الرقة – نورث برس
بات منظر المياه المتجمعة أمام بقاليته في أحد شوارع الرقة الرئيسة يؤرق نورس، إذ أن مياه الأمطار تتجمع في كل هطول، حتى أن الرجل يدعو ربه أحياناً ألا ينزل المطر.
ويشكو نورس المفضي (35عاماً) من سكان شارع باسل في الرقة، شمالي سوريا، من سوء الصرف الصحي في منطقته خاصة مع بداية فصل الشتاء، حيث تتجمع المياه مشكلةً ما يشبه البحيرة، ولا تجف لأيام.
ويعاني سكان الرقة في المناطق التنظيمية والعشوائيات، على حد سواء، من سوء شبكات الصرف الصحي وخروج معظمها عن العمل، ما أدى لانعدام تصريف مياه الأمطار، لتتجمع في الشوارع.
وبينما يجلس أمام بقاليته، بات المنظر يزعج الرجل، إذ أنه يسبب له مشاكل في النظافة، نتيجة مرور السيارات بالمياه، ويشكل عائقاً أمام زبائن بقاليته، ممن يجدون صعوبة في المرور إليه.
يقول “المفضي”، إن شبكة الصرف الصحي في منطقته قديمة، لذلك باتت البلدية تعالج المشكلة لديها بشكل “إسعافي”، لكنها سرعان ما تتعطل وتعود كما كانت.
“مع أول هطول للأمطار خرجت عن العمل فلم تعد تصرِّف شيئاً من المياه”، وفقاً لـ “المفضي”.
ويرى أن صيانة الصرف الصحي من المفترض أن تكون من أولويات عمل البلدية خاصة في فصل الشتاء. ويعبر عن تردي أوضاع الشوارع في الرقة، بـ”بلش موسم الشوكلاته”، في إشارة إلى تجمّع الأوحال.
ويطالب الرجل، الجهات المعنية بالعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحي المتوقفة عن العمل بشكل أفضل.
ويشير إلى أن غالبية قنوات الصرف الصحي في الرقة دون أغطية، “بسبب سرقتها من قبل ضعاف النفوس وبيعها كحديد (خردة)، خاصة في ظل غلاء أسعار الحديد”.
لذلك عملت البلدية، على تصميم أغطية من “الباطون”، لكن تلك تتكسر نتيجة مرور السيارات فوقها، كما تسبب انسداداً في قنوات الصرف.
وساهم عدم وجود الأغطية بمرور الأوساخ والأتربة لداخل القنوات، في ظل قلة أعمال الصيانة والتنظيف من قبل البلدية.
كذلك يقول أبو عبد السلام العجاجي (62عاماً) من سكان مدينة الرقة، إن منطقته تعاني من عدم وجود صرف صحي، و”الموجود منها مسكر”.
ويجد الرجل صعوبة في المرور من شوارع حيّه، ويرى أن السكان يتحملون جزءً من المسؤولية في تحوّل الشوارع لمستنقعات، لكن المسؤولية الأكبر تقع على المسؤولين عن تخديم الصرف الصحي، إذ أن المياه التي يستخدمها السكان لا تجد قنوات.
ويسبّب تجمّع المياه في الشوارع، مشاكل للسكان، حيث تجد الحشرات فيها بيئة خصبة للتكاثر، ويؤدي تجمّعها لوقتٍ طويل إلى انبعاث روائح كريهة.
ويرى “العجاجي” أن إصلاح الصرف الصحي تحوّل من حق للسكان إلى “أمنية باتوا يأملون الحصول عليها”.
من جهته، يقول حسام كالو رئيس دائرة الصرف الصحي في بلدية الشعب في الرقة، إنهم استهدفوا خلال العام الجاري عدة أحياء في المدينة واستبدلوا شبكات الصرف الصحي فيها.
ومن الأحياء التي استهدفتها الدائرة، أحياء في منطقة الفرات ومنها، نزلة شحاذة وجانب مدرسة طارق بن زياد، وجامع المصطفى، وكذلك في منطقة المشلب والدرعية، حيث استبدلوا الخط الرئيسي في الحصيوة.
ومطلع هذا العام، اشتكى سكان حي الحصيوة الواقع على أطراف مدينة الرقة الغربية من انسداد قساطل مجاري الصرف الصحي لأكثر من خمسة أشهر، ما يؤدي إلى خروج المياه من فوهات مجرى الصرف الصحي في منازل الحي، إضافة إلى تجمعها في شوارع الحي الفرعية.
لكن مع هطول الأمطار يبحث عبد المنعم الخضر (53عاماً) من سكان منطقة الدرعية، عن بُقع جافة يضع عليها قدمه، في رحلة الذهاب من المنزل إلى الشارع العام.
ويقول، إن الصرف الصحي “سيء جداً” وجميع الشوارع الفرعية في منطقته تحتاج إلى تعبيد، إذ أنها “محفّرة”، ولا يستطيع المارّة العبور منها مشياً على الأقدام.
ويصف حال الشوارع، بالقول: “كل جورة تفوت سيارة، ودائماً العالم واقعة بالجور”.
ولا زال يفتقد حي الأندلس في الجهة الشمالية لمدينة الرقة، لشبكة صرف صحي وطرق معبدة، ما يتسبب بانبعاث الروائح الكريهة من الحفر الفنية في الحي خلال الصيف وجريان مياهها في الشوارع أثناء الهطولات المطرية شتاء.