مرافق الرقة الحيوية لا تزال معطّلة وسط إهمال حكومي عقب انتهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية”

الرقة – سام الأحمد – NPA

 

لا يزال الدمار والخراب يُشاهد في معظم المرافق الحيوية والمنشآت الاستراتيجية ومعظم البنى التحتية في مناطق الرقة والأرياف المتصلة بها من حلب ودير الزور، التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية.

 

حيث مرّ أكثر من سنتين على انتهاء وجود وسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" في هذه المناطق، والتي استخدمت هذه المرافق العامة كمقرات ومستودعات أسلحة، تم استهدافها لاحقاً من قبل التحالف الدولي والطيران الروسي.

 

وفي جولة لـ"نورث برس" على المرافق الحيوية الأساسية في المنطقة، قال المهندس السابق في معمل السكر الذي يقع على طريق مسكنة بالقرب من الرقة، محمد عبيد الجاسم: "تصل الكلفة الأولية لإعادة تأهيل معمل السكر والذي كان الأضخم في شمال سوريا وشرقها إلى أكثر من /20/ مليون دولار".

 

وأضاف أن الحكومة تواجه عقبات كبيرة لإصلاحها أهمها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وعدم إمكانية استقدام شركات غربية لإجراء صيانة للمعمل الذي تعرض لتدمير كبير، وجراء تخريب وتعطيل آلاته إبان سيطرة تنظيم "داعش".

 

ويمكن مشاهدة آثار المعارك وشدة القصف على الجسور وصوامع الحبوب والمعامل وحتى الأبنية المدرسية في المنطقة، إذ قال يوسف الحسين، وهو مواطن من بلدة "دبسي عفنان" في الريف الغربي للرقة، إن التنظيم كان يتعمّد إبقاء آلياته وأسلحته داخل المرافق العامة وحتى صوامع الحبوب، واستهداف تلك الآليات والأسلحة أدى لدمار كبير بهذه المرافق.

 

وأضاف الحسين، "التنظيم كان يتقصّد تخريب هذه المنشآت التي تخدم مناطقنا، على ما يبدو كان له أهداف لا نعلمها من هذا التدمير الممنهج".

 

معامل إسمنت، محطات كهربائية، جسور حيوية، مراكز ثقافية وإضافة لصوامع الحبوب والطرقات الحيوية، أغلب هذه البنى التحتية والمرافق نالت نصيبها بشكل وافر من تبعات الحرب وآثارها المدمرة.

 

وعانى سكان أرياف الرقة منها الكثير، حيث قال فهد عمر الشمري، وهو من سكان بلدة معدان التي تقع على الحدود الإدارية للرقة مع دير الزور، "نحن بحاجة لاهتمام أكبر من قبل المسؤولين والجهات الحكومية في سوريا فالخدمات المقدمة غير كافية وهي لا تخدم كل المناطق، وهي بحاجة لإعادة إعمار حقيقي وليس إعمار إسعافي لا يراعي متطلباتنا واحتياجاتنا".

 

وأضاف أنهم حصلوا على بعض المساعدات من الحكومة السورية، لكنها كانت المستوى المطلوب الذي يسد حاجيات المنطقة.

 

وتتواصل الحياة في أرياف الرقة بصعوباتها، فالأوضاع الاقتصادية المتقلبة والعملية العسكرية التركية في الشمال السوري، إضافة لغياب خطط تنموية واضحة للحكومة السورية، عوامل تُأخّر من استقرار هذه المناطق من الناحية المعيشية والاقتصادية.