اللاجئون في مخيم "برد رش" يزاولون العمل بغية تأمين مستلزمات العيش
دهوك – NPA
بعد مضي قرابة شهرين من لجوء ما يقارب /11/ ألف من سكان مناطق العمليات العسكرية في شمال شرقي سوريا إلى مخيم "بردا رش" بإقليم كردستان العراق، ضاقت بهم سبل العيش، فبدأوا بمزاولة العمل داخل المخيم، وذلك لتأمين مستلزمات الحياة.
بعض اللاجئين يمارسون أعمالاً من قبيل بيع المواد الغذائية والخضار والخبز في وسط المخيم، وذلك من خلال تأسيس حوانيت من الخيم القديمة، أو بوضع بسطات في الشارع.
ويقف اللاجئ صالح طاهر (45 عاماً) من مدينة سري كانيه / رأس العين، أمام طاولة بجانب حانوته المصنوع من الخيم القديمة، طوال ساعات النهار، وهو يبيع المواد الغذائية ومواد التنظيف، ويقول طاهر "هربت من بلدتي، ولم أكن أحمل النقود، وهنا لا يقدمون كل ما يلزم للعيش، لذا أضطر للعمل"
كما يرافق صالح أربعة أطفال وزوجة تعينه في العمل، وتعاني في الوقت ذاته، من مرض عضال ومستعصٍ هو "تشكّل أكياس ماء على الدماغ" وفق شرح أطباء لهم.
وتقول زوجة صالح "لقد أثر المرض على الشبكية في عيني اليسرى، كما لا يوجد الدواء في المخيم، وعلينا العمل لتأمين ثمن الدواء".
كذلك تتنوع الأعمال التي يزاولوها اللاجئون داخل المخيم، فمنهم من اختار بيع الخضار، ومنهم من اختار بيع الحلويات، ومنهم من اختار بيع الأشياء الكمالية كالمسابح والهواتف.
دفعت الظروف جميل عثمان للتجول وسط شوارع المخيم، وبيده بضع من المسابح الملونة المصنوعة من مادة البلاستيك، فيبيع الواحدة بـ/ 1000 / دينار عراقي، وهي أرخص أنواع المسابح على حد قوله.
ولجأ جميل عثمان )55 عاماً(، من قرى الدرباسية القريبة من الشريط الحدودي مع الجانب التركي، إلى مخيم "بردا رش" وذلك خوفا من استهداف الجيش التركي لقريتهم.
ويبيع عثمان إضافة للمسابح، المعاطف الشتوية أيضا، فيحملها على كتفه ويتجول وسط المخيم، ويقول لـ"نورث برس": "إنني أبيع المسابح الرخيصة، لأن الناس هنا فقراء، كما أبيع المعاطف الشتوية المستعملة، وهي أيضا رخيصة".
ويبيع عثمان وسطيا /8/ مسابح خلال يوم، ويحصي عثمان غلته قائلا" أربح من بيع كل مسبحة /250/ ديناراً عراقياً؛ أي أستفيد في نهاية النهار ما قدره/ 2000 / دينار فقط، وهذا المبلغ يكفي لشراء الخبز فقط".
كذلك يزاول بعض أطفال المخيم الأعمال الخفيفة؛ لمساعدة أسرهم في تأمين مستلزمات العيش، ويبيع أغلب الأطفال الخبز وسط المخيم، ويقدر أعداد الأطفال الذين يبيعون الخبز بـ/50/ طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين /7 – 15/ عاماً.
ويضطر أغلب اللاجئين في مخيم "برد رش" للبقاء والعمل في المخيم؛ بسبب الشروط التي وضعتها إدارة المخيم للخروج، وتُحتّم الشروط على اللاجئ الذي يحتاج لكفيل تكون كنيته متطابقة مع كنية اللاجئ ليستطيع الخروج, والأمر لم يتوفر لدى الكثيرين، فاضطروا البقاء والعمل في المخيم.