الحسكة – نورث برس
يسرح محمد بقطيع من الماشية التي يمتلكها على أطراف الطريق الواصل بين قريتي شموكة والخريطة بين مدينة الحسكة وبلدة تل تمر، شمال شرقي سوريا، من أجل إطعامها ما تيسر من الأعشاب.
يمتلك محمد حسن عزيز (38 عاماً)، وتتألف عائلته من 6 أفراد، وهو من سكان ريف الحسكة الجنوبي، 39 رأساً من الأغنام بعدما كانت 100 رأس العام الماضي.
ومنذ العام الماضي وعلى فترات، يضطر “عزيز” لبيع عدد من رؤوس الماشية لديه، ليجد نفسه هذا العام قد باع أكثر من نصف قطيعه.
وما يقوم به “عزيز”، هو في سبيل إطعام الماشية المتبقية لديه، فمن ثمن التي يبيعها يشتري العلف، وكل ذلك نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة العامين الماضيين، بالإضافة لارتفاع تكاليف الأعلاف.
ويقول “عزيز” لنورث برس: “ارتفعت أسعار الأعلاف، كيلو غرام التبن وصل لنحو 375 ليرة، والشعير لثلاثة آلاف ليرة”.
وكل رأس من الأغنام يستهلك يومياً 3 كيلو من الشعير وضعفيه من التبن، وبحسبة سريعة، يقول الرجل إنه يتكلف شهرياً خمسة ملايين ليرة ثمن علف لأغنامه.
ورغم هطول الأمطار خلال الفترة القريبة الماضية، إلا أن نتائجها على المساحات المزروعة ونمو الأعشاب لا يظهر إلا بعد عشرة أيام أو 25 يوماً على أبعد تقدير، وهذا ما يبقي مربي الماشية في حيرة من أمرهم.
تكاليف مرتفعة
يقول “عزيز”: “تكاليف رعاية الماشية خلال فترة فصل الشتاء مرتفعة جداً”، وكان الرجل سجل لدى مديرية الزراعة من أجل استلام الأعلاف “لكني لم أحصل على شيء بعد”.
وللتخفيف من أعباء شراء الأعلاف، “أقوم بإخراج الأغنام إلى البرية لترعى من على أطراف الطرقات، وبذلك أقلل ولو بشكل بسيط من ثمن الأعلاف”.
لكن حمود عبدالباقي محمد (49 عاماُ)، وهو نازح من ريف زركان ويسكن في قرية تل غزال فوقاني بريف الحسكة الشمالي، كان حاله أفضل من سابقه، إذ استطاع الحصول على كمية من الأعلاف من خلال مديرية الزراعة.
وانخفض عدد القطيع لدى “محمد” عن العام الماضي إلى النصف، إذ يملك الآن 200 رأس من الأغنام، ورغم استلامه كميات من الأعلاف إلا أنه سيضطر لبيع 100 رأس أخرى من أجل إطعام بقية القطيع.
وقال لنورث برس: “نحصل على نحو 10 كيلو غرام من النخالة لكل رأس من الأغنام في مدة تتراوح بين 5 إلى 6 أشهر ولمرة واحدة”، ولهذا السبب يكتفي “محمد” بتقديم التبن فقط للقطيع “من أجل إبقاءها على قيد الحياة. لم نعد نملك القدرة على رعاية الأغنام”.
ويضيف: “يهلك عدد من القطيع بشكل دوري نتيجة الجوع، في الوقت الذي ينعدم فيه الدعم المطلوب تقديمه من قبل الزراعة”.
مهددة بالانقراض
يشير “محمد” إلى أن الأمطار أثرت على الموسم الزراعي، “لذلك قمنا بضمان أراضٍ زراعية مروية بمبالغ باهظة لإطعام الماشية. نحصل على كميات ضئيلة من التبن بسعر 750 ليرة في حين ان كيلو التبن يصل لنحو 1900 ليرة من السوق الحرة”.
ويحمل “محمد” مديرية الزراعة والثروة الحيوانية والمنظمات العاملة في المنطقة، مسؤولية تقديم الدعم لمربي الماشية، “إذا لم نحصل على دعم ولم يكرمنا الله بالأمطار فإن الثروة الحيوانية ستنقرض”.
ويرجع علاء الدين عيسو الإداري في مركز أعلاف الحسكة، قلة كمية التبن والنخالة التي يتم توزيعها على مربي الماشية إلى الكمية المتوفرة.
ويقول: “نحصل على العلف الناتج من طحن الحبوب، أي مخلفات الحبوب التي ترد من مطحنة الحسكة العامة إلى جانب وجود مطحنتي الأصدقاء والصالحية اللتين تزودان المركز بكميات من العلف في بعض الأحيان”.
ويحتاج كل رأس من الماشية إلى 10 كيلو من مادة النخالة ومن مخلفات القطن ويتم تقديمها بسعر 750 ليرة، بحسب المسؤول.
وحول المراكز الموجودة في مقاطعة الحسكة، يقول “عيسو”: “هناك مركز واحد ضمن مقاطعة الحسكة ويوزع على مناطق وبلدات ونواحي تل بيدر والتوينة وتل طويل وصفيا ورد شقرا والهول والشدادي وجبل كزوان وام مدفع والعريشة ومخروم”.
وتبلغ أعداد الماشية في المقاطعة ضمن البلدات المحددة بنسبة تتراوح بين 2.5 لنحو 2.8 مليون من الغنم والماعز ونحو 11 راس بقر، في حين تبلغ أعداد الجمال والجواميس والخيول نحو 4.5 ألف رأس وذلك بحسب الإحصاء الأخير للجنة الثروة الحيوانية.