كيف ساهمت الإدارة الذاتية في مساعدة المناطق المنكوبة من الزلزال؟
القامشلي- نورث برس
أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أمس الأربعاء، عن إرسال 100 صهريج من المحرقات إلى مدينة حلب المنكوبة الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية عبر معبر التايهة.
وجاء ذلك في تصريح صحفي للرئيس المشارك للإدارة العامة للمحروقات في الإدارة الذاتية صادق الخلف.
وكانت الإدارة الذاتية طالبت الثلاثاء الماضي، المجتمع الدولي بالضغط على جميع الأطراف لفتح المعابر لدخول المساعدات إلى المناطق المنكوبة جراء الزلزال.
ودعت خلال بيان أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة القامشلي، إلى السماح للمساعدات المقدمة من مناطقها بالدخول وإيصالها إلى المتضررين.
ومنذ لحظة الزلزال الذي ضرب سوريا في السادس من هذا الشهر، تعلن الإدارة الذاتية عن استعدادها في دعم جميع المناطق المنكوبة من سوريا دون استثناء.
وفي اليوم الثاني من الزلزال، دعت الرئيسة المشاركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، بيريفان خالد، عبر تغريدة على حسابها في “تويتر”، الأمم المتحدة إلى ضرورة تقديم التسهيلات والدعم “وسط الحصار الذي نعانيه في شمال شرقي سوريا”.
كما دعت إلى “فتح المعابر الحدودية على رأسها معبر تل كوجر – اليعربية واعتبار ما حصل حالة استثنائية تستوجب تحركاً فورياً وفق المهام والمسؤوليات الإنسانية”.
وفجر السادس من شباط/ فبراير الجاري، ضرب زلزال بقوة 7.7 على مقياس ريختر، عدداً من المدن والمناطق السورية، خلف آلاف الضحايا وأسفر عن انهيار عشرات المباني.
ووفقاً لآخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة في الحكومة السورية، بلغ عدد الوفيات 1.414 شخصاً والإصابات 2.357، بينما بلغ عدد الوفيات في مناطق شمال غربي البلاد، حيث تسيطر المعارضة، 2274 والإصابات 12400، وفقاً لمنظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء).
في حين كانت مناطق الإدارة الذاتية قد سجلت وفاة 6 أشخاص وإصابة 65 آخرين جراء الزلزال.
تسهيلات الإدارة الذاتية
أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أمس الأربعاء، أنها سهلت حتى الآن دخول 145شاحنة من المساعدات الإنسانية مقدمة من سكان وعشائر المنطقة للمنكوبين في شمال غربي سوريا.
منذ بداية الزلزال وحتى أمس، دخلت “60 شاحنة من معبر أم جلود و 85 من معبر عون الدادات”.
كما سيرت الاثنين الماضي، منظمة أطباء بلا حدود شاحنة مساعدات، عبر معبر أم جلود بمنبج، باتجاه شمال غربي سوريا.
وهذه الشاحنة هي الأولى التي تعبر بتسهيل من الإدارة الذاتية، وتحوي أدوية ومواد إغاثية لمساعدة منكوبي الزلزال في شمال غربي البلاد.

مساعدات الإدارة الذاتية للمناطق السورية المتضررة إثر الزلازل – الصفحة الرسمية للإدارة الذاتية
وقبل يومين جددت الإدارة الذاتية، استعدادها التام لتقديم الدعم للمناطق المتضررة بسبب الزلزال الذي ضرب مناطق مختلفة من البلاد.
وقالت في بيان، إن “أبوابها مفتوحة أمام الجميع” لتقديم أي مساهمة في مجال الصحة والمستشفيات والرعاية، واستقبال المتضررين من خارج مناطقها”.
وأعلنت أمس، عن إرسالها 100 صهريج من المازوت إلى المناطق المنكوبة في حلب.
