غرفة الأخبار – نورث برس
يرى محللون سياسيون وعسكريون، أن استمرار فصائل الجيش الوطني السوري المعارض، الموالي لتركيا، في انتهاكاتها، والتي كان آخرها الجريمة التي ارتكبت بحق خمسة أشخاص كرد في بلدة جنديرس بريف عفرين شمال حلب، لإيقادهم شعلة عيد نوروز في العشرين من الشهر الماضي، لا تزال مستمرة لغياب المحاسبة لأولئك الأشخاص.
الانتهاكات المستمرة منذ خمس سنوات، ولم يحرك الرأي العام الدولي ساكناً، رغم عشرات التقارير الحقوقية التي تثبتت ارتكاب فصائل الجيش الوطني لجرائم القتل والخطف والاعتقال التعسفي، إضافة لسرقة ممتلكات السكان الأصليين في مناطق سيطرته في عفرين ونواحيها، وفقاً لتقارير سابقة أعدتها نورث برس.
ونهاية الشهر الماضي خرجت احتجاجات واسعة في بلدة جنديرس، ضد الجريمة التي ارتكبها عناصر من فصيل جيش الشرقية، حيث امتدت لأيام وكان آخرها الأربعاء الماضي، طالب سكان وذوو الضحايا بمحاسبة الجناة وطرد الفصائل من عفرين.
وكانت منظمة حقوق الإنسان الدولية (هيومن رايتس ووتش)، قالت في تقرير، إن “قتل الكرد في ليلة عيد نوروز في جنديرس تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الجسيمة التي تحصل بحق سكان منطقة عفرين على يد تركيا وفصائلها منذ خمسة أعوام”.
وشددت المنظمة الدولية على أن “تركيا سمحت لهؤلاء المسلحين بإساءة معاملة الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم “مع الإفلات من العقاب، مخاطرة بالتواطؤ في الانتهاكات”.
الجيش الوطني أداة تركيا
يقول المحلل السياسي السوري نصر اليوسف، يقيم في العاصمة الروسية موسكو، متحدثاً عن انتهاكات الجيش الوطني، والتي كان آخرها جريمة جنديرس، “أنا أستكثر إطلاق تسمية الجيش الوطني، على هذه الميليشيات، التي هي عبارة عن ميلشيات مرتزقة تأتمر بأوامر قادة، لا يمتون إلى مفهوم القيادة بصلة؛ هم عبارة عن أشخاص نُصّبوا لكي يكونوا أداة طيعة”.
ويضيف “اليوسف”، لنورث برس، “الأتراك قاموا بمساعدة هؤلاء وتنصيبهم، لكي ينفذوا كل أمر يصدر لهم، سواء كان لصالح الوطن السوري أو ما يخالف مصلحته”.
ولا يرجح المحلل السياسي، أن تكون الجريمة “مدبرة”، خاصة “بعد أن رأينا أشكال ومنطق أولئك المجرمين الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة”.
ويتفق الخبير العسكري، العميد أحمد رحال، مع ما ذهب إليه “اليوسف”، حول استبعاد أن تكون الجريمة “مدبرة”.
وقال لنورث برس: “لا أعتقد أن هناك تعليمات أو توجيهات من الخارج أو من قبل قيادات عليا لارتكاب هذه الجريمة”.
وأشار “رحال” إلى أن جريمة جنديرس هي نتيجة “للسياسة الخاطئة في تشكيل الجيش الوطني، وعدم وجود محاسبة للجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق كل السوريين”.
ويتخوف الخبير العسكري، من استمرار الجرائم التي ترتكبها الفصائل، محملاً الجهات الخارجية والقيادة العليا المسؤولية في ذلك، “طالما هناك حالة غير منضبطة، وعدم وجود مؤسسة عسكرية حقيقية تلتزم بالقوانين والأنظمة، فهكذا جرائم سوف تستمر للأسف الشديد”.
“استغلال الجريمة”
دخلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، على الخط وسيطرت في اليوم الثاني، على بلدة جنديرس بالكامل، وتحدثت مصادر لنورث برس حينها، عن أن الهيئة نشرت عناصر جهاز الأمن العام التابع لها في كافة أحياء البلدة أثناء عملية تشييع الضحايا.
وأضافت المصادر أنَّ عناصر الهيئة سيطروا على مقر “الشرطة العسكرية في البلدة بالإضافة لسيطرتها على مبنى المجلس المحلي، ومطالبة عناصر الشرطة العسكرية الموالية لتركيا المغادرة بلباسهم فقط دون أخذ شيء من المكاتب التابعة لهم”.
يقول المحلل السياسي نصر اليوسف، إن “هيئة تحرير الشام الإرهابية هي الميلشيا الأكثر تنظيماً وفساداً، من بين كل الفصائل التي تعثوا على الأرض السورية”.
ويشير “اليوسف” إلى أن “الهيئة الشام استخدمت جريمة جنديرس، لتنفذ ما كانت تخطط له، منذ زمن، وساعدها في ذلك المظاهرات التي طالبت بقدوم تحرير الشام إلى المنطقة”.