الرقة – نورث برس
اضطر عبد العظيم لشراء “سراج” لإنارة بيته، إذ أن الرجل لديه طفل صغير ويحتاج للضوء، وعلى الرغم من مخاطره الصحية إلا أنه وجد نفسه مجبراً على ذلك، منذ أكثر من عشرين يوماً.
عبد العظيم الشليتي (38عاماً) من سكان منطقة الحمرات نحو 15 كم شرقي الرقة، شمالي سوريا، يقول إنه لم ير الكهرباء منذ 23 يوماً بعد سرقة المحولات التي تغذي المنطقة.
ويعاني سكان منطقة الحمرات من انقطاع التيار الكهربائي منذ نحو شهر، دون أن تتدخل الجهات المعنية لحل المشكلة جذرياً، على الرغم من توصيله في قرى أخرى.
وأطلق ناشطون وسكان من منطقة الحمرات هاشتاغ (#الحمرات_بدون_كهرباء) بعد استمرار الانقطاع لنحو شهر من الزمن.
ويستغرب “الشليتي”، من استخدامه لـ “القنديل” رغم التطور التقني الكبير، ويكشف أن الحاجة هي من دفع لذلك، إذ لا قدرة لديه لشراء منظومة طاقة شمسية تغنيه عن الكهرباء.
ويشير في حديث لنورث برس، إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يسبب أعباء لذوي مرضى الربو، وكذلك الأطفال الذين يحتاجون لجلسات رذاذ، لا سيما في ظل انتشار الإنفلونزا والأمراض الصدرية في الشتاء.
ويضيف، أن من لديه مريض ربو أو طفل يحتاج لجلسات رذاذ سيضطر لذهاب إلى قرية تتوفر فيها الكهرباء، أو سيذهب إلى مدينة الرقة.
وانتشر في الآونة الأخيرة، فيروس الإنفلونزا وأدى لتعليق الدوام في المدارس، بعد أن تسببت بوفيات بين الأطفال.
ويطالب ” الشليتي”، الجهات المعنية بإرسال ورشاتها وإصلاح عطل الكهرباء في منطقتهم، ويرى أنه “لا يجب أن يُحاسب السكان على فعل دنيء لذوي النفوس الضعيفة”.
وتكثر في أرياف الرقة ودير الزور، ظاهرة سرقة كابلات الشبكة الكهربائية والمحولات، بالإضافة لقدم تلك الشبكات وكثرة أعطالها نتيجة الأعمال الحربية التي دارت في المنطقة.
ويؤيد عبود الطه (37عاماً) وهو من سكان منطقة الحمرات، ذلك، ويقول إنه هناك سوء في تمديدات الشبكة الكهربائية في قريته.
ويشتكي الرجل أيضاً، من انقطاع التيار الكهربائي المتواصل منذ أكثر من 20 يوماً، ويضيف: “رغم قلة ساعات الوصل في الكهرباء إلا أنها تخفف علينا أعباءً كثيرة”.
وزادت ساعات تقنين الكهرباء في الرقة وعموم مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، نتيجة انخفاض منسوب البحيرات خلف السدود، بعد حبس تركيا لمياه نهر الفرات.
وتعتمد مناطق شمال شرقي سوريا، على السدود المقامة على مجرى نهر الفرات، بتوليد التيار الكهربائي.
وأمام مطالبات السكان، يقول محمد العبد الله نائب الرئاسة المشارك للجنة الطاقة في مجلس الرقة المدني، إن سبب العطل هو أعمال تخريب وسرقة تعرضت لها الشبكة شرقي البليخ.
وأشار في تصريح صوتي لنورث برس، أن اللجنة بصدد إعادة تأهيل الشبكة خلال الأيام القادمة.
ودعا سكان الحمرات للإبلاغ عن المخربين والسارقين لأي نقطة عسكرية، لضمان عدم تكرار الحادثة مرة أخرى.
و”الحمرات” هي مجموعة من القرى يطلق عليها اسم الحمرة، وهي (غنام، بلاسم، جماسة، ناصر، البويطية، المنتزهة، المتمصي).
ولحين إعادة تأهيل الشبكة، سيضطر ياسر الكردي (42عاماً) وهو من سكان الحمرات، لشحن بطارية الليد التي يملكها لدى أحد من الذين يمتلكون مولدات كهربائية.
وتأتي مطالبات الرجل بضرورة تصليح العطل في قريته، لأنه رغم ساعات الوصل القليلة إلا أنها كانت تقضي حوائجهم، وبات اليوم يخجل من حمل بطارية “الليدات” لشحنها.
وبلغة لا تخلو من التهكم يقول “الكردي”، إنهم باتوا يحجزون الدور لشحن ليداتهم وموبايلاتهم لدى أصحاب المولدات، الأمر الذي بات يزعج أولئك لكثرة الراغبين بالشحن.
وبعد طول انتظار لتصليح الكهرباء، يطالب “الكردي” الجهات المعنية بضرورة التعجيل بتصليح الكهرباء في منطقته.