الكهرباء الحكومية في حلب شبه معدومة والبدائل صعبة المنال

حلب- نورث برس

على ضوء الشموع يقضي ياسر الرجب (35 عاماً) ليلته الثالثة هو وأسرته بعد أن ألغى اشتراك كهرباء الأمبيرات (مولدات كهرباء خاصة)، إذ باتت تكاليفها تفوق طاقة جيبه، فقرر الاستعانة بطاقة بطارية.

لكن رب الأسرة المقيم في حي الأعظمية بحلب، لم تفلح جهوده التي بذلها طيلة أيام في سبيل تأمين بطارية (مدخرة كهربائية) لإنارة منزله على ضوء الليد، فالأسعار تفوق مدخوله الشهري بمراحل، كما يقول.

“الرجب” الذي يعمل في ورشة خياطة في حي الجابرية بحلب ويتقاضى شهرياً 400 ألف ليرة، لم يستطع أن ينير منزله المستأجر من خلال مدخرة صغيرة، إذ لا يزال يبحث عنها ولم يوفق بشرائها.

ويحسب الرجل ما ستكلفه إنارة منزله، “بطارية تخزين  55أمبير يبلغ ثمنها  275ألف ليرة وأحتاج لكابلات وشرائط ليد، سعر المتر أكثر من  20ألف ليرة، إضافة أن أقل شاحن للبطارية يبلغ سعره  100ألف ليرة وما فوق، هذا مكلف جداً”.

ويحدث هذا في ظل تقنين حاد في الكهرباء الحكومية، حيث تتراوح ساعات التقنين ما بين 17 إلى 22 ساعة يومياً، وقد تزداد أو تقل من حي إلى آخر، بحسب سكان.

ويقول الرجل: “الكهرباء الحكومية نسيناها بشكل كامل فهي بالكاد تأتي نصف ساعة أو ساعة على مدار اليوم والأمبير ارتفع سعره بشكل جنوني”.

ويصل سعر الأمبير الواحد أسبوعياً في حي الأعظمية إلى  25ألف ليرة بمدة تشغيل  6ساعات كحد أقصى.

وفي ظل الارتفاع الكبير للأسعار وقلة مردوده الشهري، بات “الرجب” يفضل استعمال الشموع لحين إيجاد بديل يناسب راتبه.

وتعجز عائلات في حلب عن تأمين بدائل للكهرباء الحكومية سواء عبر بطاريات أو ألواح طاقة شمسية وغيرها لارتفاع ثمنها، فتركيب لوحي طاقة شمسية مع بطارية شحن يكلف ما بين 5 إلى 6 ملايين ليرة، كما أن أقل بطارية يبلغ سعرها 300 ألف ليرة، هذا عدا عن شراء شاحن لها وأكبال وليدات إنارة.

ويلجأ الذين لا يملكون القدرة على تحمل هذه التكاليف لضوء لمبة الكاز أو الشموع.

ويرجع حمزة الآغا (36 عاماً) صاحب محل لبيع البطاريات وألواح الطاقة الشمسية، في حي حلب الجديدة، سبب الغلاء إلى أن البضائع أغلبها مستوردة وأسعارها مرتبطة بالدولار.

ويشير إلى أن العديد من السكان يمرون عليه للسؤال عن الأسعار دون الشراء، وأن أقلية من يستطيع شراء بطارية أو تركيب لوح طاقة شمسية، “والبعض يعمد لبيع مصاغ ذهبية أو الاستدانة لكي يشتري مدخرة إنارة”.

وفي حي ميسلون بحلب، تعيش مصطفى حاج محمود (60 عاماً) منذ ثلاثة أيام في ظلام بعدما أوقف صاحب المولدة عملها لسبب أرجعه إلى ارتفاع سعر المازوت في السوق السوداء.

ويبلغ سعر ليتر المازوت في السوق السوداء 7500  ليرة، وهذا يدفع بأصحاب المولدات لرفع أسعار اشتراك كهرباء الأمبيرات، حيث يتراوح سعر الأمبير الواحد في أحياء حلب ما بين 25 إلى 30 ألف ليرة أسبوعياً.

ويقول “محمود” إن عائلات ألغت الاشتراك لديه لأنها لم تعد تقوى على دفع ثمن الكهرباء، “بات الحي في ظلام دامس”.

إعداد: جورج سعادة – تحرير: سوزدار محمد