محاولات هروب متكررة لزوجات “داعش” وسط استمرار معضلة الهول

الحسكة ـ نورث برس

تواصل نساء عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في مخيم الهول، محاولات الهرب من المخيم، أو عبر دفع أموال لمهربين، في سبيل خروجهم، في ظل عدم تجاوب دولهم مع المطالبات بضرورة إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.

وتطالب لاجئة عراقية من زوجات عناصر التنظيم، تقيم في المخيم، بالعودة إلى بلادها، “أقيم منذ خمس سنوات هنا منذ قدمنا من الباغوز. لا يمكن العيش في المخيم في ظل الغلاء والمداهمات والتفتيش”.

وتقول في حديث لنورث برس: “لا نريد العيش في سوريا ولا في هذا المخيم”.

وتسير رحلات ترحيل اللاجئات العراقيات في مخيم الهول إلى بلدهم، في بطء شديد، “كل 4 أشهر أو أكثر يقومون بأخذ 150 عائلة هذا الرقم قليل جداً. هناك لاجئون في المخيم قاموا بالتسجيل على الرحيل منذ العام الماضي وإلى الآن لم يذهبوا”.

وتضيف: “أما نحن فإلى متى سننتظر الدور للذهاب والعودة إلى العراق، نريد رحلات سريعة 200 أو 300 عائلة في الرحلة الواحدة”.

وبسبب تأخر الدفعات، تلجأ الكثير من اللاجئات العراقيات، في المخيم إلى طرق التهريب للخروج، بحسب اللاجئة التي لم تذكر اسمها.

وتشير إلى أن عدداً من العائلات العراقية في المخيم، دفعت من ألف وأربعمئة دولار إلى 10 آلاف دولار، في سبيل الخروج من المخيم بعملية تهريب، ومنهم من دفع مبالغ حتى يتم تسجيل أسمائهم في الرحلات النظامية التي تخرج، إلى العراق.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إيفان فائق، إن جولة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ساهمت في تشجيع الدول على إعادة رعاياها من مخيم الهول السوري.

وقالت فائق في تصريح لوسائل إعلام عراقية رسمية، إن “زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هي زيارة تشجيعية لباقي الدول في سحب رعاياها من مخيم الهول، وقد بدأت الكثير منها تسحب رعاياها بالفعل”.

وقدرت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية أعداد العراقيين المتواجدين في مخيم الهول بحوالي 31 ألف شخص، فيما أشارت إلى أنه ليس جميعهم ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وتستمر الحكومة العراقية بإعادة رعاياها من مخيم الهول على دفعات، وبآلية منتظمة يتم إخضاعهم لعمليات فلترة أمنية بمحافظة نينوى قبل إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.

وقالت الوزيرة العراقية إن من يثبت انتماؤه للتنظيم يتم نقله مباشرة إلى الجهات العدلية.

وأشارت الوزير إلى أن نسبة رعايا الدول الاجنبية في الهول تتراوح بين 50 -60 شخصاً لكل دولة، بينما النسبة الأكبر هي للسوريين والعراقيين، وفق تصريحها.

ونهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، أحبطت القوات الأمنية في مخيم الهول بريف الحسكة، شمالي سوريا، محاولة فرار لنساء من عوائل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ‘‘داعش’’.

ويطلق على قسم مخصص لعوائل التنظيم في المخيم بـ ‘‘مهاجرات’’، نسبة إلى النساء اللواتي هاجرن من بلادهن وانضممن إلى صفوف التنظيم، ويبلغ عددهن نحو 8200 شخصاً من الجنسيات الأجنبية، بحسب إدارة المخيم لـنورث برس.

لاجئة عراقية أخرى في مخيم الهول، تتمنى لو أنها تمتلك المال في سبيل دفعه للمهربين من أجل الخروج من المخيم.

وتقول لنورث برس: “الحالة في المخيم باختصار، الذي يملك المال يستطيع الخروج والذي لا يملك المال عليه البقاء والانتظار”.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، قالت القيادة المركزية الأميركية، إنها وبالتعاون مع شركائها في قوات سوريا الديمقراطية سيواصلون تخفيض أعداد قاطني مخيم الهول.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا في بيان، إن “إعادة توطين وتأهيل ودمج الخارجين من مخيم الهول عملية مهمة جداً للعراق والمنطقة، وجزء من استمرار مهمة محاربة تنظيم داعش”.

وتستمر المطالبات بضرورة إعادة عائلات عناصر التنظيم إلى بلدانهم، لكن الاستجابات لا تزال ضعيفة باستثناء بعض الدول.

إعداد: جيندار عبدالقادر/ متين حسن ـ تحرير: قيس العبدالله