على غرار عفرين.. فصائل موالية لأنقرة تعري سري كانيه من أشجارها
القامشلي – نورث برس
أظهرت صورة جديدة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، لمنطقة كانت تشتهر بغطائها النباتي في مدينة سري كانيه (رأس العين) شمالي الحسكة، باتت الآن شبه عارية من الأشجار.
وتخضع سري كانيه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019، لسيطرة القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها، بعد اجتياحٍ عسكري.
واتهم ناشطون، فصائل المعارضة باتباع “سياسة ممنهجة في عمليات السلب والنهب”، أبرزها عمليات الاحتطاب وقطع الأشجار في منطقة سري كانيه على غرار ما تفعله في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
ونشر عبدالحليم سليمان، وهو صحفي يعمل مراسلاً لـ “اندبندنت عربية”، على صفحته الشخصية في فيس بوك، صورة متداولة لمزرعة تعود ملكيتها لنازح من سري كانيه يدعى ‘‘حج عمري’’، وقد باتت بلا أشجار تقريباً وغاب غطائها الأخضر.
بينما وجدت نورث برس على محرك البحث، صورة أرشيفية نشرتها وكالة “هاوار” قبل سيطرة القوات التركية على سري كانيه، لنفس المزرعة من جهة مغايرة، وتظهر الصورة أشجار كثيفة في نفس المزرعة.
وفي تسجيل صوتي لنورث برس، أكد سليمان وهو ينحدر من سري كانيه، صحة الصورتين قبل وبعد التقطيع.
وتشتهر مدينة سري كانيه بينابيعها الغزيرة ومياهها الجوفية، وساهم ذلك بخضار وأشجار كثيفة في المنطقة، إضافة إلى نشاط زراعي وإنتاج وفير.
وقال سليمان من القامشلي، ‘‘هذه المنطقة كانت مغطاة بالأشجار والأحراش قبل احتلال المدينة، الآن تبدو عارية وحيدة غير مكسوة بغطائها النباتي السابق’’.
وأضاف أن ‘‘مدينة سري كانيه بعد دخول الفصائل إليها، تعرضت لعمليات سلب ونهب ممنهجة، بينها القطاع البيئي، فهناك عمليات قطع وتحطيب لجميع الأشجار في المرافق العامة والمزارع، وذلك في ظل عدم وجود أصحابها الأصليين’’.
‘‘نتحدث عن مئات المزارع والقرى التي باتت دون غطاء نباتي وأشجار، وهذا يتسبب بضرر بيئي كبير، وسيؤثر على العملية الزراعية وتراجع خصوبة المنطقة’’.
وأشار الصحفي إلى أن السلطات الموجودة في سري كانيه ‘‘تتبع سياسة ممنهجة، وبنت اقتصادها على عمليات السرقة، نسمع بين الحين والآخر بنشوب اقتتال بين الفصائل المسلحة على عمليات السرقة والتهريب’’.
وفي آذار/ مارس الماضي، قالت لجنة مهجري سري كانيه، إن الفصائل قامت خلال شهر ذاته، باقتلاع أكثر من ألفي شجرة وتجريف 12 منزلاً، تزامناً مع احتفالات عيد النوروز المشهور لدى الكرد وشعوب أخرى في بلدان الشرق الأوسط.
وقال جوان عيسو مسؤول العلاقات العامة في لجنة مهجري سري كانيه، “تم تهجير ٨٥ % من سكان المدينة الأصليين”.