حلب- نورث برس
منذ يومين ومنزل محمد، كحال عشرات المنازل في حيّه بلا كهرباء نظامية، بعد أن تعطلت المحولة الكهربائية، ويخشى أن يطول الأمر أكثر في ظل عدم استجابة شركة الكهرباء في حلب لمطالبهم بإصلاحها.
محمد شعبو (35 عاماً) من سكان حي العامرية في حلب يقول لنورث برس، إن كل محاولاتهم للتواصل مع شركة الكهرباء وقسم الطوارئ لإصلاح المحولة لم تنفع بالرغم من زيارتهم للمحولة والاطلاع على أضرارها.
والجواب الذي يتلقاه الرجل الثلاثيني هو انتظار تأمين قواطع جديدة للمحولة بعد أن تعطلت القديمة بسبب الحمل الزائد.
وتصل ساعات التقنين في حي العامرية إلى 20 ساعة وأحياناً 22 ساعة، “ولكن حتى هالساعتين يلي كانت تجي فيها الكهرباء انحرمنا منها”، يضيف الرجل مستاءً من هذا الحال الذي يتفاقم كل عام.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية، ازدياداً في ساعات تقنين الكهرباء, مع إعلان الحكومة السورية تأخر وصول التوريدات النفطية.
وتتراوح ساعات التقنين ما بين 18 ساعة في أحسن أحوالها إلى 20 ساعة، وقد تزيد أو تنقص من منطقة إلى أخرى.
وينتظر السكان بفارغ الصبر ساعات وصل الكهرباء لشحن هواتفهم النقالة وتشغيل سخانات المياه وشحن بطاريات تعمل على الكهرباء. ولكن بسبب أعطال في الشبكات وتأخر عمليات الصيانة، ينحرم سكان في حلب من ذلك، في ظل انخفاض درجات الحرارة وعدم توفر مازوت التدفئة.
ويرجع محمد سماقية (45 عاماً)، موظف في طوارئ الكهرباء بحي صلاح الدين في حلب، سبب أعطال الشبكة الكهربائية في عدة أحياء إلى الضغط الكبير عليها أثناء ساعات التغذية.
ويلجأ السكان لتشغيل معظم الأدوات الكهربائية ومنها المدافئ وسخانات المياه، الأمر الذي يؤدي لإذابة الكابلات والقواطع واحتراق الدارات.
ويشير الموظف الحكومي إلى أن هذه الأعطال “لا يمكن لورش الصيانة تحملها”، دون الكشف عن الأسباب.
ويكمل الحل وفقاً لما يذكره “سماقية” في زيادة ساعات التغذية الكهربائية وعدم حصرها بأوقات محدودة، بالإضافة إلى توفر مازوت للتدفئة الذي سيخفف بدوره العبء عن شبكة الكهرباء وسيقلل الحاجة لاستخدامها بالتدفئة.
ولكن هذه الحلول غير متوفرة حالياً وسط فقدان المحروقات وتأخر وصول المحروقات واستهلاك سوريا من مخزونها الاحتياطي.
ولعدم توفر المحروقات، قررت الحكومة تعطيل الجهات العامة يومي الـ 11 و18 من الشهر الجاري، ويصادفان يوم الأحد.
وتعجز عائلات في حلب عن تأمين بدائل للكهرباء الحكومية سواء عبر بطاريات أو ألواح طاقة شمسية وغيرها لارتفاع ثمنها، فتركيب لوحي طاقة شمسية مع بطارية شحن يكلف ما بين 5 إلى 6 ملايين ليرة، كما أن أقل بطارية يبلغ سعرها 300 ألف ليرة، هذا عدا عن شراء شاحن لها وأكبال وليدات إنارة.
ويلجأ الذين لا يملكون القدرة على تحمل هذه التكاليف لضوء لمبة الكاز أو الشموع.
وفي حي صلاح بحلب، تعطلت منذ أيام مجموعة الكهرباء في مدخل البناية السكنية التي يسكنها عبد الحميد هواش وأكثر من 30 عائلة.
ولم تثمر جهودهم وزياراتهم لمركز الكهرباء في قطاع صلاح الدين لإصلاح المجموعة، فبادر سكان البناية في جمع أموالٍ وإصلاح المجموعة على حسابهم، وفقاً لما يذكره “هواش” لنورث برس.
وبحسب سكان من ذات الحي، توقفت معظم المولدات الكهربائية في الحي بسبب نقص المازوت وهناك عدة عمارات سكنية لم تصلها الكهرباء منذ أيام بسبب الأعطال.
وأمام هذا الحال يلقي “هواش” اللوم على الحكومة التي “تتجاهل معاناتنا”.