وفي وقت سابق، قالت عبير خالد الرئيسة المشاركة لإدارة المحروقات في الإدارة الذاتية، لنورث برس، قرار إرسال المازوت جاء “كدعم أولي لجهود الإغاثة في تلك المناطق”.
مساعدات الهلال الأحمر الكردي
ومطلع الأسبوع أرسل الهلال الأحمر الكردي قافلة أخرى من المساعدات لمنكوبي الزلازل في حي شيخ مقصود بمدينة حلب شمالي سوريا.
ووفقاً للإداري في الهلال الأحمر الكردي أحمد إبراهيم، “قافلة المساعدات الثانية لحي شيخ مقصود، تضمنت مسعفين ومخدرين وسيارات إسعاف وأطباء، وبالنسبة للمواد الإغاثية تضمنت مواد غذائية وأغطية وبطانيات وشوادر واحتياجات أخرى للمتضررين”.
وذكر إبراهيم لنورث برس، أن كمية المساعدات عبارة عن حمولة قاطرتين كبيرتين وسيارة شحن من نوع (أنتر).
هذا وأرسل الهلال الأحمر الكردي القافلة الأولى من المساعدات الطبية والإغاثية إلى حي الشيخ مقصود الخميس الماضي.
بدوره، أعرب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن تعازيه وتعاطفه مع ذوي ضحايا الزلزال في كافة الأراضي السورية، وأعلن عن “استعدادهم لمد يد العون والمساعدة”.
فيما أشارت إلهام أحمد، رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس التنفيذي في مجلس سوريا الديمقراطية، إلى أن “التضامن الإقليمي والدولي ضرورة ملحة لمساعدة المتضررين”.
كما شدد بدران جيا كرد، الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، على استنفار كافة طاقاتهم لمساعدة المتضررين في المناطق المنكوبة.
وشدد جيا كرد على “جاهزيتهم لتسهيل استقبال الجرحى والمتضررين من أي منطقة سورية”.
كما أطلقت الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، شمال شرقي سوريا، قبل أيام، حملة لجمع التبرعات للمناطق المنكوبة حملت عنوان “معاً من أجل الإنسانية”.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في ملعب 12 آذار بمدينة القامشلي، حيث دعا حكمت حبيب، الرئيس المشارك للمجلس التشريعي في إقليم الجزيرة، السكان للتبرع عبر خيم الإيواء التي تم تشييدها في جميع المدن والبلدات.
عراقيل تواجه دخول المساعدات
تحدثت تقارير صحفية أن الإدارة الذاتية تواجه عراقيلاً في إيصال ما تريده من المساعدات الإنسانية “المحروقات والمواد الإغاثية” إلى المناطق المنكوبة، سواء تلك الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية أو ضمن سيطرة المعارضة.
ولا تزال الصهاريج المحملة بالمحروقات التي أرسلتها الإدارة الذاتية في الثامن من شباط/ فبراير الجاري، إلى معبر أم جلود في مدينة منبج، لتصل إلى المناطق المنكوبة، تنتظر العبور حتى الآن.

مساعدات الإدارة الذاتية التي تنتظر العبور إلى مناطق شمال غربي سوريا
وكان مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، أكد في تصريح صحفي لموقع “المدن”، أن “تركيا ترفض بشكل قاطع دخول القافلة”.
وأضاف عبد الرحمن أن “القائمين على المعبر من الفصائل المدعومة من تركيا لا قرار لهم في هذا السياق، ويخشون أن تؤدي موافقتهم على دخولها إلى تصفيتهم من قبل المخابرات التركية أو اعتقالهم”.
إلى ذلك تحدثت مصادر لنورث برس، عن “تخوف ناشطين من الحديث عن رغبتهم بإدخال المساعدات الإنسانية المقدمة من مناطق الإدارة الذاتية إلى شمال غربي سوريا، بعد تهديدات من قبل أشخاص يتبعون لفصائل معارضة موالية لتركيا”.