أهالي رأس العين.. بين النزوح اليومي وافتقارهم لأبسط مقومات الحياة
الشدادي- باسم شويخ- NPA
إثرَ العملية العسكرية التي قامت بها تركيا مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها ، تهجّر آلاف المدنيين من مناطقهم، ولا سيما المناطق الحدودية كرأس العين / سري كانيه وتل أبيض / كري سبي, بحثاً عن ملاذٍ آمن يحميهم من برد الشتاء، تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم وأرزاقهم.
نزحت بعض العائلات من مدينة رأس العين / سري كانيه إلى مدينة الشدادي، حيث تعيش العوائل ظروفاً معيشية صعبة، فجّلهم خرجوا من منازلهم بالثياب التي يرتدونها فقط، نتيجة حدّة القصف التركي على المنطقة.
وأوضح حمادي خلف الدغّيم، وهو نازح من رأس العين/سري كانيه إلى مدينة الشدادي لـ"نورث برس" أن القوات التركية قصفت المدينة عشوائياً دون تمييز, ليضطر للنزوح إلى الشدادي، بحثاً عن مكانٍ يأويهم، هاربين حُفاةٍ عراة, دون أن يحملوا معهم أي غرض.
وأشار الدغيم إلى أنهم يعيشون ظروفاً معيشيةً صعبة, تفتقر لكل مقومات الحياة ووسائل التدفئة, منوهاً إلى أنه لم تُقّدم لهم أيةُ مساعدة, حتى أن بعضهم لم يجدوا مكاناً يأويهم, على حد تعبيره.
واتفق محمود الدغيم مع سابقه حول أن سبب نزوحهم هو القصف الذي طال المدينة من قبل فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا وارتكابهم المجازر بحق الأهالي.
ونوّه محمود إلى أنهم يفتقرون لجميع مقومات الحياة في مدينة الشدادي، في ظل غياب دعم المنظمات الإنسانية، قائلاً: "تقوم المنظمات بتوزيع المساعدات على الأثرياء، الذين لا يحتاجون المساعدات، أمّا بالنسبة للفقراء أمثالنا لم تُقدم لهم أية مساعدة".
فيما أضاف محمود "نريد أن نعرف ما هو مصيرنا، ويجب مساعدتنا مثلما يتم توزيع المساعدات على الأهالي القاطنين في المخيمات، لأن حالنا كحالهم".
وأكد محمود في معرض حديثه أنهم لا يستطيعون العودة إلى منازلهم, "خوفاً من الذبح والقتل على يد القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها", على حد تعبيره.
وبذات الصدد قالت يازي حسون, نازحة من رأس العين/ سري كانيه، والتي حطّت بها رحال التهجير في الشداي "نعيش ظروفاً معيشية صعبة هنا، ولا نملك المال لشراء حاجاتنا اليومية".
وبين النزوح والاستقرار المؤقت، مسافةٌ كبيرةٌ من الألم، يعتصر قلب متجرعيها مع بداية كل يومٍ، فيما المنظمات الدولية لا تزال بعيدةً عن هذه المأساة التي بلغ عددها أكثر من /350/ ألف نازحٍ.