كوباني.. منازل متضررة وسكان لا قدرة لديهم على الترميم أو البناء

كوباني- نورث برس

اضطر بكري، إلى ترميم منزله بشكل جزئي بعد تضرره من الزلزال الأخير، رغم ضعف الحال الذي يعانيه، إلا أن الرجل وجد نفسه مجبراً حتى لا تظل عائلته دون مأوى.

بكري حمي (48 عاما) وهو من سكان حي الشهيد سرحد بمدينة كوباني، لديه سبعة  أطفال، بدأ بترميم وسد الفجوات في أحد غرفه المعيشية، بعد أن جلب كيس من الأسمنت ومواد بناء، حيث ساعده أفراد أسرته على هذا الترميم المؤقت.

ويطالب سكان مدينة كوباني الذين تضررت منازلهم بسبب الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة بتعويضهم، ليتمكنوا من إعادة إعمار منازلهم.

ويرى سكان أن الزلزال الأخير أدى لهدم المنازل التي كانت متضررة أصلاً من الحرب داعش على كوباني نهاية عام 2014 وبداية عام 2015.

يقول “حمي”، إنه عندما دخلت “داعش” المدينة، تهدمت المنازل بشكل كبير، وخاصة حي الشهيد سرحد، بسبب كثافة القذائف المتساقطة فوق الحي خلال الحرب.

ويضيف، أن القتال والحرب أدى لتضرر المنازل منذ ذلك الوقت، وجاء الزلزال الأخير ليأتي على ما تبقى من تلك المنازل.

وسيقوم الرجل بهدم غرفة في الطابق الثاني من منزله، بسبب وجود تشققات فيه من أربع جهات، بمساعدة البلدية، وسيرمم غرفة في الطابق الأرضي بمنزله، بشكل مؤقت لأنه مضطر لذلك، على حد قوله.

ونتيجة تضرر منزله اضطر للخروج منه والسكن مؤقتاً لثلاثة أيام في خيم الإيواء، إلا أن ذلك لا يعتبر حلاً في ظل الطقس البارد، كما أن الخيم لا تستطيع إيواء جميع السكان الذين خرجوا من منازلهم، بسبب كثرة أعدادهم.

ويناشد “حمي”، الدول لتقديم مساعدات لهم بتقديم مواد البناء لإعادة ترميم وبناء منازلهم، إذ يرمم الرجل منزله مؤقتاً بنفسه لأنه لا توجد لديه أية إمكانيات لدفع النقود لعامل مختص.

ويقول إنهم “ليسوا بحاجة إلى مواد إغاثية لأنهم يسكنون في منازلهم وتتوفر الاحتياجات الغذائية لديهم”.

ولكن “ترميم المنازل يعتبر مكلفاً ولا يستطيعون إعادة إعمارها أو ترميمها بمفردهم، في ظل ضعف الإمكانيات المادية لديهم”.

ويؤيد أكرم علي (31 عاماً) وهو من سكان كوباني سابقه، بأن السكان باتوا لا يستطيعون إعادة إعمار منازلهم بأنفسهم، لأن المنازل تهدمت بسبب الزلزال بشكل كامل.

ويقول إن “هذه المنازل تضررت أصلاً سابقاً أثناء الحرب على كوباني، فقام السكان بترميمها وفق إمكانياتهم وبطريقة (تماشية حال) ليسكنوها”.

ويطالب ” علي” شأنه شأن جميع المتضررين من الزلزال، “الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية بمساعدتهم عبر تقديم مواد البناء من الحديد،  أوالبلوك، أوالأسمنت، كي يستطيعوا ترميم منازلهم والسكن فيها وتدبير أمورهم”.

ويرى الثلاثيني أن “الإقامة في الخيم ليس حلاً، وإنما الحل في إعادة إعمار هذه المنازل المتضررة”.

وعن المنازل المتضررة يذكر أحمد كنو عطو (50 عاماً) وهو من سكان حي الشهيد سرحد بمدينة كوباني، أن نحو 50 منزلاً في الحي الذي يقطنه (حي الشهيد سرحد) تضرر من الزلزال بشكل كبير.

“منزله تهدم بشكل كامل وسيتم إزالته من قبل البلدية بسبب تشقق وانهيار جدرانه وتهدم أساساته، وكان قد رممه بعد غزو “داعش” بنفسه، لكنه الآن يحتاج إلى دعم في ظل ارتفاع أسعار مواد البناء التي تباع بالدولار”.

ويضيف “عطو” لنورث برس، أنهم “ليسوا بحاجة إلى مواد إغاثية، بل يحتاجون إلى مساعدتهم لإعادة إعمار منازلهم، خاصة أن لجنة تقييم سلامة المباني قررت إزالة منزله بالكامل”.

ويرى أن “مساعدتهم في تقديم مواد البناء أو دعم مادي لهم سيكون حلاً لإعادة بناء منازلهم  المتهدمة، حيث يتراوح تكلفة بناء ثلاثة غرف ما بين خمسة وعشرة آلاف دولار، وهو ما يفوق قدراته وطاقته”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان