الفصائل المسلحة تتاجر بأشجار الزيتون وتُخلي المدنيين ببلدتي كفريا والفوعة في إدلب

إدلب – نورث برس

قامت فصائل المعارضة المسلحة في بلدتي كفريا والفوعة شمال شرق مدينة إدلب، بقطع أشجار الزيتون بعد منعها للمدنيين من الاقتراب منها، ومن ثم العمل على المتاجرة بها بأسعار مرتفعة، كما عملت على إخراج بعض النازحين المقيمين بالبلدتين وإسكان عوائلهم فيها قبل أشهر.

فمنذ سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على بلدتي كفريا والفوعة في 2018، قامت على إثرها بتوزيع المنازل على عناصرها وعوائلهم إلى جانب إسكان أعداد من المدنيين النازحين من مناطق ريفي حماة الشمالي والغربي.

ومع بداية فصل الشتاء بدأت هذه الفصائل بانتهاكات بحق المزروعات، تمثلت بقطع أشجار الزيتون وغيرها في الأراضي الزراعية في محيط بلدتي كفريا والفوعة.

وقال طاهر الياسين، أحد النازحين المقيمين في بلدة كفريا، وهو من ريف حماة الشمالي، لـ"نورث برس"، إن عناصر المعارضة التابعين لفصيل "فيلق الشام" و"جيش الأحرار" قاموا بقطع مساحات كبيرة من أشجار الزيتون، لا سيما المناطق الشمالية والشرقية من البلدتين، بالإضافة للأشجار المتواجدة على الطريق الواصل بين البلدتين.

وأضاف الياسين، "أن الفصائل منعت المدنيين النازحين في البلدتين من قطع الأشجار، وذلك ليس حمايةً لها، بل لتكون لهم فقط، حيث لاحظنا بعد منعنا بأيام قيام عناصر مسلحين تابعين لفيلق الشام بقطع نحو /30/ شجرة زيتون من البستان المجاور لمنزلي"، منوهاً أن بعض الأشجار تتراوح أعمارها بين /20/ و/60/ عاماً.

وأكد أحد القاطنين في بلدة الفوعة، وهو نازح من جنوب إدلب رفض ذكر اسمه، قيام عناصر تابعين لـ"جيش الأحرار" بقطع عشرات أشجار الزيتون جنوب البلدة أمام مرأى ومسمع الجميع، بالإضافة لقطع أشجار الكينا والعنب أمام المنزل الذي يقطنه هؤلاء العناصر الذين ينحدرون من الغوطة الشرقية وريف حمص وجنوب حماة.

وأشار إلى أن عناصر "جيش الأحرار" يستولون على نصف بلدة الفوعة من الجهة الشمالية، وكافة المنازل فيها هي لعناصر الفصيل وعائلاتهم فقط، حيث قاموا قبل أشهر بإخراج عشرات المدنيين النازحين من ريفي حماة الشمالي والغربي، من منازلهم بهدف إسكان عناصر الفصيل وعائلاتهم، وذلك من خلال إيصالٍ خطي موقع من "المجلس المحلي" التابع للفصيل ينذر من خلاله صاحب المنزل بإخلاء منزله خلال مدة معينة، وإلا سيتم استخدام القوة.

وتأتي عملية قطع الأشجار في ظل ارتفاع أسعار المحروقات ومواد التدفئة من الحطب وغيرها في المحافظة، وخاصة في ظروف الأحوال الجوية التي تضرب في المنطقة منذ أسابيع، حيث يقوم عناصر الفصيلين ببيع الخشب في الأسواق وبأسعار عالية.

وحول الأسعار قال "أبو خالد" وهو أحد تجّار الحطب، إن سعر طن الحطب يبدأ من /60/ ألف ليرة سورية، حتى /120/ ألف ليرة سورية حسب جودة الحطب ونوعيته، مؤكداً أن مسألة الحطب "المسروق" تعود إلى ذمة البائع، حيث أن التاجر شخص يشتري ويبيع، وهو غير مسؤول عن قطع الأشجار.

يذكر أن فصائل المعارضة سيطرت على بلدتي كفريا والفوعة في الشهر السابع من العام 2018 عقب اتفاق مع قوات الحكومة السورية والمحاصرة في البلدتين منذ العام 2015، حيث تم إجلاء ما يقارب /7/ آلاف شخص من البلدتين ونقلهم عبر باصات الهلال الأحمر إلى مدينة حلب من خلال معبر الراشدين.

وعملت تلك الفصائل على تقسيم البلدتين إلى عدة قطاعات، كـ قطاع "هيئة تحرير الشام" وقطاع "جيش الأحرار"، "فيلق الشام" وقطاعات لفصائل أخرى ساهمت في السيطرة على البلدتين.