دمشق- نورث برس
يبدي سمير إسماعيل (37 عاماً) قلقه من منزله الذي يقطنه في حي المزة بسبب الزلزال، خاصة أن الحي يقع ضمن منطقة سكن عشوائي (غير قانوني).
يوجد ضمن مدينة دمشق العديد من الأحياء العشوائية منها “المزة 86، والمزة خزان، والمزة جبل، وحي الورود، ووادي المشاريع، والتضامن، ونهر عيشة، والكباس” ، ويعتري المساكن هناك عيــوبٌ أهمهــا ضعــف السـلامة الإنشائية، وغيــاب التنظيـم، واكتــظاظ مبانيهـا.
“إسماعيل” ليس الشخص الوحيد الذي يعاني من حالة القلق إزاء منزله فهناك الآلاف ممن يسكنون تلك الأحياء.
يقول الرجل: “لم نكن قبل اليوم نفكر بخطورة اختيارنا لهذا السكن؛ فالأبنية قديمة جداً، فيما الأبنية الحديثة لا أعتقد أنها مبنية على معايير السلامة”.
فيما اتخذ مهند عديرة (40 عاماً) وعائلته سيارته, مكاناً للنوم منذ الهزة الأخيرة التي ضربت دمشق الاثنين الماضي.
يقول “عديرة” الذي يسكن مع عائلته في حي المزة 86 بدمشق، إنه “يمضي وقته في عمله فهو يعمل في إحدى الشركات الخاصة، وزوجته موظفة حكومية، بينما يبقى ولديهما عند عائلة زوجته فهم يسكنون في ساحة الهدى ومنزل العائلة أرضي”.

ويتساءل: “هل يعلم المعنيون ماذا سيكون مصير تلك العشوائيات، إذا ما حدث زلزال أقوى من الذي ضرب البلاد قبل 15 يوماً”، ليجيب مباشرة: “ستكون مأساة أشد من المأساة التي نعيشها اليوم، سيكون مصير جميع سكان تلك المناطق الموت”.
كذلك لم تخف منى الحجار(44 عاماً)، وهي من سكان حي المزة 86، حالة الخوف والقلق التي تسود حياتهم شأن أغلب سكان الحي، تقول إنها وعائلتها يعيشون في خوف وقلق مستمرين، خاصة مع الهزة القوية التي ضربت دمشق.
وتضيف “الحجار”: “كيف سنرجع لحياتنا الطبيعية؟.. فقد انقلبت حياتنا رأساً على عقب، حياتنا أصبحت عشوائية مثل هذه العشوائيات التي نعيش بها”.
وكانت العائلات في تلك الأحياء تنظم يومها حسب موعد عودة الكهرباء، وتنجز أعمالها المنزلية، محاولين الاستفادة من ساعة الكهرباء تلك، لكن اليوم تغير الحال بهم حيث تقضي المرأة وعائلتها وقتهم “في انتظار المجهول” على حد وصفها.
وتقول: “حتى لم نعد نطبخ، نأكل مما هو متوفر من مونة الشتاء أو سندويش، ونبقى في الشوارع عدا أوقات الظهيرة”.
فيما تقترح مها اليوسف (40 عاماً) وهي من سكان حي الورود، أن “تُخلى جميع المناطق العشوائية، وتبنى في الشوارع خيام للسكان، ريثما تهدأ الأوضاع”.