رغم انتعاش آمالهم بعد أمطار وفيرة.. مزارعو منبج يبحثون عن الدعم
منبج – نورث برس
اختلف حال زكي لآخر، بعد الهطولات المطرية الأخيرة، إذ أن المزارع استبشر خيراً بموسمه من القمح، في وقت اعترته مخاوف من شح الأمطار وتكرار سيناريو موسم الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال الموسمين الماضيين.
إذ انتعشت آمال المزارع مع انتعاش المحصول في أرضه الذي يزرع جزءً منها بعلاً، كما وفرت عليه الكثير من المال وشراء المحروقات من السوق السوداء، لري الجزء الآخر من أرضه، التي يسقيها بواسطة محرك ديزل يجر المياه من بئر.
يقول زكي الرحال (60 عاماً)، وهو مزارع من منبج شمالي سوريا، يمتلك أرضاً تقدر مساحتها بـ 50 دونماً، إنه متفائل بالموسم الزراعي هذا العام، بعد هطول أمطار وفيرة وبأوقاتها المناسبة.
وخلال الموسمين الماضيين، تعرض مزارعو البعل في منبج لخسائر فادحة، نتيجة الجفاف وقلة الأمطار، ما تسبب بتلف المواسم، إذ لم يجني المزارعون محاصيلهم، وفضّلوا “تضمينها” لمربي الماشية.
وأنعشت الأمطار الوفيرة هذا العام آمال مزارعي المحاصيل البعلية والمروية على حد سواء، ويقول “الرحّال”، إن “المحاصيل جيدة ومبشرة بالخير”.
ولكن، يرى المزارع، أن الأمطار وحدها لا تكفي لإنجاح الموسم، ويحتاج المزارعون لمستلزمات الزراعة كافة من محروقات واسمدة، مطالباً الجهات المعنية بتوفيرها لهم، بأسعار مناسبة، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار مقومات الموسم الزراعي.
ويتفق مصطفى الحمادين (65 عاماً)، وهو أيضاً مزارع من قرية مقطع حجر كبير جنوبي منبج، مع سابقه، بضرورة توفير مستلزمات الموسم، في ظل عدم قدرة المزارعين على النهوض بالموسم، في ظل ارتفاع الأسعار، وقلة الدعم.
وكذلك يوافق “الرحال”، بـ أن وضع الموسم جيد ويبشر بالخير، بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الفترة السابقة، رغم ذلك يحتاج المزارعون الأسمدة والمحروقات.
ويمتلك غالبية المزارعين في ريف منبج، أراضي بعلية وأخرى مروية بسبب طبيعة المنطقة، حيث تكثر الهضاب والأراضي الصخرية.
وشجّعت وفرة الأمطار هذا العام، مزارعي الأراضي البعلية، على المخاطرة بوضع الأسمدة لمحاصيلهم لتحسين الإنتاجية.
كما فعل “الحمادين” الذي زرع 8 هكتارات هذا الموسم نصفها مروي والنصف الآخر بعلي، وتحتاج أرضه إلى نحو طن من السماد لزيادة الإنتاجية، مما يجعله بحاجة لقرض من أجل تخفيف أعباء الزراعة عليه وتكاليفها الباهظة.
وارتفعت أسعار الأسمدة نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية مؤخراً، حيث وصلت لنحو 7500ليرة، للدولار الواحد، ويباع الطن الوحد من السماد بنحو 700 دولار أمريكي، كما يصل سعر المازوت في السوق السوداء إلى ألفي ليرة.
ولوفرة الأمطار هذا الموسم زرع جمعة العلي (50 عاماً)، كل أرضه البالغة 10 هكتارات، بمحصول القمح، كذلك تشجّع المزارع على زراعة الجزء البعلي منها والبالغ 4 هكتارات.
ويقول المزارع، أن هذا الموسم يختلف عن سابقاته، ولكنه في الوقت ذاته، يتخوف من الأيام القادم وانقطاع الأمطار إذ ستكون بمثابة الكارثة للمزارعين، وخاصة ممن وضعوا السماد.
وتعتبر الزراعة مصدر دخل للكثير من السكان في أرياف مدينة منبج، كما غالبية سكان حوض الفرات، والذين يعتمدون أيضاً على الثروة الحيوانية في المرتبة الثانية.
وكما سابقيه، تفاءل عبد الله الشمسي (45 عاماً)، مزارع في ريف منبج الغربي، بالموسم هذا العام ما دفعه لزراعة، 150 دونماً بمحصول الشعير البعلي.
يقول، إن “وضع الموسم هذا العام جيد وأفضل من الأعوام السابقة، بالنسبة لكمية المطر وتأسيس النبات في الأرض، وأن وضع الزرع لحد الآن جيد”.
لكن، المزارعين بحاجة دائمة للدعم، إذ أنهم في الغالب لا قدرة لديهم لتغطية تكاليف المحصول، وزراعتهم وخاصة محصول القمح بحاجة دائمة للري عن طريق المحركات والأسمدة، وذلك يشكل عبء كبير على المزارعين، طبقاً لـ “الشمسي”.