اللحوم البيضاء في القامشلي.. ارتفاع في الأسعار وغياب المسؤولية

القامشلي – نورث برس

يفكر شاكر بالمبلغ الذي سيترتب عليه، عند شراء فروجين لعائلته المؤلفة من 10 أشخاص، دون أن يتطرق لحساب باقي المواد الغذائية اللازمة لإعداد الطبخة.

ويقول شاكر حيدو (55 عاماً) من سكان القامشلي شمال شرقي سوريا، لنورث برس، إنه مجبر على أخذ فروجتين، فواحدة لا تكفي لعائلته، وكيلو الفروج وصل لـ14500 ليرة سورية، وبحسبة بسيطة سيتكلف “حيدو”، ما يقارب الـ60 ألف ليرة سورية، ثمناً للفروج.

ويتابع الرجل، الذي يعمل، بالمياومة، ولا يتعدى أجره اليومي 20 إلى 25 ألف ليرة سورية، حسبته، فمع المواد الغذائية الثانية لإعداد الطبخة، من زيت وأرز أو برغل، سيدفع 100 ألف ليرة، “فكيف سيتناسب مع ما أتقاضاه من أجر؟”.

وشهدت أسوق مدينة القامشلي، ارتفاعاً كبيراً في أسعار اللحوم البيضاء خلال الأيام القليلة الماضية.

ووصل سعر كيلو الفروج إلى 14 ألف ليرة سورية (نحو 2 دولار)، وسط شكاوٍ من السكان بسبب ضعف القدرة الشرائية.

ويقول ميسر محمود، صاحب محل لبيع الفروج في سوق القامشلي، إن “الأقبال على الشراء تراجع كثيراً بعدما وصل سعر الفروجة متوسطة الحجم إلى ما لا يقل عن 25 ألف ليرة”.

ويرجع السبب إلى أن التجار هم من يرفعون السعر، حيث قفز سعرها من 10 آلاف إلى 14 ألف ليرة في غضون آخر أسبوعين.

ويشير “محمود” في حديث لنورث برس، إلى أن “التجار يتحججون بأن ارتفاع الأسعار يعود لاستيراد الفروج، إذا ارتفع الطن الواحد إلى 1600 دولار بعد أن كان بـ1300 دولار”.

ويربط أصحاب محلات اللحوم في القامشلي، ارتفاع الأسعار بغلاء أسعار المواد الأخرى مثل الأكياس الذي وصل سعر الكيلو إلى 13 ألف ليرة، وجرة الغاز التي وصلت في السوق السوداء ما بين 70 – 75 ألف ليرة بالإضافة إلى أجور العمال.

ويعدد حسن جلال، صاحب مدجنة لتربية الفروج بريف القامشلي، الأسباب وراء ارتفاع أسعار الفروج، “شراء المازوت من سوق السوداء وغلاء سعر طن الفحم لتخفيف البرود إلى 375 ألف ليرة”.

ويضيف: “ما عدا ذلك، كل شيء نشتريه بالدولار مثل الأدوية والعلف والصيصان”.

ويعتمد الفروج على العرض والطلب، “قبل فترة تكبدنا خسارة كبيرة بسبب انخفاض السعر كون تكلفة تربية الفروج تصل أحياناً إلى 4 دولارات”.

ويشير “جلال”، إلى غياب الدعم عن قطاع الدواجن، ويتبع أصحاب المداجن إلى مديرية الثروة الحيوانية في القامشلي.

ويضيف صاحب المدجنة: “قطاعنا حر، نشتري كل شيء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة ولا يوجد أي دعم لنا ومجبرون على رفع الأسعار”.

إعداد: محمد الأومري – تحرير: قيس العبدالله