بعد التهديدات التركية زلزال.. محلات تجارية في كوباني تتوقف عن العمل
كوباني- نورث برس
اضطر أحمد إلى إغلاق محله لمدة أسبوع، كحال غالبية أصحاب المحال التجارية في مدينته، ممن أوقفوا أعمالهم، وهرعوا لإبعاد عائلاتهم عن خطر الزلزال.
بعد هدوء في الهزات الارتدادية وتراجع قوّتها، عاد الرجل لمتابعة حياته، إلا أن إعادة فتح المحل بعد ذلك لم ينفعه بسبب توقف حركة بيع وشراء الكماليات في المدينة جراء الزلزال.
أدى الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شهر شباط/ فبراير الجاري، إلى إغلاق أصحاب المحلات التجارية في كوباني، شمالي سوريا، محالهم، بسبب انشغال السكان بتداعيات الزلزال الذي أدى لتضرر العديد من المنازل في المدينة.
يقول أحمد كيكو (39 عاماً)، وهو صاحب محل بيع ألبسة وأحذية في مدينة كوباني، إن حركة البيع والشراء تراجعت سابقاً قبل نحو عام تقريباً، بسبب التهديدات التركية، وأن الزلزال تسبب بتوقف عملهم بشكل كامل.
ويضيف لنورث برس، أن أغلب أصحاب المحلات التجارية باتوا ينفقون أموالهم الخاصة (يصرفون من جيوبهم)، لأن محلاتهم لم تعد تدر دخلاً لهم.
ومحلات بيع المواد الغذائية هي الوحيدة التي تعمل حالياً، كون السكان يضطرون لشراء المواد الأساسية لتأمين معيشتهم اليومية، طبقاً لـ “كيكو”.
ويرى الرجل أن تضرر المنازل جراء الزلزال، وتخوف السكان من الهزات الارتدادية، جعلهم يعزفون عن التسوق.
فيما يقول مصطفى درويش (32 عاماً) وهو صاحب محل لبيع ألعاب الأطفال في كوباني، إن حركة البيع والشراء في الأسواق كانت متأثرة سلباً قبل الزلزال جراء التهديدات التركية بالحرب على المنطقة.
لكن، الزلزال أدى لانشغال الناس بتداعياته وأضراره، فساهم بضعف حركة البيع والشراء الضعيفة أصلاً، وفق ما يراه.
ويضيف، أن محلات بيع المواد الترفيهية مثل الألعاب والكماليات مثل الألبسة هي التي تأثرت أكثر من غيرها في هذه الفترة، لأن السكان باتوا يهتمون بتأمين طعامهم، وإعادة ترميم منازلهم، و”خاصة أن الوضع المادي للسكان سيء، والكل مهموم بمشاكل ما بعد الزلزال”.
ويشير، أن أصحاب المحلات التجارية تأثروا سلباً بالزلزال، “لأن الوضع الاقتصادي كان متردياً في السابق، وأن اضطرارهم لإغلاق محلاتهم في هذه الفترة زاد من تدهور أوضاعهم الاقتصادية”.
كذلك يرى عمر إبراهيم (21 عاماً) وهو صاحب محل بيع أدوات منزلية في كوباني، أن محلات بيع المواد الغذائية والخضار والأفران هي الوحيدة التي لا تزال تعمل بشكل مقبول بعد عشرة أيام من حدوث الزلزال.
ويشير الرجل، أن محلات بيع الأدوات المنزلية والألبسة والألعاب شبه متوقفة حالياً، لأن السكان مشغولون بتداعيات الزلزال ويقومون بترميم منازلهم، وترميم الجدران التي تهدمت.
بيد أن تسوق السكان لشراء الأدوات المنزلية والألبسة وغيرها من الكماليات تحتاج إلى راحة نفسية، وهو ما لا يتوفر لدى سكان تضرروا جراء الزلزال ويعيشون بقلق من تداعياته ومن احتمال حدوث المزيد من الهزات الارتدادية، طبقاً لـ “إبراهيم”.
وبين التهديدات التركية والكوارث الطبيعية، يرزح أصحاب محال تجارية في كوباني، ممن يعيلون أسرهم ويعتمدون بشكل أساسي على ما تدرُّه تجارتهم، في وقت يعاني غالبية السوريين ظروفاً اقتصادية صعبة، نتيجة تدهور قيمة الليرة السورية.