في الحسكة شوارع تمتلئ بالحفر والطين والوحل
الحسكة – نورث برس
يشتكي سكان في مدينة الحسكة، من تردي حال الطرقات وانتشار حفر ومطبات في مختلف الشوارع والتي تؤثر سلباً على حركة المارة والسيارات وخاصة في فصل الشتاء، حيث تتجمع المياه في الحفر وتتشكل مستنقعات والأوحال ولا تجف لأيام.
وأواخر الشهر الماضي، ونتيجة تجمع المياه والطين جراء هطول أمطار غزيرة في المنطقة، باتت العشرات من الشوارع الفرعية في مختلف أحياء المدينة غير سالكة، قبل أن تجف بعد نحو اسبوع من توقف الأمطار.

ومشكلة رداءة الطرقات لا تقتصر على الحسكة فحسب، بل تعاني معظم المناطق في شمال شرقي سوريا منها وتتفاقم أكثر من حلول فصل الشتاء، حيث يواجه سكان صعوبة في المرور، فضلاً عن الأعطال التي تسبب للسيارات.
ويقول رمزي الهلاط (54 عاماً)، من سكان حي غويران جنوب الحسكة إنهم يعانون من تشكل الوحل وبكميات كبيرة في شارعهم مع حلول الشتاء، الأمر الذي يجعل حركة السكان وعبور السيارات، “شبه مستحيلة”.
وبحسب الرجل الخمسيني فإن “ما زاد من الطين بلة”، هذا العام هو القيام بعملية ترميم لمجاري الصرف الصحي في عدد من شوارع الحي.
وكان من المقرر أن تقوم البلدية بتعبيدها بعد الانتهاء من عملية تمديد وإصلاح خطوط الصرف الصحي، ولكن “بقيت الطرق على حالها”.
كما أن تعبيد الطريق الشرقي للحي أدى لارتفاع مستوى الشارع الرئيسي في الحي وبالتالي فإن المياه التي يقوم السكان باستخراجها من الآبار المالحة والمرة والأمطار، أدت لتجمع كميات كبيرة من المياه في عدد من شوارع الحي، فضلاً عن تشكل الطين والوحل.
يضيف “الهلاط” مستاء، “في الشتاء من المستحيل الخروج من المنزل والتنقل بسهولة، كل ذلك يتم بعد جهد كبير يعرض الأطفال وكبار السن للخطر”.
ويسبّب تجمّع المياه في الشوارع، مشاكل للسكان، حيث تجد الحشرات فيها بيئة خصبة للتكاثر، ويؤدي تجمّعها لوقتٍ طويل إلى انبعاث روائح كريهة.
وفي شارع آخر من ذات الحي الذي يسكنه “الهلاط” يشكو أحمد طاووس من ذات المشكلة، ويقول: “نحن على هذا الحال منذ نحو 6 أشهر والأمور بقيت على حالها دون أن يكون هناك أي معالجة للمشكلة”.

ويشير إلى أنه في حال وجود حالة اسعافية في الشارع فإن السيارات لا تستطيع دخول الشارع، كما أن صهاريج بيع مياه الشرب لا تدخله “لأن الطين المتجمع وانخفاس الأرض سيكون سبب في عدم قدرة السيارة الخروج من الوحل”.
ويطالب بضرورة تعبيد الشوارع المهترئة قبل هطول الأمطار مرة أخرى، أو على الأقل فرش الشارع بمادة الحجر المكسر.
وتعليقاً على شكاوي السكان، يشير نبيل شيخي، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الحسكة إلى أن طرقات الحسكة تعرضت للكثير من الضرر وتهالكت معظمها، وأن عملية إصلاحها بالكامل تحتاج لسنوات من العمل والجهد المستمر.
وخلال العام الجاري، بلغت ميزانية تعبيد الطرقات وإنجاز مشاريع الصرف الصحي ومد الحجر المكسر في الحسكة والبلدات التابعة لها، 606700 دولار ، بحسب “شيخي”.
في حين بلغت نسبة المجبول الزفتي الذي كان ضمن الخطة لهذا العام، 7230 متر مكعب، بالإضافة إلى نحو 15000 ألف متر مكعب من الحجر المكسر تم من خلاله استهداف عشرات الطرق الرئيسية والفرعية في أحياء وبلدات الحسكة، وفقاً لرئاسة البلدية.
ويقول عبدالله السعيد، صاحب شاحنة في الحسكة إنه يضطر ما بين أسبوعين إلى 20 يوماً لإصلاح سيارته في المنطقة الصناعية بسبب الأعطال المتكرر التي تصيبها جراء الطرق المهترئة.
ويفرض ذلك على السائق تكاليفاً هو بغنى عنها، في ظل ارتفاع أجور الإصلاح وقطع الغيار التي يتم حسابها بالدولار الأميركي.
ويشير “السعيد” إلى الأمر لا يقتصر على التكاليف فحسب، فاهتراء الطرق يزيد من الوقت والجهد، “فالطريق الذي كان يستغرق 10 دقائق، يستغرق عبوره حالياً نحو نص ساعة أو أقل وخاصة إذا كانت السيارة أو الشاحنة محملة بالبضائع”.