عمليات “داعش” الأخيرة قرار تنظيمي وليست عمليات فردية

القامشلي – نورث برس

رأى مراقبون أنَّ العمليات الأخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا والعراق هي قرار تنظيمي مركزي باستعادة الأنشطة وليست مجرد عمليات فردية.

وكثفت خلايا تنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً عملياتها شمال شرقي سوريا، أعنفها كانت الأسبوع الماضي في هجوم استهدف مقراً عسكرياً لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” في مدينة الرقة، تزامنت مع عمليات مكثفة بريف دير الزور.

إلى ذلك نفذت خلايا التنظيم هجمات بمدينة كركوك في العراق ومصر والعاصمة الأفغانية كابول.

وحول هذه الهجمات المكثفة، صرح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، عمرو عبد المنعم، لصحيفة الشرق الأوسط، أنَّ هذه الهجمات جاءت بأوامر من القيادة العليا الجديدة للتنظيم.

وأعلن تنظيم “داعش” في الـ30 من تشرين الثاني/نوفمبر مقتل زعيمه “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، و تعيين “أبو الحسين الحسيني القرشي” زعيماً جديداً للتنظيم.

ويخاطب التنظيم عبر هذه الهجمات الحكومات والتحالف الدولي، ليبرز قوته وأنّه قادر على إيقاع الخسائر عبر هذه الهجمات، كما يخاطب منافسه تنظيم القاعدة ليؤكد على صلابته التنظيمية واستمرار تفرده بصدارة المشهد الحركي بحسب رأي البحث.

ورأى عبد المنعم، أنَّ هذه الهجمات تعبر عن فشل عسكري، كونها تعتمد على فكرة الإغارة وتستخدم فيها معدات بدائية وغياب التجهيزات الضخمة.

وتوقع “عبد المنعم” قيام التنظيم بعليمات في أوروبا، للفت أنظار دول العالم بأنه موجود وقادر رغم ما يعانيه من نضوب الموارد المالية أو العمليات التي تستهدف قياداته.

والخميس الماضي، قالت القيادة المركزية الأميركية، أنَّ عمليات التحالف مع القوات الشريكة في سوريا والعراق أفضت إلى مقتل 466 واعتقال 215 آخرين من عناصر التنظيم .

وصنف قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا تنظيم “داعش”  في ثلاث فئات الأولى هي الفئة الطليقة أو الجيل الحالي من قادة وعناصر والفئة الثانية وهم المحتجزين في سوريا والعراق، وعددهم أكثر 30 ألفاً في سوريا والعراق وفئة ثالثة وهم الجيل القادم من عناصر “داعش” المحتملين، وعددهم أكثر من 25 آلف طفل في مخيم الهول.

بدوره ذكر الباحث في قضايا الأمن الإقليمي، محمد فوزي، لذات الصحيفة، أنَّ استراتيجية “داعش” اليوم في العراق وسوريا تعتمد على استنزاف قوات الأمن والجيوش عبر الذئاب المنفردة، وهي تختلف عن استراتيجيته في السابق والتي تركز على التمكين.

وأشار إلى أنَّ التنظيم يستغل ثغرات معينة في كل دولة ويسعى للنفاذ منها.

وفسر الباحث في قضايا الأمن الإقليمي، تركيز التنظيم عملياته في سوريا كونها ترتبط بتنافسه مع القاعدة (حراس الدين) ومع هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

إعداد وتحرير: عدنان حمو