محطة ميدان إكبس للقطارات.. نقطة ربط بغداد بأوروبا سرقت تركيا والمعارضة محتوياتها وحوّلتها لسجن
عفرين – نورث برس
شهدت سنوات الحرب السورية دماراً كبيراً طال البنى التحتية، ومن ضمنها خطوط السكك الحديدية السورية، وبخاصة ضمن مناطق سيطرة تركيا، في شمالي سوريا، حيث جرى تفكيك أجزاء كبيرة منها وبيعها، فيما استعمل الخشب كحطب تدفئة.
مصادر إعلامية كانت أكدت سابقاً سرقة العديد من السكك الحديدية من خلال تفكيكها ونقلها للداخل التركي، إضافة لتدمير عدد كبير من محطات القطار التي تتوزع في العديد من مناطق الشمال.
ومن هذه المحطات التي تعرضت لتخريب وتدمير ممنهج، محطة ميدان إكبس التاريخية في ريف عفرين، التي يعود تاريخ بناءها لعام 1908، حيث بنيت من قبل الألمان في إطار مشروع قطار الشرق السريع الذي يربط برلين ببغداد.
إبراهيم حسين حمادة، مهندس في مديرية السكك الحديدية في حلب، قال لـ"نورث برس" إن محطة ميدان إكبس لها رمزية كبيرة، ليس فقط كونها تضم أحد أهم وأقدم محطات القطار في الشرق الأوسط وأجملها من حيث الموقع والطراز المعماري، بل من حيث الموقع الجغرافي، إذ أن ميدان إكبس ومحطتها تعتبر أقصى نقطة في الشمال السوري.
وأضاف حمادة بأن "التخريب الذي طال معالم المحطة كان كارثياً وصادماً وهذا أمر تتحمل مسؤوليته تركيا، والميليشيات العاملة تحت إمرتها".
وأشار إلى الأهمية التاريخية والسياحية الكبيرة للمحطة، من خلال قوله: "من هذه المحطة كان المسافرون يتجهون غرباً نحو أوروبا وشرقاً نحو إيران وأذربيجان ناهيك، عن المشاهد الطبيعية الخلابة التي تحيط بالمحطة، سواء النهر الأسود أو جبال راجو الساحرة أو حتى جبال الأمانوس في لواء اسكندرون المغتصب، التي تشاهد بوضوح من موقع المحطة".
الكثير من معالم المحطة وبُناها التحتية تم تدميرها وإزالتها، فيما حوَّلت الفصائل المسلحة التابعة لتركيا بعض أبنيتها لسجون، تحوي المئات من المعتقلين من أبناء منطقة عفرين، وفق ما أكده سكانٌ محليون لـ"نورث برس".
وقال رشيد مصطفى من سكان ميدان إكبس، والذي يقيم في مدينة حلب لـ"نورث برس"، إن "الجمال الذي كنت تشاهده في فسحات المحطة وفي مقطورات القطار القديمة والأبنية المنشأة على النمط الألماني تحديداً، تحول لرعب بالنسبة للمدنيين في عفرين، بفعل هذه الأبنية التي تحوّلت لسجون وغرف تعذيب، يعاني فيها الكثير من اعتداء وانتهاك وظلم الاستخبارات التركية والفصائل المسلحة الإسلامية التابعة لها".
ويضيف مصطفى قائلاً: "الكثير من معارفي وأقاربي داخل تلك المعتقلات، نقلوا لنا الظروف السيئة والقاسية التي كانوا يكابدونها داخل أبنية محطة القطارات في ميدان إكبس".
فيما قالت سيدة عرَّفت عن نفسها باسم "نعمة علي" من أهالي ميدان إكبس لـ"نورث برس: "الخط الحديدي الواصل بين ميدان اكبس وراجو جرى تفكيك معظمه، على يد الفصائل المسلحة التي نهبت كل ما يمكن بيعه وسرقته من المحطة والسكة الحديدية".
وتردف بأنها شاهدت مع سكان منطقتها، عدداً من الحرائق المتصاعدة من أبنية المحطة، مناشدة في الوقت ذاته العالم، لـ"حماية هذا الإرث الحضاري المميز".
ولا يزال التخريب مستمراً في عفرين بشكل مشابه للتخريب الممنهج، الذي طال خطوط السكك الحديدية وبناها التحتية في شمال سوريا، من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها التي عملت على تخريب ونهب والاستيلاء على ممتلكات الأهالي والمرافق العامة.