لـ”داعش”، والحاجة المستمرة لبذل جهود عسكرية محددة الهدف لمنع عناصر داعش من شن هجمات واستعادة أي موطئ قدم”.
وأضاف البيان أنه “من دون استمرار عمليات مكافحة الإرهاب، فإن جهود (داعش) ستستعيد زخمها مع زيادة قدرة التنظيم على التجنيد وإعادة التشكيل، وسيعيد التنظيم تنمية قدراته على التخطيط لهجمات ضد المنطقة، وحلفائنا، والمصالح الأمريكية في الخارج، وما زلنا نركز على بناء القدرات المحلية للشركاء لمنع عودة داعش”.
وأشار البيان أنّ العمليات في سوريا أسفرت عن إصابة 4 جنود أمريكيين وكلب عامل في العمليات، بينما لم تسفر تلك الهجمات عن مقتل أي جندي أمريكي.
وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية: “نحن نركز على ضمان الهزيمة الكاملة لتنظيم داعش، ونواصل العمل مع شركائنا لمواصلة دحر التنظيم في سوريا والعراق”، مشيدًا بدور قوات الأمن العراقية وتفانيها، وشركاء الولايات المتحدة في قوات سوريا الديمقراطية(قسد)، مؤكدًا أنّ (القتال ضد داعش مستمر)”.