أنقرة تواصل مساعيها للتقارب مع دمشق وسط ترحيب روسي ورفض لسوريين

دمشق- نورث برس

تؤكد دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد لقاء ثلاثي يجمعه مع الرئيسين السوري بشار الأسد، والروسي، فلاديمير بوتين، مدى تواني أنقرة في تحقيق تقارب مع  دمشق في إطار مساعيها لتحقيق أهدافها شمالي البلاد.

 والخميس الماضي قال أردوغان في تصريح  للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من تركمانستان، إنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة عقد هذه اللقاء.

وشدد الرئيس التركي على أن نظيره الروسي تعاطى بـ”إيجابية مع المقترح”، فيما لم تبدي الحكومة السورية أي موقف إيجابي حيال التصريحات التركية بشأن التقارب الذي تسعى إليه الأخيرة منذ أشهر.

موقف الحكومة السورية

ورغم أن موقف حكومة دمشق يبدو واضحاً بشأن التقارب المحتمل مع أنقرة فلطالما تندد بـ”الاحتلال التركي” وتطالب تركيا بالانسحاب الكلي من الأراضي السورية، ولكن لا يمكن الرهان عليه،  بحسب مراقبين.

وفي السابع من الشهر الجاري، كشف عضو اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية التركي، أورهان ميري أوغلو، رفض دمشق لطلب أنقرة بترتيب لقاء بين الرئيسين رجب طيب أردوغان، ونظيره السوري بشار الأسد قبل الانتخابات التركية.

وقال أوغلو في تصريح صحفي، إن دمشق تعتزم تأجيل اللقاء إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التركية المقرر في يونيو 2023.

كما نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر في دمشق، مطلع الشهر الجاري، أن حكومتها تقاوم جهود روسية تسعى إلى عقد لقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان.

وأكدت المصادر الثلاثة المطلعة على جهود التقارب، أن الرئيس السوري “رفض اقتراحاً لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وأضافت أن دمشق تعتقد بأن مثل هذا الاجتماع “قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 مليون لاجئ سوري من تركيا”.

وذكر أحد المصادر “لماذا نمنح أردوغان نصراً مجانياً؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات”، مضيفاً أن سوريا رفضت أيضا فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.

وقال آخر وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن دمشق “ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأتِ بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية”.

الحل كما ترى روسيا

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، إن الوضع على الحدود بين تركيا وسوريا لا يزال صعباً، لكن يمكن حله إذا تم أخذ مخاوف الجانبين في الاعتبار.

وأضاف سيرجي في تصريح صحفي أمس السبت “الوضع على الحدود السورية التركية صعب بالطبع، لكنني أعتقد أننا إذا عالجنا مخاوف كلا الجانبين على أساس الالتزام الراسخ بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، فيمكن حل الوضع”.

وأشار إلى أنه “علاوة على ذلك، ستكون هذه النتيجة مفيدة ليس فقط لكلا البلدين، ولكن أيضا من أجل استقرار المنطقة بأسرها”.

والجمعة الماضية قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن “روسيا لا تتفق مع كل المسائل المتعلقة بالعملية العسكرية التركية في شمالي سوريا”.

وقال إن “موسكو إيجابية للغاية بشأن فكرة الرئيس التركي لعقد اجتماع بين قادة تركيا وسوريا وروسيا”.

وتجدد روسيا باستمرار ترحيبها واستعدادها لتقديم المساعدة في تحقيق التقارب بين الحكومتين السورية والتركية.

وأضاف بوغدانوف: “نجري الآن اتصالاتنا مع الأصدقاء السوريين”.

وأعرب بوغدانوف، عن تفاؤله بفكرة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عقد لقاء بين قادة تركيا وسوريا وروسيا.

سوريون يرفضون التقارب

وبعد ساعات من  التصريح الجديد للرئيس التركي بشأن عقد اللقاء الثلاثي ، تعالت الدعوات في مناطق المعارضة السورية بإدلب وريف حلب للاحتجاج ضد تحركات “الضامن التركي” بشأن التقارب.

فالتصريحات المتعاقبة للمسؤولين الأتراك يبدو أنها بدأت يثير مخاوف سكان ونازحين في مناطق المعارضة، ولطالما أعربت عن خيبة أملها بضامنها التركي وخرجت في احتجاجات واسعة ضد تلك التصريحات الداعية للتطبيع، وفقاً لتقارير سابقة لنورث برس.

والأسبوع الفائت، دعا نشطاء في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا وشمالي حلب، لتنظيم وقفات احتجاجية ضد التقارب المحتمل بين الحكومتين التركية والسورية، تحت عنوان “محاسبة الأسد لا مصالحته”.

إعداد وتحرير: فنصة تمو