دير الزور.. نقص في مخصصات الخبز ووسائل بدائية للتعويض
دير الزور – نورث برس
يواجه عبد الحميد الخضر (38عاماً)، وهو من سكان قرية سفيرة تحتاني نحو 12كم غربي دير الزور شرقي سوريا، صعوبة بتأمين مادة الخبز، لا سيما أنه يعيل أسرة مؤلفة من 10 أشخاص.
ويحتاج الرجل الذي يعمل سائقاً، لكميات كبيرة من الخبز، لذا يجد صعوبة في شراء الخبز السياحي لأن سعره غالٍ، ويقدّر حاجته منها بنحو 15 ألف ليرة سورية في اليوم، وهذا يفوق قدرته.
مخصصات غير كافية
تحاول فاطمة تأمين خبز عائلتها، فهي لا تدخر جهداً لإيجاد وسيلة أخرى في ظل نقص المخصصات التي تحصل عليها من المادة، فتشتري المرأة الطحين، لتخبز على يدها في المنزل.
وتشتكي فاطمة العلي (40عاماً) وهي من سكان بلدة محيميدة غربي دير الزور، من قلة مخصصات عائلتها من الخبز المدعوم.
ويعاني سكان الريف الغربي في دير الزور من نقص شديدة بمادة الخبز التي يتم توزيعها، من قبل “المناديب”.
تقول “العلي” لنورث برس، إنها تلجأ لتغطية النقص بـ”شراء الطحين بنحو 150 ألف ليرة سورية للكيس الواحد”، حيث يُوزّع الخبز في بلدتها مرتين في الأسبوع فقط، والمخصصات لا تسد احتياجات العائلة.
فتأمين الخبز بات من أولويات المرأة، التي وجدت نفسها المعيل للعائلة، ولأن دخلها محدود يشكل تأمينه عبئاً عليها، حيث تعمل في الخياطة، غير أن ذلك، يثقل كاهل المرأة التي تشتري بجزء كبير من دخلها مادة الطحين، بحسب ما ذهبت إليه في حديثها.
في حين تترتب عليها مصاريف أخرى، لا سيما في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار نتيجة انهيار قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.
ووصل سعر صرف الليرة إلى أكثر من 7 آلاف ليرة، مقابل الدولار الأميركي، في ظل تواصل تدهور قيمتها والتي أدت لتدني القدرة الشرائية للسكان، وتضخم كبير في الأسواق.
وتضيف “العلي” أنها تقدمت بالكثير من الشكاوى لتأمين مادة الخبز، وزيادة مخصصات عائلتها، لكن دون جدوى.
أيضاً تقدم حسين العبد الله، وهو من سكان قرية الحصان غربي دير الزور، بعدة شكاوى إلى مجلس المنطقة الغربية لزيادة كميات الطحين الموزع على الأفران في منطقته، كذلك الحال دون أي استجابة.
ويأمل الرجل من المعنيين بالأمر، أن “يقوموا بتوزيع الخبز على السكان كل يومين، لتخفيف المعاناة التي يتكبدونها، وخفض المصاريف التي يدفعوها لقاء تأمين النقص في المادة”.
إجراءات وحلول
ويعزو أصحاب أفران في منطقة محيميدة، سبب أزمة الخبز إلى قلة كمية الطحين، والتي لا تكفي لتغطية احتياجات المنطقة، وعلى الرغم من مطالباتهم بزيادة الكميات، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد.
من جانبه يؤكد ماهر العبد، وهو الرئيس المشارك لدائرة التموين في دير الزور، أنهم ” قاموا بتفعيل الرقابة الشديدة على أصحاب الأفران خلال الفترة الماضية، لمنع بيع الطحين واستبداله”.
وبعد شكاوى السكان خلال الفترة الماضية حول سوء جودة الخبز، وزعت الإدارة الذاتية في دير الزور الطحين من النوعية الجيدة، فيما لا تزال مشكلة قلته عالقة إلى الحين، بحسب سكان.
ويضيف “العبد” لنورث برس، أن “كميات الطحين من النوعية الجيدة “كافية”، وتبلغ كميات الطحين المخصص لدير الزور نحو 200 طن، من طحين (الزيرو)، موزعة على أربعة مناطق.
ويقول المسؤول إنهم خالفوا الكثير من الأفران، “وأتت المخالفات بنتائج جيدة من حيث تحسين جودة الخبز”، على حد قوله.
ووصلت المخالفات بحق الأفران المتلاعبة إلى 3 مليون ليرة، ويُشترط على صاحب الفرن الذي سُجّلت بحقه مخالفة الدفع لتسليمه المخصصات، وبعدها “لاحظنا التزام أصحاب الأفران”، بحسب المسؤول.
ويصل عدد الأفران في دير الزور إلى 186 فرناً في عموم المناطق، بحسب دائرة التموين في دير الزور.
ويشير “العبد” إلى أن مشكلة نقص “ستُحل بعد الانتهاء من عمليات الإحصاء، حيث سيتم توزيع الطحين للأفران بحسب الكثافة السكانية لأن المشكلة الحالية هي بسبب تباين الكثافة السكانية”.