أحياء في الحسكة تعيش بظلام.. لا مولدات اشتراك والكهرباء النظامية غابت بسببها

الحسكة – نورث برس

لا يعلم سالم، السبب وراء إزالة مولدة كهرباء الاشتراك في الحي الذي يقطن فيه بالحسكة، ولكن كل ما يعلمه أن إزالتها وتسببها بانعدام الإنارة، زاد الطين بلة، إذ أدت لغياب الكهرباء النظامية أيضاً.

ولكن ما الرابط بين المولدات والكهرباء النظامية؟، يشرح سالم العويد (49 عاماً) من سكان حي غويران غربي، في حديث لنورث برس، “انعدام الإنارة ليلاً شجع اللصوص على سرقة أكبال محولة التيار الكهربائي النظامي، لنبقى دون كهرباء مطلقاً”.

ومعاناة “العويد” وعائلته المكونة من سبعة أفراد، كغيرهم من سكان الحي، لا تزال مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وأطلع المسؤول عن المولدة أصحاب الحي على بيان البلدية المتضمن الموافقة على إزالتها، “سلمنا للأمر الواقع وكنا نبقى في انتظار قدوم التيار الكهربائي النظامي من أجل الاستفادة منه للأغراض المنزلية، لكنه هو الآخر فقدناه”.

سرقات تتسبب بالظلام

وبات الظلام سيد المشهد في الحي، وشكل “فرصة كبيرة”، للصوص الذين سرقوا بداية أكبال الكهرباء، ليتجرأوا، كخطوة لاحقة، للدخول إلى المنازل وسرقتها، بحسب “العويد”.

واستشهد الرجل على ذلك بأنه “تم سرقة منزل في الحارة قبل عدة أيام، كما تم سرقة أحد محلات الحارة إضافة لمحاولات سرقة محلات أخرى”.

وشهدت مدينة الحسكة وريفها مطلع العام الحالي، قيام مجهولين بـ‘‘سرقة’’ الكثير من الكابلات ومحولات الكهرباء، ما تسبب بقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 1000 منزل، بحسب مكتب الطاقة في الجزيرة.

وفي وقت سابق، قال صلاح حسن، الرئيس المشارك لمكتب الطاقة في مدينة الحسكة، لنورث برس، إنه “بشكل عام تكون السرقات على حساب المواطنين وأيضاً محمولة غويران هناك سرقة 14 كبل فردي بطول 5 أمتار لكل كبل”.

وكان حسن قد أشار في تصريح سابق لنورث برس إن التعديات على الممتلكات العامة بلغت خسائرها أكثر من ربع مليون دولار، في الشهر الأول من عام 2023.

وأضاف حسن، أنهم استخدموا 7 آلاف متر من الأكبال لإعادة توصيل الكهرباء للمناطق التي تعرضت للسرقة في الحسكة.

يمنع الخروج ليلاً

ويتجنب حامد الخروج من منزله بعد الساعة السابعة مساءً، ويمنع عائلته أيضاً من ذلك، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الشارع معتم.

حامد محمد العلي (53 عاماً) من سكان حي غويران، وتتألف عائلته من 9 أفراد، يعاني هو أيضاً من انعدام مختلف وسائل الإنارة لديهم سواء مولدة الاشتراك أو التيار الكهربائي النظامي.

وتغيب الكهرباء بشكل كامل عن الشوارع المحيطة بمدرسة نعيم اللجي في حي غويران جنوب الحسكة.

يقول “العلي”:  “نحن في الحي تقريباً 300 منزل ومنذ ثلاثة أشهر بلا مولدة اشتراك بعدما قام صاحبها بإزالتها ونعاني من انعدام التيار الكهربائي”.

ويضف: “مع عدم وجود مولدة اشتراك كنا نضطر لأن نبقى لما بعد منتصف الليل في انتظار التيار الكهربائي النظامي من أجل تشغيل الأدوات الكهربائية المنزلية، ولكن سرقة أكبال المحولة الرئيسية للتيار الكهربائي في حارتنا، زاد من وضعنا سوءاً”.

بعض السكان “المقتدرين”، بحسب “العلي”، قاموا بشراء مولدات صغيرة تعمل على البنزين ولكنها ذات تكلفة عالية، “كل هدفهم هو شحن هواتفهم وإنارة منازلهم”.

وحمل “العلي” الجهات المعنية مسؤولية تأمين مستثمر من أجل وضع مولدة اشتراك وإصلاح وتمديد أكبال التيار الكهربائي النظامي.

وأعرب إسماعيل السالم (36 عاماً) من سكان حي كبابة شمال الحسكة، وتتألف عائلته من 4 أفراد، عن استعداده لدفع أسعار الاشتراك حتى ولو كان سعر الأمبير الواحد مرتفعاً، “ولكن شريطة أن نحصل على التيار الكهربائي(…) نحن من 6 أشهر نعيش في العتمة”.

ويعتمد ميزر حواس (44 عاماً) من سكان حي كبابة شمال الحسكة، وتتألف عائلته من 6 أفراد، على الشموع والليزرات من أجل إنارة منزله.

وفي بعض الأحيان يلجأ “حواس” لمدِّ خط من مولدة جاره لشحن البطارية والتمكن من إنارة المنزل بالليزر.

وتتواجد في مدينة الحسكة نحو 630 مولدة اشتراك في القسمين الشمالي والجنوبي من المدينة، لتغطية مختلف أحياء الحسكة بكهرباء الاشتراك.

لا مستثمرين

ويحتاج حي غويران لـ6 مولدات اشتراك، بحسب أحمد محمد سليمان عضو لجنة المولدات في البلدية الجنوبية بالحسكة، “ولكن للأسف ليس هناك مستثمرون”.

من جانبها قالت الرئيسة المشاركة للجنة المولدات في البلدية الغربية في الحسكة روكن خضر، إن “قرارات الإزالة تتم أصولاً، لكن ما نعانيه هو عدم وجود مستثمرين ليشغلوا المناطق التي بحاجة لمولدات اشتراك ومنها مناطق في حي كبابة”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: قيس العبدالله