جنديُّ تركيُّ يهدّد بقتل صحافيّة أثناء تسيير دوريّة مشتركة مع الرّوس في ريف كوباني
عين العرب / كوباني – فتاح عيسى / فياض محمد NPA
تعرضت مراسلة وكالة "صوت أمريكا" الإعلامية, في عين العرب / كوباني، أول أمس الثلاثاء لتهديد بالقتل من أحد جنود الجيش التركي، أثناء تسيير الدورية الروسية – التركية المشتركة الثانية في ريف كوباني.
وتمكن زملاء للإعلامية نوروز رشو من تصوير المشهد الذي قام فيه جندي تركي بإشهار سلاحه في وجه الإعلامية، أثناء محاولتها لتغطية حدث قيام إحدى المدرعات التركية بإطلاق الرصاص الحي على المدنيين، بعد تعطل إحدى العربات العسكرية التركية، قرب قرية جم حران جنوب شرقي عين العرب / كوباني وقيام المدنيين برشق المدرعات بالحجارة.
وأفادت الإعلامية نوروز رشو في حديثها لـ "نورث برس" أن الحادثة وقعت أثناء تغطيتها للدورية الروسية – التركية المشتركة الثانية، التي جرت في ريف كوباني، أمس أول الثلاثاء، حيث غيرت الدورية مسارها بعد رد فعل شعبي في القرى، واتخذت الدورية طريقاً ترابياً، إلى الريف الجنوبي من كوباني.
إشهار السلاح
وأوضحت رشو أنها أثناء سماعها لأصوات إطلاق أعيرة نارية ورؤيتها لأعمدة دخان لقنابل مسيلة للدموع، في مثلث قرى "قرة مزرعة – شيران – جم حران"، قررت هي وزملاءها الإعلاميين الاقتراب من مكان الحدث، لمعرفة وضع المدنيين وتوثيق ما يتعرضون له، وذلك بالسير في طريق ترابي وصولاً إلى مكان توقف الدورية الروسية – التركية المشتركة.
وأضافت رشو أنه وأثناء توجههم للمكان الذي كان ترتفع منه الأدخنة، واقترابهم من مدرعة عسكرية، رفع أحد الجنود يديه في إشارة لمنعهم من الاقتراب، حيث نزلت رشو من السيارة، وحاولت الوصول من طريق فرعي بين أشجار الزيتون القريبة من مكان تواجدهم.
وأكدت رشو أن جندياً تركياً صاح بها باللغة التركية أن لا تقترب، لتقوم هي بإخباره بأنها صحفية، وتريد القيام بعملها وتصور المدنيين، لكن الجندي منعها من التقدم، وصرخ في وجهها، ومن ثم قام الجندي بإشهار سلاحه في وجهها، ما دفع رشو للتحدث بالإنكليزية ورفع كاميرتها في وجه الجندي.
وتابعت رشو أنها فهمت من الجندي الذي قام بإشهار سلاحه في وجهها، من خلال تعابير وجهه، ولهجته أنه يريد أن يخبرها بأن تتراجع، وإلا سيطلق النار عليها.
شعور الخوف
نوهت رشو إلى أنه كان شعوراً مليئاً بالخوف، أن يقوم جندي تركي بمنعها ورفع سلاحه في وجهها ووجه كاميرتها، وخاصة أنها لم تكن موجودة في منطقة اشتباكات أو أرض معركة، والمنطقة التي تواجدت فيها هي منطقة ريفية بعيدة عن الحدود بنحو /10/ كلم.
ولم يخطر ببال رشو وهي تقوم بتغطية حدث اعتيادي في المنطقة وهو تسيير دورية عسكرية، أن تواجه خطر يهدد حياتها أو أن يقوم أحد بإطلاق النار عليها، بحسب ما قالته.
تصوير المشهد
وعن سبب عدم إطلاق النار عليها من قبل الجندي التركي، تقول الصحافية الكردية "فكرت كثيراً بعدها، لماذا لم يطلق النار علي؟، وأتذكر أن زملائي كانوا ينادونني كي أتراجع خوفاً من إطلاق النار علي"، لافتة إلى أنها تراجعت قليلاً عندما تبين لها أن الجندي سيطلق النار عليها.
وأشارت رشو إلى أن أحد زملاءها أخبرها بأن الجندي التركي لم يطلق النار عليها "لأنه كان يقوم بتصوير المشهد، وبالتالي تخوف الجندي من توثيق الجريمة، وهي كانت أحد أسباب ردع الجندي التركي عن إطلاق النار"، وهنا تقول رشو "أعتقد أن زميلي الذي صورني، قام بإنقاذ حياتي في هذا الموقف".
وبينّت رشو أنهم كصحفيين في شمال شرق سوريا وفي سوريا بشكل عام مروا بالكثير من الظروف الصعبة، لكنها أول مرة تواجه فيها تهديد مباشر من جندي جاء من منطقة أخرى.
وختمت في إشارة الجندي التركي ودولته قائلة: "هم أعداء للحقيقة ويكرهون من يرصدون الحقيقة فوضع حرية الإعلام في تركيا أمر معروف" بحسب قولها.
وأكدت نوروز رشو أن عملها الصحفي ليس عملاً إجرامياً وما عايشته في مشهد التهديد، يعتبر موقفاً خطيراً يجب عدم المرور عليه، كحادثة اعتيادية، لأنها تعتبر أكبر شاهد حي عرف حقيقة ما عايشته الثلاثاء الماضي.
الجدير بالذكر أن تركيا جاءت في المرتبة 157// في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 من أصل /180/ دولة، وفق التصنيف السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود".