دون استعدادات لها في شمال شرقي سوريا.. ماذا لو حلّت الكارثة؟

الرقة – نورث برس

اتضحت أهمية وجود فرق الدفاع المدني، من خلال تعاملهم مع كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا، في السادس من شباط/ فبراير الجاري، وكان لهم دور كبير في إنقاذ وإخراج عشرات الأشخاص من تحت الأنقاض.

ورغم ضعف الإمكانيات، تمكّنت فرق الدفاع المدني بالمساهمة إلى حد كبير في انتشال الجثث وإنقاذ عالقين، وفاقت الكارثة قدراتهم، إذ اعتادوا على معاينة أضرار يخلفها القصف في السابق. لكن في الحديث عن شمال شرقي البلاد، ماذا لو حلّت الكارثة هنا؟.

هنا، حيث لا فرق للدفاع المدني، ويقتصر الأمر على فريق إطفاء، للتعامل مع الحرائق الطارئة، مزود ببضع سيارات إطفاء، دون آليات أو فرق مختصة مدرّبة للتعامل مع الكوارث الطبيعية.

يقول عبد السلام حمسورك، وهو نائب الرئاسة المشارك لمجلس الرقة المدني، إن مدينة الرقة أكثر المدن في شمال شرقي سوريا دماراً، لم يكن هناك فرق للإنقاذ، إنما تم التعامل مع آثار الحرب وترحيل الأنقاض والركام من قبل البلدية والإدارة المحلية ومجلس الرقة المدني.

ويضيف، أن الكوارث الطبيعة عادة ما تخلّف عجزاً لدى أكبر الدول، كما حدث في تركيا، إذا عجزت فرق الإنقاذ إلى حد كبير عن معاينة أضرار الزلزال وانتشال الجثث.

وتوقّع “حمسورك”، أن البلدية وبعض المنظمات والإمكانيات البشرية، لن تدخر جهداً في التعامل مع الكوارث الطبيعية، في حال حدوثها، رغم قلة الإمكانيات المتوفرة لديها.

ويشير نائب الرئاسة المشارك لمجلس الرقة المدني، إلى عدم الجاهزية الكافية لمواجهة الكوارث الطبيعة، حيث يفتقدون للآليات ذات التقنية الحديثة، للتعامل مع الكوارث.

ويتواجد في مدن شمال شرقي سوريا، فرق للاستجابة الأولية، والتي تتعامل مع الحرائق، وحالات الغرق.

وقدّرت المساحة التي تضررت من الزلزال في سوريا وتركيا الذي يعادل 7.5 مليون طن من مادة التي إن تي، بـ 12 ضعفاً من مساحة بلجيكا، وتضرر منه نحو 21 مليون إنسان، بحسب تقارير.

فيما قاربت أعداد الضحايا الـ 50 ألفاً في سوريا وتركيا، ويتوقّع سكان أن هذا الرقم كان سيزيد لو ضرب مدينة الرقة، والتي تأثرت في السابق نتيجة قصف الطيران، والذي أثر على أبنيتها بشكل كبير.

والأمر ينسحب بنسبة أقل على باقي مناطق شمال شرقي سوريا، من حيث تأثر أبنيتها، لكن من حيث كثافة السكان فالدرجة واحدة، والكارثة لو حدثت لكان الضحايا بمئات الآلاف.

إعداد وتحرير: أحمد عثمان